المرضى يلتزمون البيوت.. المشافي في مناطق سيطرة داعش بديرالزور لا أطباء ولا أدوية

المرضى يلتزمون البيوت.. المشافي في مناطق سيطرة داعش بديرالزور لا أطباء ولا أدوية

حمزة قراتي – ديرالزور

تشهد المناطق التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بريف #دير الزور تردي كبير في الواقع الخدمي الصحي، حيث تكاد تخلوا المنشآت الصحية من الكوار، وفقدان معظم المستلزمات الطبية.

يقول محمد صلاح (من سكان مدينة #هجين) لموقع الحل، إن “الواقع الخدمي الصحي في المدينة والمناطق الاخرى التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم، يمر بأسوء حالاته، فهنالك نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما أن اللقاحات الخاصة بالأطفال معدومة أيضاً، وغالبية الصيدليات باتت شبه خاوية، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية”.

مشيراً إلى أن “غالبية أهالي المدينة باتوا عاجزين عن توفير العلاجات لأبنائهم وذويهم بسبب أسعارها الخيالية، إضافة لشحها أو انعدامها، فالكثيرون يرون مرضاهم يتألمون من دون ان يتمكنوا من فعل شيء لهم”.

عمار العشار 28 عاماً (من سكان المدينة) تحدث لموقع الحل، عما حصل معه عند إسعافه لطفله (4سنوات) لمشفى المدينة، بعد تعرضه لوعكة صحية في وقت متأخر من الليل، يقول “لم أجد سوى طبيب واحد، بعد الكشف عليه، نصحني بأن اذهب به خارج المستشفى ومتابعة حالته بالمنزل حيث لا توجد أدوية بالمستشفى والمتوفر فيها يباع بسعر أغلى من الصيدلية الخارجية الخاصة”.

وأضاف “خرجت من المستشفى وأنا مذهول مما سمعت، لم أصدق أحد أقاربنا الذي حذر في أحد الجلسات العائلية، بان من لديه مريض عليه البحث عن مضمد أو طبيب خارجي لأن المستشفى لم تعد تقدم خدمة صحية بعد عجز داعش عن إدارتها وتوفير ما تحتاجه”.

سالم الحمدان (من سكان بلدة أبو الحسن التابعة لهجين) يقول إن “بات يقلق أهالي المنطقة تعرض أحد أفراد العائلة الى المرض أو الإصابة، لأن ذلك يعني مأساة حقيقية، فالمستشفى والمراكز الطبيه تحولت الى أبنية فقط والخدمات التي تقدمها باتت بسيطة جداً، وبنفس الوقت باهضة الأثمان”.

مؤكداً أن “الوضع الصحي في المدينة والنواحي التابعة لها، له تداعياته قد تستمر حتى بعد خروج التنظيم منها، خصوصاً مع غياب أدوية الأمراض المزمنة أو العلاجات المناسبة لأمراض الأطفال”.

بينما يرى صلاح أن “شح الأدوية ليس العلة الوحيدة التي تواجه الأهالي، بل أن رفع أسعار الخدمات الطبية من قبل ديوان الصحة التابع للتنظيم بنسبة 500% ناهيك عن مضاعفة اسعار الخدمات الأخرى كالسونار والتحاليل والفحوصات الأخرى، جعل الأهالي يعزفون عن مراجعة المستشفى والمراكز الصحية، بسبب النقص الحاد في السيولة النقدية، نتيجة الحصار الذي يعانوه سواء من قبل التنظيم ذاته أو من قبل القوات الأخرى (قوات سوريا الديمقراطية و قوات النظام والمليشيات الموالية لها)”، وفق قوله.

منوهاً إلى أن “التنظيم أقدم على إيقاف توزيع وجبات الطعام للملاكات الصحية وللمرضى، خلال الأشهر الأربعة الماضية، حيث ترك هذا العبء على كاهل ذوي المرضى، الأمر الذي أدى لخروج غالبيتهم من المستشفى بسبب صعوبة توفير الأدوية والأطعمة التي تتناسب مع حالتهم الصحية”.

واستطرد بالقول “يبدو أن التنظيم حقق مراده، حيث أن غالبية الردهات الطبية باتت شبه خاوية، وبإمكانه أن ينقل إليها ما يشاء من عناصره الجرحى والذين ارتفع تعدادهم بشكل لافت، بسبب تكثيف القصف الجوي على مواقعه مؤخراً من قبل طيران التحالف الدولي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.