بين الخصومة وطاولة المفاوضات: ما سر العلاقة المتقلبة بين النظام والإدارة الذاتية؟ وإلى أين تذهب؟

بين الخصومة وطاولة المفاوضات: ما سر العلاقة المتقلبة بين النظام والإدارة الذاتية؟ وإلى أين تذهب؟

منار حدّاد – موقع الحل

لا تزال العلاقات بين النظام السوري و #الإدارة_الذاتية متقلّبة، تتكرّر المحادثات والمعارك بين الطرفين، والغريب أنَّ كلّاً منهما لا يؤثّر على الآخر.

خلال الفترة الماضية، شهدت العلاقات بين الطرفين تقلّبات مستمرّة، ففي وقتٍ بات الطرفان فيه قاب قوسين أو أدنى من التوصّل لاتفاق بينهما، شهدت مناطق تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية معارك مع عناصر من النظام ما أسفر عن مقتل عدد من العناصر للطرفين.

واتسمت التصريحات التي يطلقها المسؤولون من النظام السوري والإدارة الذاتية بـ “المتذبذبة”، فتارةً يصرّح المسؤولون بشكلٍ هجومي، وتارةً اخرى بشكلٍ يشير إلى ما يوحي بعكس ذلك.

يحلّل موقع الحل في هذا التقرير، العلاقة المتقلّبة بين النظام السوري والإدارة الذاتية وسبب تذبذب العلاقات بين المهادنة والقتال، إضافةً إلى مستقبلها.

بين الصلح والعداء

كانت الخطوة الفارقة في مسار المفاوضات بين الطرفين، عندما زار وفد من مجلس سوريا الديمقراطية المعروف اختصاراً باسم “مسد”، العاصمة السورية #دمشق، والتقى مع مسؤولين في حكومة النظام السوري، بغرض إجراء مباحثات حول مصير العلاقات بين الطرفين، وانتهت هذه المفاوضات دون نتيجة واضحة، باستثناء حديثٍ عن “خارطة طريق” للمفاوضات السورية.

واتفق الطرفان حينها، على تشكيل لجان للبحث في قانون الإدارة المحلية ومشروع الإدارة الذاتية تمهيداً للتفاوض حول بنود ستحدد علاقة دمشق بمنطقة شمال شرق سوريا.

ومنذ ذلك الوقت، تتأرجح تصريحات المسؤولين من الطرفين، حيث تبدي ارتياحاً للمفاوضات تارةً، وتارةً أخرى تشير إلى فشل المفاوضات.

وفي آخر تصريحاتٍ للإدارة الذاتية، كشفت فيها عن فشل المفاوضات، وأكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (شاهوز حسن) السبت الماضي، أن مباحثات الحزب مع النظام متوقفة. مشددا على “رفضه عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2011”.

وقال حسن خلال اجتماع عقده في مدينة تل أبيض شمال الرقة: “إن النظام السوري لا يخوض الحوار بشكل جاد.. يجب أن يستعد (النظام) لخطوات جادة وأن تكون مواقفه واضحة تخدم بناء سوريا المستقبل”، بحسب وصفه.

وكانت الإدارة الذاتية (متمثّلةً في حركة المجتمع الديمقراطي) قد أبدت استعدادها في مطلع شهر تموز الفائت من أجل إجراء حوار مع النظام يفضي إلى حلٍّ في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم مركز العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي (كمال عاكف) في مؤتمر صحفي بمدينة القامشلي: “تناولت الكثير من الأطراف موضوع المفاوضات السرية مع النظام، نؤكد أنه حتى الآن لا توجد أية خطوات جدية من قبل النظام”.

وأضاف عاكف: “نحن مع الحل وفق حوار جاد وبناء، شعبنا في شمال سوريا قدم تضحيات جسام من أجل حماية التراب السوري وكذلك من أجل الحفاظ على وحدة المجتمع السوري ووحدة الجغرافية السورية، نحن عانينا من الإرهاب ووقفنا ضده، نرى بأن الوقت قد حان من أجل حل المعضلة في سوريا، لابد من بناء سوريا ديمقراطية، ولابد من خطوات عملية، كمبدأ نحن جاهزون للحوار الذي يؤدي إلى الحل في سوريا، ولكن لا توجد حتى الآن أية مفاوضات تمت ولم نجد أية خطوات عملية في هذا الموضوع”، على حد تعبيره.

على وقع الاشتباكات

بالتزامن مع هذه التصريحات، كانت اشتباكات قد اندلعت في مدينة القامشلي بريف الحسكة شمال شرق سوريا، بين عناصر من فرع الأمن العسكري وقوات الشرطة المعروفة باسم أسايش ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في كلا الطرفين.

ومثّلت هذه الاشتباكات، زيادةً في الشرخ بين الطرفين، إضافةً إلى إبعاد فكرة المفاوضات بعد هذا التوتّر.

وجاءت الاشتباكات، عقب محاولة الأسايش منع دورية أمنية للنظام من دخول الحي الغربي في المدينة، حيث يسيّر النظام مؤخراً دوريات لإلقاء القبض على الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية.

ودمّرت الأسايش حينها، ثلاث سيارات للدورية الأمنية، وقتلت 11 عنصراً منها، دون أن يقوم النظام بأي رد.

حينها أصدرت القيادة العامة لـ”الاسايش”، بياناً قالت فيه: “قامت دورية تابعة للنظام مؤلفة من ثلاث سيارات صباح اليوم بالدخول إلى مناطق سيطرة قواتنا في مدينة قامشلو، واعتقال المدنيين العزل، وأثناء مرورهم من إحدى نقاطنا العسكرية، قام عناصر الدورية باستهداف قواتنا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لترد قواتنا على هذا الإعتداء لينجم عنه قتل 11 عنصراً من عناصر النظام، وجرح اثنين. وقتل على إثرها سبعة من رفاقنا، وجرح واحد”، وفق ما ورد.

إضافة إلى ذلك أصدرت الإدارة الذاتية قراراً صارماً بمنع ذهاب أبناء موظفيها إلى مدارس النظام في مناطق الإدارة الذاتية، ويقضي القرار بمصادرة السيارات و المركبات التي تنقل الطلاب إلى مدارس النظام.

لا حلّ سياسي

في وسط تذبذب المفاوضات بين الطرفين، حدّد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (رياض درار)، الشروط والمطالب للمجلس للتفاوض مع النظام.

وأوضح درار أن المطلوب يتمثل بأن “كل عمل إداري في مختلف المناطق، يجب أن يكون لا مركزيا وبطريقة ديموقراطية ويدار من أبنائها أنفسهم، وحين تكون الإدارة لامركزية ستحل قضايا كل المكونات، ومنها قضية الكرد في سوريا”.

ولكن مطالب درار لا تشير إلى حلٍّ في الأفق، وذلك بسبب رفض النظام القاطع، إعطاء أي حكم لا مركزي للإدارة الذاتية، ورفضه مناقشة هذا الأمر.

ويشير محلّلون إلى احتمال أن يكون هناك مزيداً من الاشتباكات بين الطرفين، غير أن ما يمنع الطرفان من هذا التصعيد، هو أن النظام مشغول بقضايا أخرى، والإدارة الذاتية مشغولة في شرق الفرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.