فوج الحرمون.. تشكيل قوامه الوعود الكاذبة وخدمة النظام وانعدام القرار

فوج الحرمون.. تشكيل قوامه الوعود الكاذبة وخدمة النظام وانعدام القرار

سليمان مطر – ريف دمشق

شكّلت قوات النظام عبر أجهزتها الأمنية “فوج الحرمون” ، مطلع العام 2017، وذلك عبر عدة مصالحات في قرى #جبل_الشيخ في #الغوطة_الغربية بريف #دمشق، ونسقت مع فصائل المعارضة التي كانت موجودة في المنطقة، وأقنعتهم عبر عدة مباحثات بأنّ تشكيل فوج الحرمون سيمنع “التهجير” من المنطقة، ويبقي السيطرة بيد هذه الفصائل.

وانضم إلى الفوج أكثر من خمسة فصائل من المعارضة أبرزها ،”لواء المسيح”، لواء جبل الشيخ، ولواء أجناد الشام، وبلغ عدد عناصره أكثر من 1300 عنصر موزعين على قرى #كفر_حور، #بيت_تيما، #بيت_سابر، و #سعسع، وتم تسليم هذا الفوج مهام تأمين مناطق انتشارهم من قبل فرع سعسع، حيث لم يكن مقبولاً وجود عناصر النظام في مناطقهم من قبل سكان المنطقة الذين تعرضوا لقصف النظام في وقتٍ سابق، إضافةً لإعطائهم مهام قتالية بشكل طوعي لمن يريد الالتحاق بالمواجهات العسكرية إلى جانب النظام.

عمر الجناوي (أحد عناصر المعارضة) قال لموقع الحل إنّ “قوات النظام عمدت إلى توزيع قيادة الفوج بين أكثر من شخص، كي لا يتم “تحريكه باتجاه سلبي” بشكل كامل، في حال حاول أحد القياديين الانقلاب على هذا التشكيل، حيث تم تسليم قيادة الفوج في منطقة بيت سابر إلى زياد الصفدي (قيادي في لواء المسيح)، وعمر غياض (قيادي في لواء جبل الشيخ) تولى القيادة في منطقة بيت تيما، كما كان للقيادي الذي لقي حتفه جراء خلافات داخل الفوج محمد حمزة (أسد حمزة) دوراً هاماً في تأسيس علاقات مع ضباط النظام في الفرقتين الرابعة والسابعة، في حين تم تسليم قيادة الفوج في سعسع إلى شخص معروف “بأبو عريب” (قيادي في لواء أجناد الشام).

وبحسب الجناوي فإنّ قياديي الفوج كانوا يوهمون المدنيين بأنّ تشكيل الفوج سببه الوحيد منع التهجير، إلّا أنّ السبب الحقيقي هو “إضعاف المعارضة في المنطقة خلال فترة سيطرتها، وضمان السيطرة على أكثر من ألف مقاتل معارض للنظام فيها”، إضافةً لهذه الأسباب كانوا يذكرون المدنيين بالقصف وتدمير المدن في إشارة لتهديدات النظام لهم حال مخالفتهم لما يطلبه، حسب قوله.

قوات النظام وبسبب حاجتها لعدد من العناصر خلال الفترة الماضية طلبت من فوج الحرمون استلام نقاط جديدة في جبل الشيخ بإشرافٍ منها، حيث تم نشر عناصر الفوج في مناطق #حضر، #القنيطرة، #خان_الشيح، و منطقة #مثلث_الموت (المنطقة الواصلة بين محافظات #درعا، ريف دمشق، القنيطرة)، حيث تم إجبارهم على القتال بجانب قوات النظام في عدة مواجهات مع هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة في ريف دمشق والقنيطرة.

إضافةً لطبيعته العسكرية كان لفوج الحرمون أعمال استخباراتية مع قوات النظام، حيث قامت مجموعة من الفوج بتسليم قياديين وشرعيين سوريين وأجانب إلى قوات النظام، عبر إيصالهم إلى نقاط النظام بدلاً من نقلهم إلى محافظة درعا، حسب المصدر.

الناشط محمد سليمان قال لموقع الحل إنّ عدد مقاتلي الفوج انخفض أكثر من 60%، وذلك بسبب وجود عدد كبير من المدنيين الذين أُجبروا على حمل السلاح لمواجهة قوات النظام، والذين فضّلوا متابعة حياتهم العادية بعيداً عن القتال والمواجهات العسكرية، كما أنّ هناك عشرات العناصر تركوا الفوج ليتطوعوا مع قوات النظام بشكل مباشر عبر عقود مع الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.

وأضاف المصدر أنّ الفوج حالياً لا يملك أي قوة مؤثرة في المنطقة، حيث تم اعتقال عدد من عناصره وسوقهم إلى الخدمة الاحتياطية، ولم يحاول القياديين فيه تخليص عناصرهم المعتقلين، “لعلمهم بأنّهم عاجزون تماماً أمام قوات النظام” التي أحكمت سيطرتها على المنطقة وعلى ريف دمشق بشكلٍ كامل.

وبحسب ناشطين فإنّ هدف النظام من تشكيل الفوج تحقق باستغلال فصائل المعارضة في حملاتها العسكرية، من خلال زجهم في المعارك أو تحييدهم عنها على أقل تقدير، لتخفيف الضغط الموجود عليها بسبب محاولاتهم السابقة لمنعها من السيطرة على المنطقة، حسب قولهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.