أسوأ موسم حبوب يمر على سوريا منذ 3 عقود.. ومحصول الشعير البعل “صفر”

أسوأ موسم حبوب يمر على سوريا منذ 3 عقود.. ومحصول الشعير البعل “صفر”

حسام صالح

عكس تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة “فاو”، واقع موسم الحبوب السورية لهذا العام بوصفه “الأقل” خلال سنوات #الحرب، مسجلأ أدنى مستوى إنتاج منذ 29 عاماً، بعد أن كانت سوريا مكتفية ذاتياً من هذه الزراعة الاستراتيجية، وتصدر مايقارب مليون إلى مليون ونصف طن سنوياً.

الموسم “الأسوأ” من #الحبوب، وبحسب ما أقر به مدراء #الزراعة في دوائر النظام والخبراء في هذا المجال، يعود لسببين، الأول مرتبط بالحرب، وتضرر المناطق الزراعية وخصوصاً الشرقية من سوريا والتي تعتبر الخزان الزراعي للبلاد، مانتج عنه غلاء في مدخلات الإنتاج، والعامل الأخر هو الطبيعة، وموسم #الجفاف الذي حل بمعظم المناطق السورية لهذا العام، في وقت مبكر من موسم الزراعة، يليه هطول أمطار غزيرة خارج الموسم ما أدى لتلف المحصول.

تراجع في الانتاج

عندما نتحدث عن الحبوب في سوريا، فلا بد من ذكر محافظة #الحسكة والتي تعتبر الخزان الزراعي للمحاصيل الاستراتيجية وأهمها الحبوب، لكنها هذا العام لم تعد كذلك، فإنتاج المحافظة لم يتجاوز 250 ألف طن للقمح و42 ألف طن من الشعير، في حين كان أقل إنتاج من القمح وحده لايقل عن 500 ألف طن، وبحسب الأرقام في عام 2002 وصل إنتاجها لمليوني طن، وبذلك انخفض إنتاج سوريا من إنتاج الحبوب إلى أكثر من 75%، (الانتاج انخفض من حولي 4 مليون طن في عام 2011، إلى مايقارب 450 ألف طن في 2018).

يقول المهندس الزراعي (حسن حسان) من محافظة الحسكة لموقع الحل إن، “تراجع الإنتاج يعود لفشل خطة المساحات التي يجب زراعتها لهذا #الموسم، فلم يزرع سوى 35% من الأراضي بالقمح المروي، و23% من القمح البعلي، كما لم يزرع سوى 54% من الأراضي بالشعير المروي، في حين كانت نسبة المساحة المزروعة من الشعير البعل صفر”، بحسب تعبيره.

وأضاف حسان أن “هذا العام ككل الأعوام، عانى المزارع من تأمين البذار، حيث اعتمد بشكل أساسي على استخراج البذار وتخبئتها من الموسم السابق، أما السماد، فهو غير متوافر إلا في السوق السوداء، وبأسعار مرتفعة، وهو ما يسهم  بشكل أساسي على خفض الإنتاج من الأراضي المزروعة”.

وأشار إلى أن “ولأول مرة في الحسكة وصلت نسبة إنتاج الحبوب من المساحات البعلية بالصفر، حيث كان العامل الجوي هو الأساس بهذا الأمر، فانحباس الأمطار لفترات طويلة أدى لعدم استكمال النمو، وبالتالي لم يكن هناك محصول لهذا العام، من زراعة الشعير البعلية”.

جفاف وانتقال لزراعات بديلة

الكثير من المزارعين توجهوا هذا العام نحو زراعات أخرى أقل تكلفة وأكثر ربحاً من الناحية المادية، فكان الشعير البعل (الاعتماد على مياه الأمطار للري) هو البديل، لكن ومع ذلك كان الإنتاج بمعدل “صفر” بسبب الجفاف، ومنهم من توجه لزراعة بعض المحصولات العطرية، كالكمون وحبة البركة، والبابونج.

في مقابل ذلك، “لم تساعد مياه الري في تغطية المساحات المزروعة، لنقص المياه في الآبار الارتوازية والسطحية، كونها مكلفة مادياً، بسبب حاجتها للمحروقات والكهرباء”، بحسب ما صرحت به مديرية الزراعة التابعة للنظام في المنطقة الشرقية.

ولعل الخسائر الزراعية لهذا العام كانت مضاعفة على #الفلاحين، فكان أهم محصولين استراتيجين لهذا العام في “الحضيض” بحسب المهندس الزراعي (مجد سلطان) والذي قال لموقع الحل، “محصول #القطن لهذا العام كان مصاباً بدودة اللوز والتي قضت عليه بشكل شبه كامل في محافظة الحسكة، والآن موسم الحبوب”، مشيراً إلى أنه “قد يمتنع معظم الفلاحين في الموسم القادم عن زراعة هذه المحاصيل مقابل أخرى أكثر ربحية وأقل تكلفة بالنسبة إليهم لتعويض خسارتهم، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات وتوفير مقومات الإنتاج اللازمة”.

ماذا عن التسويق؟

صعوبات التسويق والشروط الجديدة التي فرضها النظام على مواصفات القمح المراد شراؤه من الفلاحين، ضاعفت من خسائرهم، فصحيح أن حكومة النظام رفعت سعر 1كغ من القمح إلى 175 ليرة مقابل 140 ليرة سورية الموسم الماضي، إلا أن أبرز الشروط الجديدة لهذا العام كانت “تعبئة المحصول بأكياس خاصة تستعمل لمرة واحدة توزع من قبل مديريات الزراعة، وبدونها لا يمكن شراء أي كمية من الحبوب، ومبرر ذلك الخوف من حشرة الخنفسة، التي تفسد المحصول”، مضيفاً أن عملية تعقيم الأقماح تكون على حساب المزارع وليس مؤسسة الحبوب.

وأكد المزارعون في المنطقة أن مواصفات القمح لهذا العام كانت غريبة عليهم، فدرجة اللمعان كانت أخف، واللون أصبح مائلاً إلى البني المحمر، وعزوا ذلك لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مقابل رفض مؤسسة الحبوب شراء الكثير من المحاصيل بحجة أنها قديمة، وأن شروط الموسم لا تنقبل عليه، مما اضطر الكثير منهم لاستخدامه كأعلاف لحيوانانهم، أو استخدامه كبذار للموسم القادم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.