شهادات كاذبة واعتقال أطباء.. وإقامة جبرية للشهود: ما الذي يخطط له النظام بشأن مجزرة الكيماوي في الغوطة؟

شهادات كاذبة واعتقال أطباء.. وإقامة جبرية للشهود: ما الذي يخطط له النظام بشأن مجزرة الكيماوي في الغوطة؟

ورد مارديني – موقع الحل

أقدمت قوات النظام في الآونة الأخيرة على اعتقال عدد من الكوادر الطبية التي نشطت في #الغوطة_الشرقية، خلال فترة الحصار، قبل السيطرة عليها من قبل النظام في شهر نيسان الفائت، كما منعتهم من الذهاب خارج الغوطة، وسجّلت أسماءهم على جميع الحواجز العسكرية.

الطبيب عمر الأحمد، من الغوطة الشرقية، ذكر لموقع الحل ما جرى معه منذ قرر البقاء في بلدته، وتسوية وضعه مع النظام، مستعيناً باسم مستعار خوفاً على سلامته، وقال إن الأطباء الذين رفضوا فكرة التهجير القسري “كانوا نقطة قوة للنظام، حيث استغل وجودهم لكشف الكثير من الحقائق التي كانت مخفية عنه، واعتقل العديد منهم، فهو يتعامل مع الأطباء، والممرضين كمجرمين، تهمتهم معالجة المرضى والجرحى خلال فترة الحصار”.

وأضاف الأحمد أن “النظام يركز في تحقيقاته على ملف الكيماوي، وما يتفرع عنه من ملفات طبية وحقوقية، وكان قد استدعى بُعيد سيطرته على الغوطة، أطباء مدينة دوما، وشهود الكيماوي، وسجّل شهادات مزورة تنفي تعرض دوما للهجوم الكيماوي خلال الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة، ووُضع الشهود تحت الإقامة الجبرية حتى الآن”. متابعاً: “قوات النظام اعتقلتني عدة أيام، وأفرجت عني، لكن بعض الأطباء والعاملين في المجال الطبي، ما زالوا محتجزين، والنظام يطالبهم بتوثيق جميع أسماء قتلى مجزرة الكيماوي في الغوطة، التي راح ضحيتها أكثر من ألف مدني، وبهذا الصدد يعمل النظام على تلفيق مسرحية جديدة تخص استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة، ليتهم الفصائل المعارضة حينها بهذا الهجوم”، حسب قوله.

وأكد راتب حمزة، (أحد العاملين سابقاً في مستودع للأدوية في الغوطة الشرقية) أن “مصادر الدعم من أكثر الأمور التي تركز عليها قوات النظام أيضاً خلال التحقيق معنا، فتتكرر أسئلتهم حول من كان يدعمكم؟ وكم كانت رواتبكم؟ وهل دعمكم سعودي أم قطري أم أجنبي؟، مع ذكر الأسماء التي نعرفها، أو سمعنا بدعمها لنا، وأعتقد أن النظام لم يعد يخفى عنه أي معلومة بهذا الخصوص”، حسب قوله.

من جانبه قال أبو خالد النجار، (والد أحد الممرضين اللذين سووا وضعهم مع النظام في الغوطة الشرقية)، لموقع الحل إن “قوات النظام اعتقلت ابني فور سيطرتها على الغوطة، واحتجزته في البداية مع الكوادر الطبية، بتهمة معالجة الجرحى خلال الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة، ومساهمته بحفر الأنفاق التي كانت تربط أغلب النقاط الطبية ببعضها، ثم تم نقله لأحد الأفرع الأمنية”. مضيفاً: “الشعور بالذنب لا يغادرني لأنني كنت السبب في بقائه، وأجبرته على تسوية وضعه، لعله يتمكن من إكمال دراسته، لكن للأسف أصبح همّنا الآن هو خروجه من المعتقل”، حسب قوله.

من جهتها، أوضحت الممرضة حنان محمد من الغوطة الشرقية، أن “حواجز النظام تمنع كل من كان له دور في المجال الطبي سابقاً في الغوطة الشرقية، من الخروج منها، بحجة أن التحقيق ما زال جارياً معهم”. مشيرة إلى أن “الاعتقالات في الفترة الأخيرة طالت الممرضات، وحتى عمال النظافة في النقاط الطبية، لم يسلموا من الاعتقال، رغم أن بينهم رجال كبار في السن”.

وكانت قوات النظام قامت بتصفية الطبيب (معتز الحتيتاني) تحت التعذيب، في الخامس من شهر آب الفائت، وأخبرت أهله بمقتله، عقب اعتقاله من بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي منتصف شهر آب الفائت، اعتقلت قوات النظام عدداً من سكان مدينة زملكا، وأجبرتهم على نبش قبور ضحايا الكيماوي، المدفونين في مقبرة الشهداء، وتلا عملية نبش القبور، اعتقالات طالت عدداً من الناشطين الذين عملوا في المجال الطبي والخدمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.