في الشمال: الهدوء يدفع المدنيين لفتح أعمال “ضخمة”.. والتنظيمات الجهادية تشعل ثقاب الحرب مجدداً

في الشمال: الهدوء يدفع المدنيين لفتح أعمال “ضخمة”.. والتنظيمات الجهادية تشعل ثقاب الحرب مجدداً

هاني خليفة – حماة

يشعر الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة بالشمال بالارتياح والعودة إلى الحياة من جديد، وذلك بعد الاتفاق التركي الروسي حول تشكيل منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة والأخرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام، الأمر الذي شجّع الكثير من السكان على افتتاح مصالح تخدم الكثير من المناطق.

ويسعى المدنيون في مناطق الشمال للعودة إلى حياتهم الطبيعية (نوعاً ما)، بعد أن عانوا لسنوات من القصف والقتل والنزوح، إلا أن بعض الفصائل الجهادية الرافضة لاتفاق #سوتشي تحاول استهداف قوات النظام بشكل متكرر، الأمر الذي قد يعيد مناطق الشمال إلى ما كانت عليه.

مدنيون يفتتحون أعمالاً “ضخمة” بعد الهدوء

المدني مهنا الصالح (من سكان إحدى قرى ريف #إدلب الجنوبي)، يقول لموقع الحل، “افتتحت سوقاً صغيراً مؤلفاً من عدة محلات تجارية وداراً للأيتام ومسجد، بكلفة حوالي 300 ألف دولار أميركي، والتي وفّرت بدورها فرص عمل لحوالي 50 شخصاً، وذلك بعد أن شهدت المنطقة هدوءاً شبه تام عقب اتفاق سوتشي”.

أما عدنان الشيخ أحد مدنيي ريف #حماة والقاطن بريف إدلب الجنوبي، أوضح أنه اشترى آلة من أجل لف الحديد وصناعة صناديق للآليات كالسيارات البيك أب وغيرها، وذلك بتكلفة 60 ألف دولار أميركي. في حين عمل عامر الحسين مدني من إحدى قرى منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي على إنشاء فرن آلي لإنتاج مادة #الخبز بتكلفة 20 ألف دولار أميركي والذي يخدم أكثر من 20 ألف نسمة في المنطقة، بحسب تقديره.

وبيّن هؤلاء المدنيون أن سبب افتتاحهم لتلك المشاريع هو “الهدوء الذي شهدته مناطق الشمال بعد اتفاق سوتشي”. مشيرين إلى أن “وجود نقاط مراقبة تركية في الشمال يطمئن بأن قوات النظام لن تقتحم تلك المناطق ولن يعود القصف كما كان إلى المنطقة، حيث تسير خطوات اتفاق سوتشي بشكل صحيح على الرغم من وجود بعض العوائق”، بحسب وصفهم.

التنظيمات الجهادية تحاول زعزعة المنطقة بقصفها للنظام

هاجمت #هيئة_تحرير_الشام (التي تشكل #جبهة_النصرة نواتها)، نقطة لقوات النظام في منطقة وادي المزروعيّة قرب قرية #تل_الطوقان بريف إدلب الشرقي، والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، وقتلت ثمانية عناصر من قوات النظام، بحسب وسائل إعلام تابعة للهيئة، كما قصفت مواقع النظام بقذائف المدفعية، في قرية #معان و #تل_بزام بريف حماة الشرقي، في حين استهدف تنظيم #حراس_الدين التابع بشكل مباشر لـ #تنظيم_القاعدة، بعدة قذائف صاروخية ومدفعية، حاجز المشاريع التابع لقوات النظام قرب قرية #جورين في منطقة #سهل_الغاب بريف حماة الغربي، أسفرت عن جرح عدد منهم.

وتعتبر التنظيمات الجهادية الوحيدة الرافضة لاتفاق إدلب، والذي جنّب الشمال من معركة كانت تحضّر قوات النظام و #روسيا لها.

آراء سكان من الشمال حول تصرفات التنظيمات الجهادية

أبدى أهالي من مناطق سيطرة المعارضة بريفي حماة وإدلب، تذمّرهم من تصرفات التنظيمات الجهادية التي من شأنها زعزعة الهدوء في مناطق الشمال، عقب استمراره منذ حوالي شهر، معارضةً رغبة الأهالي بالعودة إلى الحياة وإنهاء الحرب وسير الاتفاقات الدولية في المنطقة.

أحمد الدعاس (أحد أهالي ريف حماة)، يرى أن “التنظيمات الجهادية همّها العمل على مبدأ خالف تعرف، وذلك باستهداف نقاط قوات النظام غير مبالية بعواقب تلك التصرّفات والتي ربما تفشل اتفاق الشمال بأكمله، بعد أن تأقلم السكان على الهدوء والعودة إلى الحياة الطبيعية والسعي وراء أرزاقهم، فإنه من الصعب جداً العودة على ظروف القصف والدمار في حال عادت إلى المنطقة بفعل تلك التنظيمات”، بحسب تعبيره.

أما المدني محمود السعيد من إحدى قرى ريف إدلب الجنوبي، يقول “في حال استمرت تلك التنظيمات باستهدافها لمواقع النظام خارقةً اتفاق الشمال، فيجب على المدنيين أن يخرجوا جميعهم ضدها من خلال مظاهرات يرفضون تصرفاتها ويسلّطون الضوء عليها أنها هي من يخرق الاتفاق الذي أعاد الهدوء إلى الشمال بعد معاناة لسنوات”، بحسب رأيه.

ويؤكد الناشط الإعلامي عمران المصطفى من ريف حماة، أن تصرفات التنظيمات الجهادية “تصب في مصلحة النظام، وأعمالها كانت دائماً ضد فصائل #الجيش_الحر، والتي عملت من خلالها على قتل عدد من عناصرها وسلب أسلحتها، وعندما جاء اتفاق سوتشي ليخرج مناطق الشمال من ويلات الحرب، بدأت تلك التنظيمات باستهداف مواقع النظام”. واصفاً عملهما بأنه “عبارة عن تخريب أي قرار يصب في مصلحة المدنيين”.

يشار إلى أن اتفاق سوتشي حول مناطق الشمال، الذي تم بين #تركيا و #روسيا قبل أكثر من شهر، كان أهم بنوده إقامة “منطقة منزوعة السلاح” بين مناطق المعارضة والأخرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام وسحب السلاح الثقيل منها وإبعاد عناصر الفصائل المصنّفة إرهابية وأبرزها الهيئة من تلك المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.