بعد خروج داعش.. نساء من ديرالزور يستعدن أدوارهن في الفضاء الاجتماعي والعمل

بعد خروج داعش.. نساء من ديرالزور يستعدن أدوارهن في الفضاء الاجتماعي والعمل

حمزة فراتي – ديرالزور

تشهد مناطق شمال نهر الفرات بريف #ديرالزور الشرقي والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، استقراراً نسبياً، بعد مرور قرابة العام على خروج تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) منها، فقد بدأت الحياة الاجتماعية تأخد منحاً جديداً بداخلها، تمثلت بإنشاء مجالس محلية ولجان مدنية تشرف على كافة الجوانب والأمور الخدمية فيها، مّثل وجود العنصر النسائي دوراً مهماً وأساسياً بها.

على خلاف التهميش والتضييق الذي فرضه التنظيم على النساء إبان سيطرته على المنطقة لأربع سنوات متتالية، والمتمثل بفرض لباس معين وفق شروطهم، إضافة لمنعهن من السفر والتنقل إلا بوجود وصي معهن، بدأت المرأة في مناطق سيطرة قسد تسترد دورها الطبيعي في المجتمع.

دور المرأة في إدارة وتسيير المنطقة بعد داعش

وعن ذلك تحدثت حنين المحمد 31 عاماً (من ريف ديرالزور الشمالي وعضو في لجنة المرأة) لموقع الحل، قائلة، إن “دور المرأة بزر من خلال دخولها مجلس دير الزور المدني والمعني بإدارة أمور المنطقة منذ لحظة تشكيله في أواخر 2017، حيث تم ترشيح ليلى الحسن كرئيس مشترك للمجلس كما تم تعيين شمسة العبدالله نائبة في المجلس ذاته، والذي ضم عدة لجان (لجنة التربية والتعليم، لجنة الخدمات والبلديات، لجنة الأمن الداخلي، لجنة الحماية، لجنة الشباب والرياضة، لجنة المرأة، لجنة الآثار والثقافة، لجنة الزراعة والثروة الحيوانية، لجنة الاقتصاد، لجنة عوائل الشهداء، لجنة العدالة الاجتماعية، لجنة المالية، لجنة المنظمات والشؤون الإنسانية، لجنة لتنظيم المجالس، لجنة الصحة)”.

حيث أشارت المحمد إلى أولى أعمالهم في لجنة المرأة، والمتمثل بإنشاء مركز للمرأة في بلدة #الجزرات في يناير الماضي، عُد الأول في المنطقة بعد خروج داعش منها، وتشرف عليه الإداريتان رقية الحسو و نورية العيسى، ويركز نشاطه على تقديم الدعم المعنوي للنساء في المنطقة من خلال إقامة ندوات ودورات توعية وتثقيفية” على حد تعبيرها.

لافتة إلى أن “نشاط اللجنة لم يقتصر على إنشاء مركز المرأة فقط، حيث افتتحت دار المرأة أيضاً في أواخر الشهر ذاته في المنطقة، من خلال انتخاب إداريات وأعضاء لها وتفعيل لجان خاصة بها أيضاً وهي ” لجنة الصلح والتي من مهامها الصلح بين الطرفين عندما لاتحل القضية في دار المرأة فتحول إلى لجنة الصلح، لجنة الاستقبال ومهمتها استقبال القضايا وتنظيم دور المراجعين وفق مخطط مدروس، لجنة الضابطة والتي تكون تابعة لبلدية الشعب حيث تعد الجهة الأقوى في المجلس” وفق قولها.

وعن نشاط الدار تقول ميسون الملحم 23 عاماً (من بلدة الجزرة) لموقع الحل، إننا “نتلقى في الدار دروساً فكرية تتضمن المفارقات التي عاشتها النساء في زمن التنظيم وفي الوقت الحالي، وعن قواعد وأساسات المجتمع الطبيعي والمساواة بين الرجل والمرأة”.

ومع افتتاح دار المرأة وردت إلى لجنة الصلح التابعة لها، العديد من القضايا التي تخص النساء بحسب المحمد ، حيث تم حل قرابة 32 قضية، بينما بعض منها لاتزال قيد الدراسة، وفق قولها.

وأشادت بالدور الأهم لعمل الدار وهو الكشف عن أوضاع بعض العوائل الفقيرة وتقديم بعض المساعدات الإنسانية لهم، وزيارة عوائل العناصر الذين قتلوا في الحرب مع التنظيم، والنظر في ما يحتاجونه وتقديم المساعدات لهم.

خلود الجاسم 36 عاماً (من ناحية #البصيرة) لموقع الحل، أن “لجنة المرأة افتتحت في مطلع الشهر الجاري، مركزاً جديداً يتبع لها في بلدة البصيرة، تتشابه نشاطاته لسابقيه، حيث يهدف إلى زيادة الوعي وتعرفة النساء بدورهن الأساسي في المجتمع والذي لا يقل عن دور الرجل، ونساندتها لاسترداد حقوقها بالكامل والقيام بدورها الريادي والمهم على أتم وجه” تختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.