كيف نهبت “تحرير الشام” موارد المناطق الخاضعة لسيطرتها؟

كيف نهبت “تحرير الشام” موارد المناطق الخاضعة لسيطرتها؟

منار حداد – الحل

خسرت #سوريا عدداً كبيراً من منشآتها وبناها التحتية، إثر النهب الممنهج الذي عمد إليه تنظيم “هيئة تحرير الشام”  في المناطق التي سيطرت عليها.

وسيطرت “تحرير الشام” على مساحات واسعة من ريفي حلب وإدلب، ولكن خلال سيطرة التنظيم، تعرّضت عدّة منشآت وموارد وبُنى تحتية سورية للنهب والبيع بهدف تمويل عملياتها العسكرية، فضلاً عن الحصول على دخل مادي يضمن استمراريتها.

ويستعرض “موقع الحل” في هذا التقرير، أبرز البنى التحتية والمنشآت الحكومية التي تعرّضت للسرقة على أيدي عناصر من “تحرير الشام” ثم تم بيعها بمبالغ بخسة في وقتٍ لاحق.

سرقة معمل تاميكو

قبل أيام، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لوثيقة بيع وشراء، تظهر قيام “هيئة تحرير الشام” ببيع مصنعاً ضخماً في محافظة حلب، بعد أن استولت على منطقة المصنع.

وجاء في عقد البيع الذي تم تداوله على سياق واسع، قيام (أبو عبد الله العراقي)، وهو أمير قطاع خان العسل في هيئة تحرير الشام، ببيع منشآت “تاميكو” للصناعات الدوائية في ريف حلب، لشخصٍ يدعى (عمران حسين حمود) مقابل مبلغ ٥٠ ألف #دولار أمريكي.

ومنشآة تاميكو هي الشركة الحكومية السورية لصناعة الأدوية، ضخمة جداً تعرض فرعيها في حلب والمليحة بدمشق للقصف والدمار الواسع، ثم استولت عليه “هيئة تحرير الشام”.

ويعود تاريخ الوثيقة لأواخر شهر حزيران الماضي، وجرى تذييل العقد بتوقيع الطرفين، وظهر في العقد اسم شخص يدعى (أبو عمر الحلبي)  وقع بالنيابة عن (أبو عبد الله العراقي)، فيما ورد توقيع المشتري باسمه ذاته الموجود في بداية العقد.

تفكيك “سكة حديد حلب”

في شهر آب الماضي، أصدرت “هيئة تحرير الشام”‘، قراراً يقضي بفك #سكة_الحديد غربي محافظة حلب.

وجاء في البيان، الموجّه إلى مخفر بلدة حزانو في ريف حلب الغربي، بتكليف (شيبان عبد الهادي) من قبل المكتب الاقتصادي في القطاع الشمالي، بمهمة فكّ السكة ابتداءً من حدود القاطع الشمالي ثم بلدة كفر يحمول باتجاه الشرق على محطة بلدة كفر حلب.

وعقب صدور البيان، بدأ عناصر تابعين للهيئة فعلاً بتفكيك السكّة وسحب الحديد بسيارات قاطرة إلى جهة مجهولة، ولكنه توجهت نحو ريف إدلب.

وردّاً على ذلك، أصدر مجلس قرية كفرنوران المحلي بياناً قال فيه، “تردّد إلى مسامعنا منذ فترة قريبة أن هناك بعض الجهات العبثية، التي تحاول الإضرار بممتلكات القرية، وإنّنا في قرية كفر نوران من المجلس المحلي والهيئة الثورية ومجلس الشورى سنقف في وجه أي عمل تخريبي يمس ممتلكات البلدة مهما كلّف الأمر”.

وتقع قرية كفر نوران في ريف محافظة حلب الغربي، وهي من المناطق التي تديرها دوائر ومؤسّسات تابعة للحكومة السورية المؤقّتة، حيث لا يوجد فيها أي فصيل عسكري، بحسب ما أفاد الأهالي لـ “موقع الحل”.

الاستيلاء معدّات مطار أبو الظهور

تزامناً مع بدء العمليات العسكرية للنظام نحو ريف #إدلب الجنوبي في مطلع العام الحالي ٢٠١٨، والتي استعاد خلالها مطار أبو الظهور، نفّذت “هيئة تحرير الشام” ردّة فعل بدت للوهلة الأولى ناجحة عسكرياً واستراتيجياً، حيث قامت بسحب جميع المعدّات والطائرات المروحية المنسّقة الموجودة داخل #المطار إلى جهة مجهولة، لمنع النظام من الاستفادة منها في حال قرّر مهاجمة المطار ومحاولة دخوله، وهو ما حدث بالفعل.

لكن مصدر عسكري في المعارضة السورية أشار في حديثٍ لـ “موقع الحل” إلى أن هذه #الطائرات ليس لها أي بعد استراتيجي أو قتالي.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “الطائرات الموجودة داخل المطارات جميعها مروحية وليست حربية، وأنّها غير صالحة للاستخدام العسكري، وتم تنسيقها منذ عشرات السنين”.

وأوضح المصدر، أنه لو كانت هذه الطائرات تعمل بالفعل لدمّرها النظام قبل انسحابه من المطار أو تخلّص منها خوفاً من أن تستخدمها المعارضة بضربات جوية ضده، موضحاً أنه عندما تم السيطرة على المطار عاينت الفصائل الطائرات الموجودة داخل المطار، فاتضح أن  التي كانت قادرة على التحليق تم سحبها، كما أكّد أن الهيئة سحبت هذه الطائرات والمعدّات لبيعها “خردة” حديد، بمبالغ باهظة الثمن، وبالمقابل لم تكشف “هيئة تحرير الشام” عن مصير تلك الطائرات التي تم سحبها من المطار.

شبكات المياه والكهرباء

ولم تسلم شبكات #المياه والكهرباء من عمليات النهب، حيث سبق أن تعرّضت جميع آليات شركة المياه والصرف الصحي في خان شيخون للسرقة من قبل عناصر من “هيئة تحرير الشام”، حيث أشار الأهالي حينها إلى أن عناصر الهيئة باعت هذه الآليات التي يتم استخدامها بشكلٍ رئيسي لنقل المياه وإصلاح الخطوط والشبكات.

كما سُرق من ذات المبنى حينها، ثلاث سيارات إطفاء، وسيارة شحن ضخمة، وسيارة نفايات وصهريجي مياه ورافعة ومولدة كهرباء ضخمة.

كما تعرّضت أشرطة #الكهرباء في عدّة قرى وبلدات في ريف حلب الغربي للنهب، من قبل عناصر تابعين لـ “تحرير الشام” والهدف من ذلك هو بيع معدن “النحاس” الموجود داخل هذه الأشرطة، حيث أن أسعارها باهظة جداً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة