رغم سوء خدماتها.. “أجنحة الشام” تحاول السيطرة على الأجواء المدنية السورية

رغم سوء خدماتها.. “أجنحة الشام” تحاول السيطرة على الأجواء المدنية السورية

جلال بكور

تكاد تبدو السماء السورية خالية من أي نوع من أنواع الطيران سواء المدني أو غيره وفق ما رصده موقع “الحل السوري” عند الساعة السادسة وخمسة عشر دقيقة من مساء يوم الأربعاء السابع من تشرين الثاني الجاري على “Flightradar24″ المختص برصد حركة الطائرات المدنية.

وكانت هناك طائرتان فقط تعبران الأجواء السورية وتبين أن الأولى متجهة من بيروت إلى دبي برقم ” MEA 428″ والأخرى من بيروت إلى عمان برقم “MEA 312″، أما بالنسبة للمطارات السورية فلم يكن هناك أي حركة للطيران المدني.

وقمنا بزيارة موقع الشركة السورية للطيران للاطلاع على آخر الرحلات فكان آخرها بتاريخ 27 تشرين الأول الماضي، والجهات المحددة كانت “دبي، أبوظبي، الشارقة، الدوحة، الكويت، البحرين، النجف، بغداد، القاهرة، الجزائر، عمان، الخرطوم، موسكو، طهران”.

وبحسب الموقع تملك الشركة طائرة ركاب من نوع ” airbus 340 وأخرى من نوع airbus 34، وطائرة Boeing 747، وطائرة Boeing 747 – sp، وطائرة 72-500 ATR”، لكنها لم تحدد موعد رحلات جديدة في جدولها، ولا يوجد أي معلومات عن أسعار تذاكر الرحلات، ما يشير إلى توقف الرحلات في الوقت الحالي على أقل تقدير.

أجنحة الشام
وعلى العكس وضعت شركة “أجنحة الشام” الخاصة، على موقعها تحت عنوان “عروض أجنحة الشام” العديد من الرحلات لكن الوجهات لم تختلف عن وجهات السورية للطيران فكانت إلى “الشارقة، موسكو، طهران…” إلا أنها وضعت الأسعار كعروض حيث تكلفة الرحلة إلى الشارقة ذهاب وإياب تبدأ من 387 دولار أمريكي، وإلى موسكو تبدأ من 562 دولار أمريكي للذهاب والإياب.

ولم تحدد “أجنحة الشام” مواعيد جديدة لجميع الرحلات التي وضعت الإعلان لها، وبعض الرحلات التي حدد وقتها لا يمكن حجزها حيث تتوقف العملية عند خطوة إدخال بيانات الراكب.

وقال أحد السوريين الذين سافروا سابقا عن طريق الشركة إلى النجف لـ”الحل السوري” إنه قام بحجز التذكرة عن طريق الموقع الإلكتروني وبعدها قام بتثبيت الحجز عن طريق الدفع باليد في مكتب الشركة في دمشق.

إعلانات الشركة
وبينما تحاول الشركة ترويج نفسها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لم تتخط نسبة الإعجاب والمتابعة لحساباتها على تويتر وفيسبوك حاجز 5 آلاف، وذلك في وقت تقوم فيه الشركة بدعاية ترويجية عن طريق إعلام النظام وبعض الفنانين المحسوبين على النظام منهم أندريه سكاف وسلمى المصري وسوسن ميخائيل.

ويوم الجمعة الماضي حضر التلفزيون السوري الرسمي وتلفزيون الأخبارية السورية مع الفنانين فعالية إطلاق “أول رحلة من مطار دمشق إلى مطار شيرميتيفا في موسكو على متن طائرة تابعة للشركة”، وفق ما نشرته “أجنحة الشام” على حسابها في موقع فيس بوك.
ويُظهر موقع “Flightradar24” مجموعة من الرحلات المقررة حتى تاريخ 15 نوفمبر الجاري من وإلى مطار دمشق الدولي معظمها تعود لشركة “أجنحة الشام”، ثم الشركة السورية، ثم شركة طيران بغداد العراقية.

خدمات سيئة
وبحسب المعلومات المتوفرة عن “أجنحة الشام” فإن أسطولها يضم 4 طائرات نقل ركاب، ولم تحدد الشركة على موقعها عدد طائراتها إنما وضعت إعلانا تحت عنوان “حلّق بكل ثقةٍ مع أسطولنا” زاعمة أنه “تضم الشركة طائرات حديثة من طراز إير باص 320 وهي طائرات تتمتع بأحدث التقنيات والتجهيزات لكي يكون عملاؤنا الكرام على يقين بأن كل رحلة ستكون وفق أعلى المعايير الدولية للسلامة العامة التي لا نقبل عنها بديلا.”

ويشار إلى أن “أجنحة الشام” هي شركة خاصة تتخذ من مطار دمشق الدولي مقرا لها وتم تأسيسها في عام 2007 وتعود ملكيتها لرجال أعمال مقربين من النظام السوري تحت مسمى “مجموعة شموط التجارية”، وتوقفت عن العمل مع بداية الأحداث مع إعلان العقوبات على النظام السوري.

وتسببت سوء الخدمات وعدم انتظام الرحلات لدى “أجنحة الشام” بتوتر بين الشركة ووزارة النقل العراقية مؤخرا حيث فرضت الأخيرة غرامة مالية نهاية كانون الأول الماضي وذلك بسبب التأخير في مواعيد الإقلاع والهبوط، وهددت الوزارة “أجنحة الشام” بإلغاء رحلاتها إلى العراق.

وعلى الرغم من سوء خدماتها وعدم الالتزام بمواعيد الرحلات، باتت الشركة اليوم الناقل الأول في سوريا مع غياب أو تغييب “الشركة السورية للطيران” التي تم إحداثها في بداية خمسينات القرن الماضي.

المطارات المدنية
وفي سوريا عدة مطارات مدنية أهمها مطارات “دمشق، اللاذقية، حلب، القامشلي”، ومنذ بداية عام 2013 توقفت حركة الطيران المدني في مطارات “دمشق، القامشلي، اللاذقية” بشكل جزئي، فيما توقفت في مطار حلب بشكل كلي نتيجة انقطاع الطرق نحو المطار والعقوبات الاقتصادية على النظام السوري وأركانه.

ولم يتعرض مطاري اللاذقية والقامشلي لأية أضرار مادية نتيجة المعارك أو الحروب، فيما تلقى مطار دمشق الدولي ومطار حلب الدولي بعض الأضرار المادية نتيجة القصف المتبادل بين النظام السوري وقوات المعارضة، كما أن ذلك لم يمنع تلك المطارات من استقبال الطائرات التي تقل المقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوف الميليشيات الحليفة للنظام وخاصة الإيرانية منها.

ويبدو أن مطار حلب الدولي قد تعرض لأضرار كبيرة وذلك أخّر إعلان النظام عن جاهزية المطار لاستقبال الطيران المدني، إلا أن مصادر لـ”موقع الحل” أكدت أن الميليشيات الإيرانية المسيطرة في محيط المطار كانت تمنع النظام من استخدامه إلى أن تم الاتفاق وحل المشكلة العالقة بين الطرفين.

وأرسل النظام مؤخرا كامل وزراء حكومته بطيارة مدنية من دمشق إلى مطار حلب الدولي، وكانت أول طائرة مدنية تهبط في المطار منذ سنوات، إلا أن مواقع حجز تذاكر الطيران في سوريا لم تظهر حتى مساء الخميس الثامن من الشهر الجاري وجود أي رحلات جوية من حلب أو إلى حلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.