تطويع شبان وشراء عقارات وخطباء شيعة على المنابر: كيف تتغلغل إيران في جنوب سوريا؟

تطويع شبان وشراء عقارات وخطباء شيعة على المنابر: كيف تتغلغل إيران في جنوب سوريا؟

محمد الأحمد – درعا

يوماً بعد يوم تتكشف ملامح الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في جنوب سوريا (#درعا و #القنيطرة)، من خلال أذرعها التي أصبحت قوة عسكرية ذات سيادة وصلاحيات واسعة في المنطقة.

وتتميز هذه الأذرع بارتباطها الوثيق مع القيادات الإيرانية و #حزب_الله اللبناني، كما أنها لا تخضع لأوامر النظام السوري وغير مشمولة بالاتفاقيات الأخيرة المبرمة بين روسيا وفصائل المعارضة.

ويذكر الناشط في مجال التوثيق من درعا، محمد أبو الزين، لموقع الحل، أبرز هذه الميليشيات، وهي “قوات الرضوان واللواء 313 ولواء الحسين وقوات العرين”، التي تتلقى دعماً مباشراً من حزب الله اللبناني وشخصيات إيرانية.

وتتخذ بعض هذه الميليشيات من مناطق ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي، معقلاً لها لبعدها قليلاً عن الحدود مع الجولان المحتل ومراكز مراقبة الأمم المتحدة في المنطقة منزوعة السلاح، حيث أنشأت مؤخراً في المنطقة المذكورة مراكز تدريب للمتطوعين الجدد من أبناء المنطقة.

وأشار أبو الزين، إلى أن قوات الرضوان تتّبع أسلوباً جديداً في تطويع الشبان من أبناء المنطقة، حيث يتم تدريبهم لتشكيل لجان شعبية مستقلة وأخرى تتبع للفرقة التاسعة من جيش النظام، ليتبين بعدها أنهم ينتمون لميليشيات مرتبطة بشكل مباشر مع طهران.

وحصل موقع الحل على معلومات حصرية حول مركز التدريب التابع للواء 313 قرب مدينة إزرع شمال درعا، حيث يضم في الوقت الراهن حوالي 150 شخصاً ممن تطوعوا مؤخراً من مختلف المناطق في درعا، ويشرف على تدريبهم أربعة قياديين عسكريين أحدهم يحمل الجنسية اللبنانية والآخرون من سوريا، مرتبطون بحزب الله اللبناني، حيث تصل رواتب العناصر بعد الانتهاء من تدريبهم إلى 150 دولار أمريكي، وسيتم تجنيدهم في مراكز اللواء المنتشرة بالريف الشمالي، بعد منحهم إجازة لا تتجاوز 10 أيام.

وفي إطار الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في جنوب سوريا، بدأ رجال دين شيعة مرتبطون بحزب الله وبمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي في سوريا، بزيارات ممنهجة إلى درعا، وعقد لقاءات مع وجهاء ومشايخ محسوبون على النظام السوري في المحافظة، لنشر قناعاتهم وتعاليمهم الدينية بين السكان.

وقال فادي الحوراني (أحد سكان مدينة درعا)، لموقع الحل، إن مديرية الأوقاف في درعا “تتعاون بشكل مستهجن مع المعممين ورجال الدين الشيعة، حيث تم منحهم مؤخراً خطبة الجمعة، وفي كل أسبوع يتم اختيار مسجد مختلف عن سابقه، دون مراعاة الأكثرية السنية في المحافظة، وعدم الاكتراث لوجود خطيب معتمد للمسجد”.

وأضاف الحوراني، أن خطبة الجمعة التي يلقيها رجل الدين الشيعي “تتمحور حول التسامح بين أطياف الشعب السوري والدور الذي لعبته إيران في حرب القضاء على ما تسميه الإرهاب”. فضلاً عن التحدث حول ضرورة وقوف الشعب السوري مع من “يقاوم الكيان الصهيوني”، في إشارة إلى إيران وحزب الله والنظام السوري.

وكان أبو الفضل الطبطبائي، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في سوريا، قد زار مدينة درعا قبل أيام عدة، برفقة ثلاث شخصيات دينية إيرانية، التقوا بمسؤولين في النظام السوري بدرعا، إضافة إلى مجموعة ممن يدّعون أنهم وجهاء للعشائر في المدينة. حيث أثارت الزيارة تساؤلات كثيرة في الشارع المحلي بدرعا عن الهدف من الزيارة، خصوصاً بعد فترة قصيرة من حديث الروس عن إبعاد خطر الميليشيات الإيرانية عن الحدود مع الجولان المحتل حتى مسافة 100 كيلو متر.

وأشاد الطبطبائي خلال زيارته، بالدور الإيراني وحزب الله في عملية ما أسماها، “تطهير الجنوب السوري من التكفيريين”، ووعد بأن تشارك إيران في إعادة إعمار البنى التحتية في المنطقة، وأكد على “أهميتها في مواجهة اسرائيل، حيث تشغل اهتماماً كبيراً من أعلى المستويات في إيران”.

وكشف مصدر مقرب من أحد رجال المصالحات في درعا، لموقع الحل، عن توجه إيراني في المستقبل القريب لتخصيص ميزانية مالية كبيرة لشراء العقارات في درعا، وتنفيذ مشاريع تنموية وأخرى دينية، لترغيب السكان وكسب الشباب من خلال الإغراءات المالية لتطويعهم في صفوف الميليشيات الموالية لها.

ونوّه المصدر إلى أن الإيرانيون يعملون الآن مع شخصيات سورية من محافظة درعا (لم يسمّها)، على وضع خطط وتحديد الجغرافيا المستهدفة في المشاريع، مع إعطاء الأولوية للأرياف التي لا تتواجد فيها كيانات مسلحة كانت معارضة مثل مدن درعا وبصرى الشام وطفس.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تحدثت قبل أيام، عن تمكن حزب الله اللبناني من تطويع نحو ألفين من أبناء جنوب سوريا في صفوفه بالمال، ووصفت فكرة دفع روسيا للإيرانيين خارج سوريا بـ “الوهم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.