مغامرة بأرواح مئات الركاب: رحلة بغداد المرعبة تفتح الحرب على أجنحة الشام.. والأخيرة تكذّب المسافرين

مغامرة بأرواح مئات الركاب: رحلة بغداد المرعبة تفتح الحرب على أجنحة الشام.. والأخيرة تكذّب المسافرين

سمر أحمد – موقع الحل

لم يعلم الـ190 راكب برحلة دمشق – بغداد على متن إحدى طائرات #أجنحة_الشام، بأن محاولات طيرانهم باتجاه العراق ستنتهي بعد نحو 10 ساعات في مطار #دمشق ذاته الذي انطلقوا منه، ورغم نفي الشركة لكل القصة “المرعبة” التي وصفها الركاب، إلا أن حملة ضدها لازالت تدور على صفحات التواصل الاجتماعي.

تفاجأ ركاب رحلة دمشق – بغداد يوم الثلاثاء الماضي، على خطوط شركة “أجنحة الشام”، بتأجيل الرحلة 3 ساعات من الثالثة عصراً وحتى 6 مساءً، ظن المسافرون أن الأمر طبيعي، فقد يحدث بالنسبة لهذه الشركة التي “أُخذ عليها التأخر بالرحلات” وفقاً للشكاوي التي طالما تحدث عنها الناس.

لم تعتذر الشركة من المسافرين عن التأخير، وفقاً لأحد الركاب، لكن ليس هذا الأمر الذي دفعهم للقيام بحملة احتجاج على وسائل التواصل الاجتماعي، فبعد الطيران لمدة نصف ساعة، أبلغ قائد الطائرة الركاب بوجد عطل، وعليه سيعود إلى مطار دمشق الدولي، وبعد الاستفسار، تبين أن أحد محركات الطائرة لا يعمل، وهي تطير بمحرك واحد.

10 ساعات دون طعام

انتظر الركاب حوالي 5 ساعات ريثما تمت عملية الاصلاح ضمن المطار، وبهذا تكون الرحلة قد تأجلت أكثر من 8 ساعات، عدا عن وصول المسافرين قبل ساعتين من الرحلة أي أن الوقت الضائع وصل إلى 10 ساعات، بعض الركاب حاولوا البحث عن بديل دون جدوى، حتى أن الشركة لم تعوض أحداً ولم تقدم حتى وجبات طعام بعد 10 ساعات من الانتظار، علماً أنه بين المسافرين مرضى.

الطائرة وهي من (نوع إيرباص – إيه 320)، باتت جاهزة بحسب الشركة في الساعة 12 ليلاً، وأقلعت بعد عمليات الصيانة، لكن، وبعد نحو نصف ساعة طيران أيضاً، أصدرت الطائرة أصواتاً وصفها الركاب بـ “المخيفة”، ليتبين أن المحرك الذي خضع للصيانة قبل ساعات، انطفأ من جديد والأمور هذه المرة أسوأ من سابقتها، حيث تم إبلاغ الركاب بأن الطائرة ستحاول الهبوط هذه المرة في أطراف دمشق وليس في مطار دمشق الدولي، أي أنه في هبوط اضطراري، لكن الطاقم عاد وقرر العودة بالطائرة إلى مطار دمشق رغم خطورة الوضع.

بدورها، نفت الشركة شكاوى المسافرين حول تعطل محرك الطائرة لمرتين، وادعت أن ماحصل هو “عطل بسيط في أنظمة المحرك وليس في المحرك نفسه، ونظراً لوجود فريق فني متكامل وورشات الإصلاح ومستودعات قطع الغيار في مطار دمشق الدولي، فقد قرر الطيار العودة للمطار للفحص والإصلاح”.

ورغم مخاوف المسافرين والأصوات المرعبة بالطائرة والغاء الرحلة في نهاية المطاف، قالت الشركة في بيانها إنه “كان بإمكان الطيار متابعة الرحلة إلى بغداد، وإيقاف الطائرة هناك بانتظار وصول طائرة أخرى تحمل فريق فني لإصلاحها، وهذا الخيار سيؤدي لاستغراق فترة زمنية إضافية طويلة، وبالتالي سيؤدي لتأخر الرحلات الأخرى للشركة والضرر بالمسافرين”.

تجربة المحرك بالركاب

ماقامت به الشركة، هو رحلة تجريبية وفقاً لبعض المسافرين، يجب أن تكون فيها دون ركاب، لكن، زج بها 190 راكب على أمل أن تستطيع الوصول بهم إلى هدفها في مجازفة طالب المسافرون أن تحاسب عليها الشركة، كونه وبعد العودة في المرة الثانية اقتنعت الشركة بأن الطائرة غير صالحة للسفر، ليلغى ختم خروج الركاب، وطلب منهم المغادرة إلى فندق في السيدة زينب، ومنهم من عاد إلى منزله.

الشركة استمرت بالنفي، وقالت إنه “تم العمل على إصلاح العطل وإجراء اختبارات عديدة على الأرض وفي الجو من خلال رحلة طيران تجريبية دون ركاب، لتعود الطائرة إلى الخدمة في زمن قياسي، بعمل متواصل من قبل مهندسي الشركة، وبمتابعة مفتشي سلطة الطيران المدني”، وهذا عكس ماقاله الركاب الذي أكدوا صعودهم بالرحلات التجريبية بناء على طلب الشركة.

وتابعت: “لا صحة لأي حديث عن عطل في محرك الطائرة أو توقفه كما تم الحديث عنه، حيث أن المحركين كانا يعملان ضمن الحدود الطبيعية، وهو ما تثبته السجلات الفنية للطائرة والموضوعة بتصرف المسؤولين في الطيران المدني، والذين قاموا بالتحقق من الجاهزية الفنية للمحركات ومنح الطائرة الإذن بمتابعة جدول رحلاتها، والذي تقوم بتنفيذه دون أي مشاكل فنية حتى تاريخه”.

ولم توضح الشركة سبب عدم اقلاع الطائرة في المرة الثالثة، ولم تم إلغاؤها وعودة الركاب إلى منازلهم، أو إلى فندق السيدة زينب، ولم توضح أيضاً لماذا تأخرت الرحلة من الساعة 3 إلى السادسة، ولم تشر إلى العطل الثاني في الطائرة.

صاحبة سوابق

وللتذكير، فرضت وزارة النقل العراقية غرامة مالية على “أجنحة الشام”، بتاريخ 28 كانون الأول الماضي، مقدارها 15 مليون دينار عراقي (ما يعادل 6.8 مليون ليرة سورية)، وذلك بسبب عدم التزام الشركة بالأوقات المحددة للرحلات وتكرار التأخير وكثرة الأعطال، ما أدى إلى حدوث إرباك وفوضى داخل صالة المسافرين وحصول أذى لهم.

وكانت وزارة النقل قد فرضت عام 2016 عقوبة بحق شركة” أجنحة الشام ” بسبب وجود حمولة زائدة بمقدار 13 طناً على متن الطائرة، فاصطدم جناح الطائرة بالأرض أثناء الإقلاع، أدى ذلك إلى إلغاء الرحلة التي لو تيّسر الإقلاع لها لتسببت بكارثة كبيرة أثناء الهبوط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.