بعد 30 عاماً من التدريس تم رفضه كمدرس.. الرقة في تجربة التربية والتعليم الجديدة

بعد 30 عاماً من التدريس تم رفضه كمدرس.. الرقة في تجربة التربية والتعليم الجديدة

خالد أمين – الرقة

 

بعد مرور سنوات عمره في مجال التدريس لفترة تقارب ٣٠ عاماً، يقف عبد الرحمن العلي/٥٧ /عاماً مكتوف الأيدي دون عمل، فبعد خبرةٍ كبيرة وباعٍ طويلٍ في مجال التربية والتعليم يسعى جاهداً للحصول على وظيفة في إحدى المنظّمات علّه يسدّ الفراغ الذي تركته سنون الحرب في حياته.

يقول العلي : “تنقّلت بين مدارس محافظة #الرقة وأنا الذي أعطيت التعليم كامل وقتي لأنه شغفي منذ التخرج، فبدأت بتدريس مادّة اللغة العربيّة في مدارس المحافظة، وتدرّجت في المناصب الإدارية إلى أن أصبحت مديراً لأهمّ مدارس المدينة، حتى فُصِلت من وزارة للتربية والتعليم فيحكومة النظام السوري عام٢٠١٥  وذلك بسبب تقريرٍ من شخصٍ ما لأحد الفروع الأمنية بأنّي أتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية #داعش ،علماً أنّي تعرّضت للسجن عدّة مراتٍ لدى التنظيم بسبب إرسال بناتي الثلاث للدراسة في جامعات المحافظات الأخرى متحدّياً كل التهديدات من التنظيم بإعادتهنّ إلى الرقة”.

يتابع العلي لموقع الحل: “حاولت منذ دخول #قسد إلى المحافظة، ورجوع الناس إليها، أي منذ مايقارب العام الحصول على وظيفةٍ في إحدى المنظّمات ولكنّي أعود خائباً كلّ مرّةٍ ، إلى أن تمّ الإعلان عن افتتاح المدارس، ورغبة بعض المنظمات بتبني مشاريع حماية ودعم نفسي للطفولة، فبدأت أقدّم بياناتي الشخصية لكلّ منظّمة تطلب موظفين جدد، أملاً في الحصول على وظيفة”.

يقول المدرّس :”مرّة ًفي إحدى المسابقات المُقامة في المحافظة تقدّمت للاختبار الكتابي ونجحت فيه بعلامةٍ ممتازة فتأهّلت للمقابلة الشفهية، علماً أنّ المتقدمين تجاوز عددهم ٧٠٠ متقدّم لكافّة الإختصاصات والعدد المطلوب يقارب ٣٠ شاغراً، وعند دخولي إلى اللجان تعرفت على معظمهم فهم كانوا طلاباً عندي، ولدى دخولي وقفوا جميعهم، بل أنّ أحدهم وهو رئيس اللجنة قال لي أنّني أخجل من أن أسألك أيّ سؤالٍ وأنت المدرس القدير، ومع كل هذا وعند ظهور النتائج كنت غيرَ مقبولٍ في التوظيف، لا لضعفٍ في العلامة أو غلطٍ وإنّما كانت الواسطة فوق كل اعتبار، مع العلم أنّ الفئة المستهدفة للتعليم تتراوح أعمارهم بين ٧-١٢سنة والمتقدّمين حصراً من حملة الشهادة الجامعية، وهم ممن ليس لديهم الخبرة في التعامل مع الأطفال تدريسيّاً ولكن الظروف وشح فرص العمل أجبرتهم على ذلك”.

تجربة المدرّس عبد الرحمن العلي ليس وحيدةً في الرقة حالياً، فهنالك الكثير من المدرسين ما زالوا يبحثون عن عمل، رغم تجربتهم القديمة في التعليم، فيما ينتشر في المدارس معلمون لا يحملون الشهادات الجامعية، وفي هذا السياق يوضح أحمد الحمود الموظف في المجلس المحلي لمدينة الرقة ” كوادر التربية هنا هم عبارةٌ عن معلمين من غير حملة الشهادات العلميّة المختصّة، فهم ممن يحملون الشهادة الثانوية، أو ممن لم يستكملون سنوات الجامعة أو المعهد، إنّما اكتفت لجنة التربية التابعة لمجلس الرقة المدني (أسسته قسد)  بدورةٍ تأهيليّة لهؤلاء المدرسين مدّتها شهرين”.

وأسهب المصدر أن المدارس تعاني من نقصٍ في المستلزمات المدرسية من مقاعد وكتب، “ناهيك عن نسبةٍ كبيرةٍ من الأطفال ممن غادروا المدارس ليلتحقوا بعمل أو حرفة ما”.

يذهب البعض من السكان ومن القائمين على العملية التعليمية في الرقة إلى أن التجربة التربوية والتعليمية بشكلها الجديد في الرقة ما زالت حديثة، معتبرين أن الخطوات التي تم قطعها حتى اليوم هي مشروع ناجح وبادرة جيدة، خاصة في مدينة عانت لسنوات من ظلم #داعش ومؤسساته، وتجهيل الأطفال وتوظيف المدارس في غير وظائفها، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمنشآت التعليمية أثناء الحرب ضد داعش.

يذكر أن عدد المدارس في الرقة مع بداية العام الدراسيّ الجديد ٢٠١٨بلغت مايقارب٢٢٣ مدرسة ريفاً ومدينة، مع زيادة واضحة في أعداد الطلاب فقد بلغ عددهم  ١٢٠ ألف طالبٍ وطالبة ، مع العلم أنّ المرحلة الإبتدائية هم الأكثر إهتماماً وتركيزاً من قبل المعنيين (وزارة التربية) وذلك لمحو الأميّة عند الأطفال وعدم توفر الكفاءات من أجل المرحلة الإعدايّة والثانويّة ، ويُشرف عليهم معلمون يصل عددهم ٤٠ ألف معلم ومعلمة تقريباً ،وأعداد الطلاب في تزايد مستمر ممّا يزيد من صعوبة ضمّهم إلى المدارس الحاليّة لأنّ معظم المدارس قد دُمّرت ولم تعد صالحة لاستقبالهم وخاصّة مدارس المدينة لأنّها استُهدفت من قبل الطيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.