ما الذي يميز مدينة سقبا عن غيرها من مدن الغوطة الشرقية؟

ما الذي يميز مدينة سقبا عن غيرها من مدن الغوطة الشرقية؟

ورد مارديني

تلقى مدينة سقبا في #الغوطة_الشرقية بريف دمشق، اهتماماً استثنائياً حالياً من قبل النظام السوري بعد سيطرته عليها، في شهر نيسان الفائت، حيث يعمل على إعادة إعمارها، وترميم شوارعها الرئيسية، وأحيائها.

المهندس ناجي محمد، من مدينة سقبا، قال لموقع الحل إن النظام السوري “حاول منذ بداية الحرك الثوري في سقبا الحد من المظاهرات، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وكان مصيرها فيما بعد يشبه مصير بقية مدن الغوطة، إلا أن اهتمام النظام بمدينة سقبا بعد سيطرته عليها كان واضحاً، فهي معروفة بموقعها الاستراتيجي، الذي يصلها بخمسة مدن في الغوطة، هي كفربطنا، جسرين، حزة، حمورية، والإفتريس، كما أنها المدينة الوحيدة التي تضم محولة كهرباء في القطاع الأوسط من الغوطة، فضلاً عن أنها تحوي مقسماً للاتصالات الأرضية”.

وأضاف محمد أن “سكان الغوطة حافظوا خلال سنوات الحصار الستة على محولة الكهرباء، والمقسم، وعملوا على حمايتهما من السرقة، كما قاموا بتشغيل المقسم بوساطة ألواح الطاقة الشمسية، واستمر عمله حوالي ثمانية أشهر”.

من جهته قال النجار حسن عبيد، من مدينة سقبا، لموقع الحل إن “المدينة كانت تشتهر قبل الثورة بكونها مدينة للمفروشات، حيث تميزت المدينة بدخولها كتاب غينيس للأرقام القياسية باحتوائها على أكبر تجمع لصالات المفروشات في العالم”.

وأردف عبيد إن “قوات النظام اقتحمت مدينة سقبا في مطلع عام 2012، وعفشت كل معارض المفروشات، وورشات النجارة، وبقيت مستقرة في المنطقة حوالي سبعة أشهر، وبعد خروج النظام منها، بدأ سيناريو القصف اليومي، والحصار، ما أدى لتراجع المدينة، وانهيارها تجارياً، واقتصادياً”، مشيراً إلى أن “سنوات الحصار حولت مدينة سقبا من مدينة للمفروشات إلى مدينة خاوية تضم عدة محال لبيع المواد الغذائية، وأخرى لبيع المحروقات المصنوعة من البلاستيك، وبعض محلات الألبسة المستعملة”.
فيما يؤكد أيهم خميس من سكان المدينة “سوق المفروشات ينتعش في المدينة شيئاً فشيئاً، لكنه يحتاج لسنوات كي يعود لسابق عهده، خاصة بعد الحصار الذي سبب انتشاراً كبيراً للفقر بين سكانها، فضلاً عن ارتفاع الأسعار حالياً، مما لا يتناسب مع الوضع المادي لأغلب المدنيين في سقبا”.

ويضيف خميس إن “مدينة سقبا حظيت بالاهتمام الأكبر من قبل النظام، بالنسبة لعمليات إعادة الإعمار، وترميم المنازل، وتشغيل الأفران، وعودة الكهرباء للعديد من أحيائها، والسبب في ذلك هو الأوامر التي يصدرها رئيس الوزراء، عماد خميس، المنحدر من مدينة سقبا، للمؤسسات الخدمية، والتنظيمية”.

وأضاف خميس إن “لجنة المصالحة في مدينة سقبا كانت على تواصل غير مباشر مع رئيس الوزراء السوري، ووعدهم بأن سقبا ستعود أجمل من السابق، ولن يتعرض أحد من قوات النظام لشبابها، مما أثر على قرار العديد من سكانها، وبالفعل حظيت سقبا بالاهتمام الأكبر من قبل النظام، لكنها أصبحت شبه خالية من الشبان، بعد اعتقالهم، واقتيادهم للالتحاق بالخدمة العسكرية أو الاحتياطية”.

ويقدر عدد سكان مدينة سقبا في الغوطة الشرقية قبل عام 2011 بحوالي 36000 نسمة، بينما يقدر عددهم خلال سنوات الحصار حوالي 8000 نسمة، وتقلص عددهم بعد تهجير العديد منهم إلى الشمال السوري ليصبح حوالي 5000 نسمة عقب سيطرة النظام عليها، وما زال العديد من سكانها خارجها، ينتظرون عودة الحياة الطبيعية إليها، وإزالة حواجز النظام منها، كي يعودوا إلى منازلهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.