المنظمات “الإنسانية” في مناطق النظام.. “فروع أمنية”

المنظمات “الإنسانية” في مناطق النظام.. “فروع أمنية”

جلال بكور

تختلف المنظمات التابعة للنظام والتي تعمل على “مساعدة الناس” في سوريا من حيث الاسم، لكنها تجتمع في طريقة عملها مع السوريين، لتصبح يدا للأفرع الأمنية التابعة للنظام في إذلال ونصب الكمائن للناس.

فمعظم العاملين في منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” إن لم يكونوا “شبيحة” للنظام فهم موالين له وتابعين له إلى حد “التشبيح”، وذاك وفق ما قاله مصدر من لجنة التفاوض مع النظام عن حي الوعر في حمص لموقع “الحل السوري”، مؤكدا على أن النظام قام باستبدال كل أعضاء فرع الهلال الأحمر في الحي بموالين “صرف” له.

وكذلك فعل النظام في عموم فروع الهلال الأحمر في كافة المحافظات السورية الخاضعة لسيطرته حيث استبدل كافة المتطوعين أو الموظفين من رئيس المنظمة وحتى أصغر متطوع، أما المحافظات التي لم تخضع لسيطرته قام بقصف فروعها ودمرها كما فعل في ريف إدلب.

وأوضح المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، أن “الهلال الأحمر” في ظل الحصار كان ما يزال يعمل داخل حي الوعر، والمعارضة لم تتعرض لعناصره بسوء، وكان الفرع يضم بعض المتطوعين ممكن يشك في ولائهم للنظام، لكن اليوم لايضم أي أحد يشك في ولائه وما زال في حي الوعر يعمل بذات الطريقة التي تعمل بها بقية المنظمات التابعة للنظام.

الهلال والبستان
ولا تختلف طبيعة عمل الهلال الأحمر الذي تربطه علاقة بالأمم المتحدة التي تبحث دائما عن وسيط محلي معتمد تقوم من خلاله بإيصال المساعدات، عن “جمعية البستان” التي يديرها “رامي مخلوف” و”أسماء الأسد”، والتي بدورها هي أيضا بسبب ترخيصها الرسمي من النظام تتلقى مساعدات مالية من الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من “جمعية البستان” لا تحمل اسم منظمة إنما جمعية إلا أنها أشبه بالمنظمة ولديها فروع منتشرة في معظم المحافظات السورية القابعة تحت سيطرة النظام، وفاق عملها عمل الهلال الأحمر بكثير، وتلك الجمعية لم تظهر إلى العلن إلا بعد الـ 2011 على الرغم من أن تأسيسها تم في عام 1999 أي قبل وصول بشار الأسد إلى حكم سوريا بعام واحد.

تصريف بضاعة التجار
وكافة المنظمات والجمعيات “الخيرية” وعلى رأسها الهلال والبستان تقوم بالحصول على المساعدات والمواد الغذائية المراد توزيعها على الناس بعد شرائها من شركات تعود ملكيتها لرجال أعمال تابعين للنظام وذلك بعد تلقي الأموال من الجهات الداعمة على رأسها الأمم المتحدة، وبالتالي عبر تلك العملية يتم تصريف منتجاتهم بحجة توزيع المساعدات، وغالبا ما تكون تلك المنتجات من الحبوب والأرز والخضار واللحوم المعلبة المخزنة التي شارفت على الفساد.

ويقوم الهلال الأحمر وجمعية البستان تحديدا بتوزيع المواد الغذائية عن طريق فروع وشعب حزب البعث حيث يتولى مهمة الإشراف على التوزيع ما يطلق عليه تسمية “أمين الفرقة الحزبية” حيث يتواجد في كل حي ويقوم بتسجيل الأسماء وإرسالها إلى فروع الأمن، ويتعاون “أمين الفرقة الحزبية” مع ضباط فروع الأمن في مسألة سرقة تلك المساعدات وبيعها في السوق مجددا.

وأكدت مصادر لـ”موقع الحل” أن جمعية البستان بات عملها يفوق أي عمل منظمة أخرى فقد جنحت الأخيرة إلى استغلال الوضع الاقتصادي المتدني للناس من أجل تجنيد الشباب ضمن ميليشيات النظام، وقامت مؤخرا بالإعلان عن منح مالية لكل طالب جامعي يرغب بالحصول على مساعدة وحددت المبلغ بخمسة آلاف ليرة سورية في كل شهر، كما قامت بتوزيع 40 لترا من مادة المازوت لكل عازب و60 لترا لكل متزوج في العديد من المناطق جنوب سوريا التي خضعت للنظام في الصيف الماضي.

ولا تقدم تلك الجمعية وغيرها من الجمعيات المساعدات إلا إذا كان النظام قد بسط سيطرته بالكامل على المنطقة، باستثناء الهلال الأحمر الذي يمكن أن يسمح له النظام بوساطة دولية على أن تكون المساعدات المقدمة مشتراة من تجار النظام وخالية من الأدوات الطبية، كما تقوم الجمعيات بتوزيع المساعدات على مراكز الإيواء الواقعة في مناطق النظام بطريقة تذل الناس.

وعمل المنظمات والجمعيات يبقى دائما مرتبط بالفروع الأمنية وبفروع حزب البعث، ولا يمكنها توزيع أي مساعدات قبل الحصول على الموافقات الأمنية والموافقة الأمنية تصل لـ”أمين الفرقة الحزبية”.

وفي الغوطة الشرقية أكدت عدة مصادر على أنه عند ذهاب المواطن إلى مركز توزيع المساعدات في دوما أو عربين يتعرض إلى استجواب من قبل عناصر النظام المشرفين على التوزيع، يجبرونه على الدعاء والهتاف لـ”بشار الأسد”، كما يسألون عن أولاده الغائبين إذا كان كبيرا في السن ويسألون المرأة عن زوجها أو شقيقها.

فخ للفلسطينيين
أما منظمة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فلم يختلف عملها عن السابق، وحتى اليوم لم يسمح النظام للفلسطينيين النازحين من مخيم اليرموك بالعودة إلى منازلهم على الرغم من إصداره قرارا يسمح لهم بالعودة، ويبدو أن النظام ربط عودهم بإشراف “الأونروا” على إعادة إعمار مادمره في حي مخيم اليرموك.

وبحسب ما أفادت به مصادر لموقع “الحل السوري” تشرف على مقرات “الأونروا” في أطراف مخيم اليرموك مجموعات مسلحة تابعة لفرع فلسطين، وميليشيا “الجبهة الشعبية – القيادة العامة”، وتتم عمليات توزيع الإعانات المالية والغذائية وإجراء الفحوصات الطبية تحت إشراف تلك المجموعات التي تتستر عن طريق ارتداء البزة الزرقاء التي تحمل شعار المنظمة.

وتسببت “الأونروا” وفق مصادر في اعتقال العديد من الشباب الفلسطيني وسوقهم إلى التجنيد الإجباري، حيث يقوم عناصر فرع فلسطين و”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” بانتظار الشباب عند نقطة توزيع المساعدات لاعتقالهم. حيث تقوم الأونروا بإبلاغ اللاجئين الفلسطينيين في دمشق عن طريق الرسائل النصية بموعد ومكان توزيع المساعدات وذلك بعلم النظام والجبهة الشعبية حيث يتم نصب الكمين للشباب في مكان التوزيع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.