عودة النازحين لبيت جن.. واقع خدمي أفضل رغم القلق مخلفات الحرب

عودة النازحين لبيت جن.. واقع خدمي أفضل رغم القلق مخلفات الحرب

سليمان مطر – ريف دمشق

شهدت مناطق المصالحات في #ريف_دمشق عودة آلاف المدنيين إليها بعد استقرار الأوضاع العامة فيها، وتعهدات لجان المصالحة للمدنيين بحفظ أمنهم وتحسين واقعهم المعيشي من خلال رفد هذه المناطق بخدمات شاملة في وقت قريب.
وسعت قوات النظام عبر لجان المصالحة في هذه المناطق إلى طمأنة المدنيين النازحين داخل سوريا واللاجئين خارجها بأنّ الأوضاع ستكون على أفضل حال، خصوصاً الأوضاع الأمنية، حيث كانت التعهدات الأساسية بعدم التعرض لمن يعود إلى منطقته بعد سيطرة النظام عليها بعد المصالحات.

الناشط أمير الجناوي ذكر لموقع الحل أنّ قرية #بيت_جن في #جبل_الشيخ بريف #دمشق من أهم المناطق التي تمت فيها مصالحة مع النظام، وشهدت اختلافاً كبيراً على كافة الأصعدة بدءاً بالأمني إلى المعيشي والاجتماعي، وعادت إليها نسبة كبيرة من سكانها الذين تم تهجيرهم خلال السنوات الماضية إلى مناطق أخرى في #ريف_دمشق ومخيمات اللجوء في #لبنان.

وأضاف الجناوي أنّ أكثر من 3000 مدني (نصف السكان) عادوا بعد اتفاق المصالحة إلى بيت جن، حيث كان القسم الأكبر منهم من اللاجئين في لبنان، وواجهوا مضايقات كبيرة دفعتهم للتواصل مع لجان المصالحة لطلب الإذن والتنسيق بما يخص عودتهم، حيث لم يجدوا أي اعتراض من النظام، ولكن كانت عودتهم مقرونة بشرط التسوية مع الأفرع الأمنية وتسجيل أسماءهم لديها، علماً أنّ سكان المنطقة خلال سيطرة المعارضة كان أقل من 500 شخص، كونها كانت تتعرض لقصف مستمر من قوات النظام أثناء حملتها على المعارضة.

وتابع المصدر قوله بأنّ حكومة النظام ساهمت في ترغيب المدنيين بالعودة، حيث قامت بإصلاحات خدمية أساسية، وقدمت تسهيلات للمزارعين في المنطقة ليعودوا إلى حقولهم، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في عودة مئات المدنيين إلى منازلهم وتسجيل آخرين أسماءهم ضمن قوائم جديدة للعودة في وقت لاحق.
في حين ذكرت سعاد الأحمد (نازحة من بيت جن في ريف دمشق) أنّ عددا لا بأس به من المهجرين منها لا يزالون ينتظرون فترة إضافية قبل العودة إلى بلدتهم، خوفاً من السياسة الأمنية للنظام، والتي يقوم من خلالها باعتقال الشباب وتجنيدهم إجبارياً، أو تغييبهم في المعتقلات.

وأكدّت الأحمد أنّ وجود السلاح أيضاً بين المدنيين أو عناصر المعارضة الذين انضموا للنظام عبر المصالحة يعتبر سبباً مباشراً في عدم عودة النازحين إلى البلدة، حيث تدور بين الحين والآخر اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، نتيجة خلافات عائلية أو شخصية بينهم، ما ينتج عنه إصابات بين المدنيين وأضرار مادية، قالت إنّ “الجميع بالغنى عنها”، حسب تعبيرها.
وعلى الرغم من عودته واستقراره فيها قال عبد الله السيد (مزارع من المنطقة) أنّه لا يجد الراحة الكاملة في ممارسة أعماله، وذلك بسبب القلق الدائم من وجود مخلّفات الحرب في المزارع، التي كانت أهم نقاط المواجهات بين المعارضة وقوات النظام، وشهدت استخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها العنقودية (ذات التأثير طويل الأمد)، الأمر الذي يشكّل خطراً دائماً على جميع سكان المنطقة، خصوصاً الأطفال والنساء منهم.
كما أشار السيد إلى أنّ محاصيلهم الزراعية غير مؤمنة وأتعابهم “تضيع سدىً” في كثيرٍ من الأحيان، كون قوات النظام لم تؤمن المنطقة كما يجب من اللصوص، الذين يستغلون انعدام الرقابة ويسرقون المحاصيل.

وعلى الرغم من وجود بعض المستاءين من العودة إلى مناطقهم بسبب ممارسات قوات النظام والأوضاع غير المستقرة فيها، إلّا أنّ قسماً من العائدين وجد فرصة في الحصول على النفوذ وسهولة التنقل عبر الانضمام إلى قوات النظام، حيث تطوّع عشرات الشبان مع النظام بعد عودتهم من رحلتي النزوح واللجوء، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.