المحتاجون كثر والمحتالون أكثر.. ظاهرة التسول تجتاح ديرالزور

المحتاجون كثر والمحتالون أكثر.. ظاهرة التسول تجتاح ديرالزور

حمزة فراتي – ديرالزور

انتشرت ظاهرة التسول في محافظة #دير الزور بشكل مضاعف خلال الأشهر القليلة الماضية في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي تعيشها غالبية مناطقها سواء الواقعة تحت سيطرة النظام والمليشيات الموالية له، أو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد)، فارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل وغلاء الأسعار، ساهم إلى حد كبير بانتشارها، إلى جانب المعارك السابقة مع تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) والتي خلفت العديد من المآسي والأوجاع لمعظم أهالي المنطقة، فلعنة الحرب تكون مخلفاتها فقر وتشرد يؤدي غالباً إلى التسول.

حيث يعيش المدنيون في المناطق التي تمكنت قسد من السيطرة عليها، شرقي نهر الفرات (#جزيرة) واقعاً جديداً، بعد مرور أكثر من تسعة شهور على خروج التنظيم من منطقتهم، وهو الفقر والبطالة الذي زاد مآساة العديد منهم، وأجبره الوضع المتهاوي الذي يعيشه ليمد يده طلباً للعون.

يقول الحاج تيسر الموسى 61 عاماً (من ريف ديرالزور الشمالي) لموقع الحل، إن “التنظيم أعدم اثنين من أبنائي وحفيدي، أثناء تواجده في قريتنا #الصعوه، بحجة قتالهم له أثناء سيطرته على المنطقة، فمقتل أولادي قد قصم ظهري ، فأنا عاجز عن القيام بأي عمل لإصابتي في قدمي اليسرى في وقت سابق، وفقداني لأولادي خسرت عائلتنا المعيل، فتأمين رغيف الخبز لعائلتين الأن، عائلة ابني المؤلفة من أربعة اطفال وبقية عائلتي، دفعني إلى طلب المساعدة من أهل الخير في المنطقة” وفق قوله.

ساجدة ملا 34 عاماً وأم لثلاثة أطفال (نازحة من مدينة ديرالزور) تقول، “فقدت زوجي بقصف لطيران النظام أثناء نزوحنا من المدينة، نعيش الآن في خيمة في ناحية البصيرة، وأنا الآن معيلة لأطفالي ولأمي، فحاجتي الماسة للمال هي السبب الذي أجبرني على التسول، بعد فقداني الأمل من مساعدة المنظمات الإنسانية المتواجدة في المنطقة”.

وتتابع “ما أقوم به ليس لجمع المال، وإنما الظروف السيئة التي أعيشها، أجبرتني على ذلك، بعد فشلي في العثور على عمل ما يضمن لي مردوداً ولو بشيء قليل يسد حاجة أطفالي”، لجأت لسؤال الناس”.

وحال أم جاسم 44 عاماً (نازحة من مدينة البوكمال في بلدة محميدة) مشابه إلى حد ما لحال ساجدة، تقول: “تلقينا في الفترة الأولى من نزوحنا في بلدة محميدة مساعدات غذائية وبعض الأغطية من قبل بعض المنظمات في المنطقة، إلا أن ذلك توقف بعدها، فأنا أم لسبعة أطفال وزجي معتقل لدي النظام منذ أكثر من سنتين، ولا أعرف مصيره فليس لدي معيل سواه، وأنا مريضة ضغط، فانا أقوم بهذا العمل المشين لعدم قدرتي على تأمين معيشة أطفالي”.

بينما يرى ثامر السليمان (من ديرالزور) أن الازدياد الكبير في ظاهرة التسول جاء نتيجة موجة النزوح الشديدة التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية، فالفقر الشديد بين عوائل عدة بعد نزوحهم وخسارتهم لكل ما يملكون وفقدان بعضهم لأحد أفراد عائلته جراء القصف، دفع ببعضهم للتسول”.

حيث أوضح السليمان، أن هنالك نوعان للمتسولين، منهم من يكون بحاجة ماسة للمساعدة، وآخرون استغلوا ظروف النزوح ليمتهنوا التسول كمصدر رزق وزيادة مال، وهذا ما أدى لفقدان الثقة بكافة المتسولين” على حد تعبيره.

مشيراً إلى أنواع وأساليب التسوال المنتشرة في أحياء المدينة (الجورة والقصور) الخاضعة لسيطرة النظام أيضاً، حيث تجد اطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات بيده علبه محارم صغيرة أو علب بسكويت يتجول بين رواد المقاهي والمطاعم المنتشرة في الأحياء، وهو على يقين بأنه سوف يحصل على المال دون أن يشتري منه أحد، ومنهم من لجأ إلى تنظيف زجاج السيارات التي تقف عند إشارات المرور وغالبية من يقوم بذلك كبار في السن أيضاً، اضافة للنسوة التي تستغل إعاقة طفلها لتكسب مالاً من خلالها، وتجدهن بكثرة عند الجوامع وخاصة في يوم الجمعة، كل هذه التصرفات تندرج تحت عباءة التسول، حيث أفقدت هذه التصرفات الثقة بكل إنسان كان يمد يده للناس لأنه بحاجة ماسة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.