فرانس سوار: تدفّق الأردنيين إلى سوريا.. تجذبهم الأسعار الرخيصة و”سحر دمشق”

فرانس سوار: تدفّق الأردنيين إلى سوريا.. تجذبهم الأسعار الرخيصة و”سحر دمشق”

نشرت صحيفة فرانس سوار يوم أمس تقريراً عن تدفّق أعداد كبيرة من الأردنيين إلى سوريا بعد إعادة فتح معبر نصيب الحدودي. فبعد أن تمت إعادة فتح هذا المعبر في منتصف شهر تشرين الأول الماضي، بات الأردنيون يأتون وبكثرة للحصول على الإمدادات من سوريا، ذلك البلد الذي لم يتعاف بعد من ويلات الحرب ومخلفاتها، ليشترون بذلك الخضار والفواكه وكذلك السجائر بأسعار أقل بكثير من بلدهم. وها هو بهاء المصري يعود إلى حياته السابقة بعد أن حارب في صفوف المعارضة المسلحة في جنوب سوريا، فتراه على الحدود الأردنية يبيع الحلويات الشرقية والبسكويت المطعّم بالسمسم للأردنيين الذين يتدفقون يومياً للتسوق وشراء الحاجيات.

ويبين التقرير بأنه وبعد ثلاث سنوات من إغلاقه، استطاعت قوات النظام السوري استعادة معبر نصيب (والذي يسمى معبر جابر من الجهة الأردنية) في شهر حزيران الماضي بعد حملةٍ عسكرية تلاها اتفاق استسلام “مصالحة” سمح للمعارضة المسلحة بإلقاء سلاحها وإخلاء المنطقة أو نقلها إلى آخر معاقل المعارضة في البلاد. وكان بهاء المصري أحد أولئك الذين فضّلوا البقاء وتسوية وضعهم مع السلطات. وبالقرب من منطقة الاستراحة القريبة من المعبر الحدودي، يجلس بهاء وهو يحصي ما تبقى من قطع الحلويات في سلة بلاستيكية موجودة في الجزء الخلفي من دراجته النارية. ويقول: “أنا آتي إلى هذه النقطة الحدودية كل يوم منذ أسبوعين لأبيع الحلويات للأردنيين الذين يأتون لشرائها من هنا لأنها أرخص”. حيث يبين بهاء بأنه يبيع ما بين سبعة وعشرين وثلاثين علبة يومياً بقيمة أربع دولارات للعلبة الواحدة. فـ لحوالي ست سنوات وهو يكسب عيشه بالقتال إلى جانب المعارضة المسلحة في مواجهة قوات النظام السوري في ريف درعا، أما اليوم فهو ينتظر بقلق أن يتم استدعائه للخدمة العسكرية الإلزامية. ويضيف بهاء: “لقد حملت السلاح لكي أحصل على لقمة العيش”.

ويشير التقرير إلى أن منطقة المعبر الحدودي تلك تعجّ بالصناديق المليئة بالخضروات والبرتقال والرمان ولكن أيضاً بعلب السجائر. وإن كانت البنية التحتية لمعبر نصيب لم تنج من ويلات الحرب ولا تزال عمليات إزالة الركام متواصلة، فإن السلطات السورية قد قامت بتركيب غرف مسبقة الصنع لضمان تشغيل المعبر الحدودي. ويقف مفلح الحوراني في طابور مكتظ بعشرات الأشخاص ينتظر دوره للعبور إلى دمشق والعودة بعائلة أردنية قضت عدة أيام من العطلة في العاصمة السورية. فهذه الرحلات باتت يومية لهذا السائق الخمسيني الذي اعتاد منذ إعادة فتح معبر نصيب على نقل السيّاح أو القيام بالتسوق وشراء المستلزمات من سوريا. حيث يقول الحوراني: “أحمل معي من سوريا الفواكه والخضروات وخاصة البطاطا والبصل والثوم وكذلك ملابس الأطفال. كما أنني أقوم بتزويد سيارتي بالوقود من سوريا! ففي سوريا التي لا تزال تعاني من ويلات الحرب سعر ليتر البنزين أقل من نصف ما هو عليه في الأردن”. وفي طوابير لا نهاية لها، تنتظر الشاحنات المبرّدة (البرادات) دورها أيضاً لدخول سوريا، إلى جانب السيارات المليئة أحياناً بالحقائب والأغطية والبطانيات، حيث يتكدّس فيها اللاجئون السوريون في الأردن والذين قرروا العودة إلى ديارهم.

ويبين التقرير بأنه ووفقاً للعديد من الخبراء، فإن إعادة فتح معبر نصيب الحدودي سوف يسمح لسوريا بتطبيع التبادلات الاقتصادية مع جيرانها كونها محور للتجارة الإقليمية. وسوف تكون دمشق قادرة على تصدير المنتجات الزراعية وغيرها من السلع بسهولة وبتكلفة زهيدة خاصة إلى دول الخليج. فمنذ منتصف شهر تشرين الأول الماضي، تم تسجيل أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف حالة دخول عن طريق معبر نصيب في مقابل تسعة وعشرين ألف حالة خروج، وذلك وفقاً للأرقام الرسمية السورية. حيث يؤكد العقيد مازن غندور، مدير معبر نصيب، لوكالة فرانس برس بأن الإدخالات تتزايد يومياً، مبيناً بأن الغالبية العظمى من الداخلين للأراضي السورية هم من الأردنيين. فأغلبهم يأتي من أجل شراء الحاجيات أو من أجل السياحة في دمشق، إنهم يحبون دمشق كثيراً. وهذا كان حال محمد السايس الذي ينتظر في الطابور وجواز سفره في يده. وهو أردني ينحدر من مدينة صغيرة قريبة من الحدود السورية. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها دمشق منذ إعادة فتح معبر نصيب. حيث يقول هذا الشاب الأردني ذو الخامسة والعشرين ربيعاً: “قبل الحرب في سوريا كنّا نأتي إلى هنا كل يوم، وأحياناً كنا نأتي فقط لتناول الفطور”. أما اليوم فهو يعود من اجل السياحة وقضاء سهرات جميلة وأكل وجبات لذيذة بأسعار رخيصة جداً مقارنةً بما هو عليه الحال في الأردن. وينهي السايس حديثه بالقول: ” عندما تم إعادة فتح الحدود من جديد، كانت وكأن الجنة قد فتحت أبوابها لنا جميعاً “.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.