بساتين الغوطة.. الجنان الخضراء ووجهة “السيران” الأسبوعي: كيف تحولت إلى أرض “قاحلة وجرداء”؟

بساتين الغوطة.. الجنان الخضراء ووجهة “السيران” الأسبوعي: كيف تحولت إلى أرض “قاحلة وجرداء”؟

ورد مارديني – موقع الحل

خسرت #الغوطة_الشرقية خلال ست سنوات من الحصار الخانق الذي فرضه النظام عليها، جزءاً كبيراً من أراضيها الزراعية، وبساتينها الخضراء، في ظل استنزاف مواردها الطبيعية، وقطع أشجارها، واستخدامها كنقاط عسكرية، خاصة في الحملة الأخيرة للنظام قبل سيطرته عليها في شهر نيسان الفائت.

المهندس الزراعي أحمد يوسف، من الغوطة الشرقية، قال لموقع الحل، إن “الغوطة الشرقية تحولت لأرض قاحلة، بعد فقدانها العديد من أشجارها، حيث اضطر السكان لقطعها خلال سنوات الحصار، من أجل التدفئة والطبخ، كما أصبح القطاع الجنوبي، والذي سيطرت عليه قوات النظام منتصف 2016 أرضاً جرداء تماماً، بعد أن كانت من أغنى مناطق الغوطة بأشجار الجوز والمشمش، والتي يبلغ عمر بعضها عشرات السنين”.

وأضاف يوسف أن “التربة في الغوطة تأثرت وأصبحت غير صالحة للزراعة في أغلب البساتين، بعد حفر الفصائل المعارضة العديد من الأنهار، وملئها بمياه الصرف الصحي، حتى لا تتمكن قوات النظام من التقدم”، حسب قوله.

من جهته قال الفلاح أبو سامر محمد من الغوطة الشرقية: “بستاني تحول لنقطة عسكرية، بعد سيطرة قوات النظام عليه منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة، فعندما ذهبت لتفقده، لم أجد فيه إلا ثلاث شجرات من أصل عشرات الأشجار”.

وأضاف محمد أن قوات النظام “قطعت أشجاره، وحولته لصحراء قاحلة بعد أن حفرت أمتاراً عميقة في التربة لوضع السواتر الترابية، التي تحميها من قصف الفصائل المعارضة”. متابعاً: “إزالة السواتر تكلفني أكثر من 300 ألف ليرة، وعندما طالبت البلدية بإزالتها، لم أجد منهم أي استجابة، وأنا لا أملك مبلغاً كافياً لترميم بستاني، فيكفيني ما دفعته لترميم منزلي”، حسب قوله.

وأوضح الفلاح أبو ياسر طعمة، من الغوطة الشرقية لموقع الحل، قائلاً: “قصف النظام حرق أجزاء واسعة من بستاني، حيث ألقى عليها أكثر من برميل متفجر، ومع ذلك فأنا أعشق أرضي، ولا أجد راحتي إلا بزراعتها، لذلك وجدت فيها ربع دونم لم يمسسه القصف، فحرثته، وزرعته”. لافتاً إلى أن “أغلب وقتي أقضيه في بستاني، خاصة بعد أن تخلصنا من هاجس الخوف من القصف المفاجئ، وأتمنى أن أجمع بعض المال في الأيام القادمة لأعيد أرضي جنة، كما كانت عليه قبل سنوات الحصار”.

الفلاح أبو محمود صادق، من الغوطة الشرقية قال لموقع الحل: “أولادي الشبان كانوا عوناً لي خلال عملي في الحقل، وعلى الرغم من الحصار، زرعنا كل ما كان متوفراً في الغوطة، ولكن بعد سيطرة النظام على المنطقة، اختاروا التهجير إلى الشمال السوري، ولم يبق لدي إلا شاب واحد بعد أن كانوا ستة، وللأسف تم اقتياده قبل أسبوع للخدمة الاحتياطية مع قوات النظام، وبقيت وحيداً، لا حول لي ولا قوة لأزرع أرضي”.

وأردف صادق: “الكثير عرضوا عليّ شراءها، وهذا ما سأفعله، فما نفع الأرض، وأنا عاجز حتى عن رؤيتها لأنها تذكرني بأولادي”، حسب وصفه.

الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة في حكومة النظام، أطلقت ما أسمته المرحلة الثانية من “المشروع الوطني لإعادة الحياة” في ريف دمشق، وستُخصص 700 منحة للغوطة الشرقية. وأقر مدير زراعة ريف دمشق التابعة للنظام علي سعادات، بفقدان الغوطة أكثر من 60 % من بساتينها، لافتاً إلى أن الرقم قابل لتجاوز 80 %، بحسب صحيفة الوطن الموالية للنظام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.