رحلة الشرق والشمال.. النظام يحتار في تقسيم كعكته بين روسيا وإيران

رحلة الشرق والشمال.. النظام يحتار في تقسيم كعكته بين روسيا وإيران

بسام الحسين – دمشق

بعيدا عن المعارك التي لم تحط أوزارها منذ 8 أعوام وحتى اليوم في #سوريا، هناك معارك من نوع آخر تتمثل في السعي للحصول على حصة الأسد من الكعكة السورية، ولأن النظام بات عاجزاً عن رد ديون أصدقائه ممن وقفوا معه، ولا يعرف كيف يرد تلك الديون المتراكمة، فكان الحل الوحيد بتوزيع عطاءات الملفات الحيوية بين روسيا وإيران.

ولا شك بأن روسيا ومن خلال سلاحها المتطور أثبتت ثقلا أكبر على الأرض من إيران التي كان لها دور في تزويد النظام بالعناصر البشرية والميليشيات الطائفية، فانعكس ذلك من خلال ميزات اقتنصتها موسكو من طهران، وتمكنت من سحب ملف الفوسفات والنفط والغاز في البيع والتنقيب والاستخراج .

روسيا أولا

مطلع تشرين الأول من العام الجاري ووقّع وزير النفط في حكومة النظام (علي غانم)، اتفاقية مع نظيره الروسي (ألكسندر نوفاك)، تنص على منح الشركات الروسية الحق في الإشراف على كافة أعمال الحفر والتنقيب والاستخراج والصيانة في حقول #النفط والغاز بالإضافة للفوسفات.

وبحسب المحلل الاقتصادي (سعد عبدالقادر) فإن الاتفاقية جاءت تتويجاً لاجتماع سوتشي، مشيراً إلى أن الشركات الروسية وخصوصا “غازبروم” حصلت على امتيازات وتسهيلات للعمل على الأراضي السورية وبالذات في مجال #الطاقة، وتقدر القيم المالية لهذه الاتفاقية بنحو 67 مليار دولار على مدى خمس سنوات قادمة، كما حصلت #روسيا على عقد لتطوير أربع محطات توليد، بقيمة ملياري دولار”.

ووفقا لدراسة سابقة أعدها مركز “كارنيغي” فإن عملاق النفط الروسي “غازبروم”، وهي فرع من أكبر شركة غاز روسية تديرها الحكومة (وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف رئيساً لها)، أقامت وجوداً لها في لبنان تحت اسم “غاز برومبنك إنفست” Gazprombank-Invest.

وتسعى “غاز بروم” أيضاً للحصول على حصة في احتياطيات الغاز المُستَكشَف قبالة الشواطئ الإسرائيلية، وقد أجرى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بنفسه مناقصات الشركة مع المسؤولين الإسرائيليين، إلا أن “غاز بروم” لم تكسب أي حصة بعد في إحدى رخص الغاز الإسرائيلية، خصوصاً أنها خسرت في الآونة الأخيرة فرصة لمصلحة أكبر شركة نفط وغاز في أستراليا، وهي “وودسايد”.

وبالعودة إلى الخبير عبد القادر، الذي عاد ليشدد بأن، “الدول ليست جمعيات خيرية وهذا ما صرح به نائب رئيس الوزراء الروسي (ديميتري روغوزين)، عندما أكد ان بلاده لن تقدم التضحيات دون مقابل بل ذلك ستكون الأولوية لروسيا في جني الأموال ودعم ميزانيتهم”.

ويختم عبدالقادر كلامه بالقول: “إن مصالح روسيا في سوريا تتجاوز مصير عائلة الأسد لتطال أسئلة تتعلّق بوضع الغاز في مستقبل الشرق الأوسط، وتعي موسكو مساعي أوروبا المُعلَنة لتحرير نفسها من الاعتماد على الغاز الروسي، وتحرص على ألا يتنافس أيُّ مشروع لتصدير الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا مع خطط التصدير الخاصة بها عبر الخط الحالي (بلو ستريم  (Blue Stream الذي ينقل الغاز إلى تركيا مروراً بالبحر الأسود، وخط أنابيب )ساوث ستريم (South Stream لنقل الغاز إلى أوروبا”.

إيران الخاسر الأكبر

وطفا على السطح مؤخرا حجم الشرخ بين روسيا وإيران وبالتأكيد النظام لاحول له ولا قوة في هذه المعادلة، حيث هاجمت صحف إيرانية كلاً من روسيا والنظام على خلفية الاتفاقيات الاقتصادية الأخيرة، التي سحبت البساط من تحت الإيرانيين في المنطقة، سيما في الملفات الضخمة كالنفط والغاز والكهرباء.

هذا ما دفع النظام إلى إرسال عدد من أهم رجال أعماله ووزرائه إلى #إيران لاسترضاء المسؤولين هناك بعد حملة الصحافة الايرانية التي وصفت حكومة النظام بالكاذبة، وكان من ضمنهم وزير الكهرباء (محمد زهير خربوطلي)، بعد انتشار أخبار عن نية الحكومة عقد اتفاقات مع الصين لتطوير عدة محطات توليد، وتمكنت إيران من الحصول على عقدين لتطوير المحطة الحرارية بحلب، وبناء محطة تحويل في اللاذقية، بقيمة نحو نصف مليار دولار”.

وبالعودة إلى المحلل (سعد عبد القادر) الذي أكد أن حجم الغضب الإيرني من روسيا بدا واضحا من خلال تصريح وزير خارجية إيران (محمد جواد ظريف)، لتهدئة الأوضاع من خلال إطلاق تصريحه “إن حضور روسيا في عملية الإعمار في سوريا، لا يعني عدم حضور إيران، وبأن هنالك فرصاً واسعة لتشارك بها طهران في العملية”.

وبحسب عبد القادر فإن الخلاف الروسي الإيراني أكبر حتى من المشاريع الاستراتيجية في سوريا، فالخلاف هو استراتيجي بالنسبة للبلدين يتعلق بإمداد الغاز لأوروبا، حيث تسعى طهران لمد خط أنابيب يوصل إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق ومن ثم إلى البحر المتوسط عبر سوريا، وعلى المدى الطويل، تتطلّع إيران إلى الوصول إلى أسواق القارة العجوز.

التماهي والذوبان في الآخر

ووصلت محاولة إرضاء إيران من قبل النظام، إلى إرسال وفدا من كبار رجال الأعمال السوريين، إلى إيران مؤخرا لتوقيع مذكرات تفاهم، واللافت بالموضوع أنهم كانوا دون ربطات عنق (المحرمة في إيران لأن في ارتداءها تشبها بالغرب الكافر) ومن ضمنهم كان رجل الأعمال (محمد حمشو).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة