“رفع الأنقاض”.. مهنة جديدة في الرقة مع غياب الخدمات من الجهات المعنية

“رفع الأنقاض”.. مهنة جديدة في الرقة مع غياب الخدمات من الجهات المعنية
خالد أمين – الرقة

أكدت عدة منظمات دولية منها منظمة “العفو الدولية”، أن مدينة #الرقة تم تدمير ٨٠% من أحيائها أثناء الحرب على تنظيم داعش وقصف قوات التحالف لها، وهذا ما لاحظه بعض أهالي المدينة الذين عادوا إليها، حيث تفاجئوا بوجود تلال إسمنتية موحشة في أغلب مناطق المدينة.

يقول محمد الخلف (من سكان مدينة الرقة)، “بعد عودتنا من النزوح والحصار، وجدنا منزلنا المؤلف من ٣ طوابق عبارة عن كوم من الحديد والإسمنت، فلا نستطيع إزالةَ #الأنقاض ولا إعادة إعماره”.

وضع مدينة الرقة المدمرة والعدد الكبير من المنازل التي تعرضت للقصف والدمار، خلقت مهناً جديدة لم تكن موجودة في السابق وإن وجدت فليست بهذا الشكل، كمهنة “رفع الأنقاض”.

وأصبح أصحاب المنازل في #الرقة يسلّمون منازلهم المدمرة لأشخاص يتعهّدوا بتخليصها من الأنقاض، وازدادت هذه الاتفاقيات لشحّ المال والفقر الذي يعاني منه سكان المدينة.

أسامة الحمود (من سكان الرقة) قال لموقع الحل، “لقد سلّمت بيتي المؤلّف من طابقين في منطقة الدرعيّة لمتعهد، نتيجة وضعي المادي السيء وعدم قدرتي إزالة الأنقاض.

وأضاف الحمود، اتفقت مع المتعهد على استخراج جميع #الحديد الموجود في البناء ونقله، مقابل حصوله على 40% منه، مشيراً إلى أن معظم أهالي المنطقة يتفقون مع متعهدين بنفس هذه الطريقة.

وأوضح أحمد (عامل في إحدى الورشات)، أن معظم المتعهدين هم ليسوا من أبناء المدينة فهم إما “سفارنة أو توادفة”، قائلاً  “نحن عبارة عن ورشة تستخرج الحديد من المكان المتّفق عليه، حيث نقوم باستخراجه من الإسمنت ونقله إلى (سوق الحديد) شمال حي المشلب لتقوم ورشاتٌ أخرى بتعديله وبيعه، حيث أصبحت تجارة الحديد المعدل رائجةً في #المحافظة تدر من الربح الكثير على أصحابها”.

ويتمُّ تعديل الحديد ضمن ورشات عمل بعضها تتبع لصاحب ورشة الإزالة إذا كان لديه رأس مال يسمح له بذلك، بعدها يعرض الحديد للبيع مرة أخرى وبأسعار أقل من الجديد، مما يشجع الناس على الإقبال لشرائه نظراً لانخفاض سعره، حيث يتراوح سعر الطنّ الواحد بين 170-200 ألف ليرة سورية، في حين أن طن الحديد الجديد يباع  بحوالي300 ألف ليرة سورية.

وتلقى هذه #المهنة الجديدة رواجاً متزايداً في المدينة، فهي تخلق فرص عمل جديدة على الرغم من صعوبتها إلا أنّها تسدّ الرّمق لشريحة من الناس، وكل هذا في ظل غياب الإمكانات لدى الجهات المسؤولة والأهالي على حدّ سواء من أجل #إعادة_إعمار المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.