بسام الحسين – دمشق

صادق مجلس الشعب التابع للنظام على العقد رقم 66 بين وزارة #النفط من جهة، وشركة “ستروي ترانس غاز” #الروسية، والذي يمنح الشركة الروسية حق استثمار واستخراج والتنقيب عن الثروات الباطنية ومن ضمنها النفط بنسب مجحفة للجانب السوري لا تصل إلى 30% في أحسن الأحوال، هذا ما طفا على السطح من اتفاقيات يعتمدها النظام لتسديد ديونه للدول التي ساندته.

اتفاقيات طويلة المدى غالبيتها بقيت طي الكتمان ولم ترَ النور، ولا غرابة في تكالب الجانبين الروسي والإيراني لتثبيت أنفسهم في مناطق #دير_الزور والجزيرة وبادية الشام، حيث مكامن الثروة الباطنية، وتنظر حكومات هذه الدول على الثروات السورية كجزء من نصيبها لاسترداد الفواتير التي تكبدتها في دعم النظام.

النفط السوري مقابل الغذاء الإيراني

الصحفي السوري عمر السالم (اسم وهمي) ساهم في إعداد دراسة خاصة حول قطاع الطاقة في سوريا لصالح معهد “كارنيغي”، وتحدث لـ”الحل” بالقول، “اعتمدت حكومة النظام كلياً على  قطاع الطاقة لتسديد فواتير الدول المساندة لها، منها مثلاً تكاليف (خطوط الائتمان) الإيرانية التي تقارب العشرة مليارات دولار، غالبيتها عقود شبه وهمية لمواد منتهية الصلاحية، إضافة لمرتبات الميليشيات التي جلبتها إيران، والغريب بالموضوع أن أغلب عناصر هذه الميليشيات يتم تسليم #الرواتب إلى أهاليهم بالتومان الإيراني بينما يستلم النظام فواتير بالدولار، وهنا ندخل في لعبة فرق العملة التي تختلف يوما عن يوم في إيران”.

أما بالنسبة للجانب الروسي فيتحدث السالم عن فواتير أكبر بكثير من التي قدمتها #إيران، فالحديث هنا عن عقود السلاح غير المسددة والطلعات الجوية التي صرح عنها مؤخراً، ولا شك بأنه ليس من مصلحة #روسيا المبالغة بتكبير الرقم حيث من المعروف في العلوم الحربية أنه كلما ارتفعت نسبة العمليات الحربية المنفذة ضمن المدن والبلدان قابلها ارتفاع أرقام الضحايا من الأبرياء، وروسيا ليست بهذا الغباء لتبالغ في الرقم لو لم يكن يدور في خلدها أشياء حول المرحلة المقبلة.

ويستشهد السالم بتصريحات وزارة الدفاع الروسية التي قالت بأن تعداد قواتها التي شاركت في العمليات بسوريا تجاوزت 63000 عسكري روسي منذ أيلول 2015، وشنت القوات الجوية الروسية 39000 طلعة، دمرت خلالها 121466 هدفاً، وقتلت أكثر من 86000 “متشدد” لكن وزارة الدفاع لم تتطرق الحديث عن آلاف المدنيين الذين قضوا جراء تلك الغارات”.

أنظار العالم ترنو للحلبة السورية

ومع قرب انتهاء العمليات العسكريه في سوريا، تأتي مرحلة انتهاء شهر العسل بين الحليفين الروسي والإيراني ليبدأ صراع النفوذ على خارطة تواجد النفط السوري، وبهذا الصدد، التقينا الخبير النفطي (عايد الوقاع) الذي استفاض لنا بالحديث عن القطاع النفطي في سوريا التي تضم على أراضيها حقولاً نفطية مهمة، وتكبد هذا القطاع بخسائر تقارب الـ83 مليار دولار، بحسب بيانات وزارة النفط في حكومة النظام.

يقول الوقاع، “يقارب إنتاج سوريا من 380 ألف برميل يوميا، هذا بالأيام العادية إلا أن القطاع تأثر وانخفض الانتاج إلى الربع تقريبا، وتتوزع الحقول النفطية بالمناطق الشرقية والشمالية الشرقية من البلاد، وتضم محافظة دير الزور النسبة الأكبر من هذه الحقول، فحقل العمر يبعد نحو 13 كيلو متر شرق بلدة البصيرة ويعد من أكبر الحقول، ويضم الريف الشرقي من المحافظة وتحديدا الشعيطات حقل التنك، وحقل الورد، والتيم، والجفرة، وسيكون الصراع القادم بين قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على معظمها مع كل من روسيا أو إيران.

أما في محافظة الحسكة فالصراع سيكون مع القوات الكردية التي تسيطر على حقول رميلان في الشمال الشرق من البلاد، وتوجد أيضا مصفاة الرميلان، ويضم هذا الحقل ما يقارب من 1451 بئراً، إضافة إلى وجود نحو 35 بئراً من #الغاز الطبيعي، وهناك حقول السويدية، وحقول الشدادي، والجبسة، والهول.

ويتابع الوقاع كلامه بالقول أن الحقول لا تقتصر على الشرق السوري وإنما هناك حقول تحتوي منطقة شاعر، شرقي مدينة حمص، وكذلك في مدينة تدمر تضم عدة حقول منها جحار والمهر، وجزل، وهذه المناطق تمت السيطرة عليها من قبل القوات الروسية بعد تشكيل الفيلق الخامس اقتحام.

التجاذبات السياسية الروسية الإيرانية بدأت تطفو على السطح من خلال مراقبة بسيطة لما ينشر في وسائل إعلام البلدين حيث بدأت وسائل الإعلام الإيرانية تشير إلى أن ممثل روسيا في الأمم المتحدة أعلن أن بلاده اتفقت مع إسرائيل لحل أي خلاف حول الوجود الإيراني في سوريا، وعكست وسائل الإعلام رأي الشارع الإيراني الذي ينظر إلى أن روسيا أدارت ظهرها لحليفها الإيراني بهذه التفاهمات، وبهذه الإرهاصات تطوى صفحة من الغزل السياسي بين إيران وروسيا لتبدأ مرحلة تأخذ شكل التنافس لبسط النفوذ، وربما تأخذ شكل دموي في الحلبة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة