ملأن الخيم بالألوان: نساء مهجرات يلوين سيف الوقت.. ويكافحن لإعالة أسرهن في الخيم

ملأن الخيم بالألوان: نساء مهجرات يلوين سيف الوقت.. ويكافحن لإعالة أسرهن في الخيم

تقرير – ورد مارديني

تمكنت العديد من النساء المهجرات في المخيمات، من التغلب على مرارة التهجير، وممارسة الأعمال الفنية والجمالية، التي تنسيهم بعضاً من مأساتهم، كحياكة الصوف، والخياطة، وصالونات التجميل، والرسم، وغيرها من الأعمال المميزة.

هناء مهجرة من الغوطة الشرقية، ومقيمة في مخيم جنديرس بريف حلب الشمالي، قالت لموقع الحل: “زوجي يعاني من إصابة بليغة في قدمه تمنعه من العمل، وكنت أعمل بمجال تصفيف الشعر والتجميل في الغوطة، وعندما أتيت إلى المخيم، قررت أن أستمر بعملي، وحولت قسماً صغيراً من خيمتي لصالون حلاقة، مقابل أجر بسيط، يعينني قليلاً أنا وعائلتي”.

وأضافت هناء، أن “إحدى المنظمات الإنسانية علمت بنشاطي في المخيم، فاشترت لي بعض المواد التجميلية، وبدأت أطور من عملي أكثر”. مشيرة إلى أن “الحياة في المخيم لم تمنع النساء من الاهتمام بأنفسهن، واستقبلتُ العديد من الفتيات في المخيم، وكل من يزورني يثني على عملي، ويعود مرةً أخرى”، بحسب قولها.

ويبلغ عدد مهجري الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، 46959 شخصاً، بينهم حوالي 24923 امرأة، متوزعين على عدة مخيمات بريفي إدلب وحلب، بحسب وحدة تنسيق الدعم.

من جهتها قالت نور الصقال، ناشطة إعلامية مهجرة من جنوب دمشق، ومقيمة في مخيم دير بلوط، بريف حلب الشمالي، إن “الإعلام أمانة حملتها منذ كنت في مخيم اليرموك، وعندما وصلت إلى المخيم، استمريت بعملي، وبدأت أنقل معاناة المهجرين، خاصة النساء والأطفال”.

وأردفت: “أتجول كل يوم بين الخيم، أسمع هموم قاطنيها، وأحاول مساعدتهم، والتخفيف عنهم، كما أحاول تدوين معاناتهم”. لافتة إلى أن “عملي الإعلامي تراجع قليلاً بعد أن فقدت حاسوبي الشخصي وكاميرتي بقصف النظام لمنزلي، وحالياً أنقل مأساة النازحين عبر هاتفي المحمول، وأساعد بعض الإعلاميين بمعلومات خاصة من المخيم”.

إضافة لعملها الإعلامي، نور تحب الأزهار، وقالت لموقع الحل إن “وقت الفراغ أقضيه بزراعة الورود والنباتات، في حوض زراعي، صنعته بنفسي بالقرب من خيمتي المتواضعة، كما أنني زينتها بالستائر الذهبية، والورود الملونة، والجميع يستمتع برؤيتها”.

ويعيش في مخيم دير بلوط الذي تُديره مُنظمة آفاد حوالي 9 آلاف مُهجّر يتقاسمون 3 آلاف خيمة، منهم المهجرون قسرياً من منطقة جنوب دمشق، والقلمون الشرقي.

وبينما تمارس نور عملها كناشطة إعلامية، تتفنن إيمان بالحياكة، وهي نازحة من مدينة عندان، انتقلت إلى مخيم باب السلام في اعزاز بعد مقتل زوجها وطفليها منذ عامين بقصف النظام. وقالت لموقع الحل: “ظروفي أجبرتني على السكن في المخيم، ولم أستسلم لوضعي.. حاولت التحرك والعمل من أجل أطفالي الأربعة الذين نجوا من الموت، خاصة أن القصف، سرق مني طفلين، وكان سبباً ببتر قدم ابنتي”.

وأضافت “قررت العمل بالحياكة، وبدأت أعمالي تنتشر في المخيم، وتلاقي رواجاً وإعجاباً من الناس، كما أنني استعنت باليوتيوب وبدأت أتعلم منه أكثر، وأستعين منه بتصاميم غريبة ومميزة”.

وأردفت أن “الحياة في المخيم تختلف عن الحياة الطبيعية، وبحاجة كبيرة لتحمل المسؤولية، والاعتماد على النفس، خاصة من فقدت زوجها، واضطرت أن تكون الأم والأب في وقت واحد، وهذا ما أحاول فعله مع أطفالي”. مشيرة إلى أن “حلمي هو مجرد مشغل خاص وماكينة خياطة تساعدني لأطور من مهاراتي في الحياكة والتطريز، لعلي أحقق شهرةً خارج المخيم، ويتطور عملي أكثر”.

ولا تخلُ خيمة إيمان من الزينة واللمسة الفنية في كل زاوية من زواياها، حي ترى أن ذلك “يبعث على التفاؤل والأمل بمستقبل أجمل لها ولأطفالها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.