المشفى الوحيد العامل في أحياء مدينة دير الزور “مشفى الأسد”… جسد يحتضر

المشفى الوحيد العامل في أحياء مدينة دير الزور “مشفى الأسد”… جسد يحتضر

حمزة فراتي – ديرالزور

يعاني القطاع الصحي في داخل الأحياء المأهولة في #ديرالزوروالواقعة تحت سيطرة النظام، واقعاً خدمياً مزرياً، نتيجة غياب الرقابة والنظافة وسوء الخدمات الصحية التي يشتكي منها المواطن في كل يوم والتي أدت إلى مزيد من الأمراض.

مشفى الأسد وهي المشفى الوحيد العامل بداخل تلك الأحياء والمخصص لاستقبال المرضي المدنيين، يعاني من ضعف الرعاية والاهتمام بالمرضى حتى الأطفال منهم وكذلك من نقص الأدوية الحاد، بالإضافة إلى فرض رسوم على المراجع مقابل الخدمة الرديئة شبه المعدومة.

الصحة ليست بمطرحها في مدينة ديرالزور، عبارة اختصرت بها الطبيبة م .س ( في داخل الأحياء المأهولة بديرالزور) الواقع الصحي الذي تعيشه تلك الأحياء.

تقول الطبيبة م.س في حديث لموقع الحل، إن “القائمون على إدارة المشفى الوحيد العامل في المدينة (مشفى الأسد)، تقتصر مهمتهم على إعطاء الدواء لأصحاب النفوذ والسطلة بدون مقابل، في الوقت الذي يقدمون فيه الداء للأهالي ممن لا يملكون المال من خلال عرقلة أمورهم أما بالدفع أو الروتين”.

لافتاً إلى انعدام الأدوية في صيدلية المشفى حيث لا يتوفر بها سوى بعض الأدوية الإسعافية البسيطة، بينما يتم الإتجار بأدوية الأمراض المزمنة وبيعها إلى الصيدليات الخاصة عن طريق سمسارة تربطهم علاقات قوية بمسؤولي المشفى”.

وعما يتوفر في داخل المشفى التي تشغل مساحاتها 160 دونماً، تقول م.س، إن “ما يتوفر بها جهاز أشعة بسيط معرض للعطل والتوقف بأية لحظة، في الوقت الذي لا يتوفر جهاز لقياس الضغط في قسم الإسعاف الأولي، وأما الأنسولين والهيبارين والساليون (#رذاذ) وهي أدوية إسعافية مخبأة لدى أحد الأطباء في المشفى، لا تُعطى للمريض المحتاج، إلّا إذا كان هذا الطبيب متواجداً على رأس عمله، كما يتواجد بعض الأخصائيين الذي تم تفريقهم لأعمال إدارية في داخل المشفى”.

*المال قبل إنسانية المهنة*

بعد انتهاء الدوام الرسمي في المشفى، لا يوجد طبيب مقيم سوى ممرض في قسم الأطفال وآخر في قسم الأشعة، علماً بأن بعض الأطباء يجرون العمليات في المشفى لكن لحسابهم الخاص، بعد إقناعهم للمريض أن يأتي لعيادته الخاصة، وعند حاجة المريض لإجراء عمل جراحي ما، يجريه له في المشفى ذاتها، وكأن المريض يدخل إلى مشفى خاص وليس إلى مشفى عام، وفق قولها.

وفي السياق نفسه يعمل بعض الأطباء بجدٍ أكبر في العيادة ويتقاعس في النصيحة والخدمة في المشفى أو في المركز الطبي الذي تواجد فيه بعض الأحيان، لأن المال يضغط على المهنة والخدمة بصورةٍ واضحة جلية، وفق تعبيرها.

*سياسة الإقصاء والتهميش للأطباء*

المشرفون على القطاع الصحي في ديرالزور يعتمدون على كوادر غير رصينة علمياً في إدارة المستشفى والمراكز الصحية حيث تدخل الوساطة والمحسوبية في ذلك، الأمر الذي تنعكس عقباه على واقع الصحة في عموم المنطقة، وفي حقيقة الأمر إن المؤسسة الطبية هي مؤسسة يَعتَمد عليها المجتمع، لما يتطلبه المريض من دواء ورعاية صحية كبيرة وهذه ما يستبعده المعنين في الأمر من حساباتهم، وفق تعبيرها.

والقطاع الصحي في الريف الشرقي ليس بأفضل حال من المدينة حيث يتوفر في قرى الريف الشرقي مركزين صحين الأول في مدينة #موحسن، والآخر في قرية #بقرص، لايتوفر بهما أية أدوية، لافتاً إلى “المراكز العاملة في تلك المناطق، هيا المراكز الصحية الإيرانية وتعدادها ثلاثة مراكز في مدينة #الميادين و#البوكمال و#العشارة”، تختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.