كمين فاعتقال فتعذيب .. شهادات صحفيين خرجوا من معتقلات فصائل معارضة

كمين فاعتقال فتعذيب .. شهادات صحفيين خرجوا من معتقلات فصائل معارضة

ورد مارديني

يمارس إعلاميون من الغوطة الشرقية عملهم الإعلامي بحذر، بعد تهجيرهم قسراً من مناطقهم، ووصولهم إلى الشمال السوري، حيث تتعدد الفصائل التي يمكن أن تتحكم بنشاطهم كصحفيين ومصورين، فلا يحق لهم ممارسة عملهم إلا بعد الحصول على تصريح بذلك، في ظل تزاحم المآسي، والقصص الواقعة على الأرض، والمتسارعة التي تتطلب النقل.

بلال سريول، ناشط إعلامي مهجر قسرياً من مدينة دوما في الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، برز اسمه في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد تعرضه لأنواع من التعذيب الجسدي والنفسي على يد فصيل معارض في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.

صديقه المقرب، عمر الدوماني، قال لموقع الحل، إن “مجموعة تابعة لفصيل السلطان مراد اعتقلت الناشط بلال خلال قيامه بعمله الإعلامي كمصور، وتم اعتقاله، مما أثار موجة من الغضب الشعبي لاعتقاله دون سبب واضح”.

وأضاف الدوماني أن “أهل الناشط الإعلامي بلال طالبوا بمعرفة مصيره، وتلقوا العديد من الوعود، حتى أُفرج عنه بعد ثلاثة أيام، لكن فرحة خروجه لم تكتمل، بعد أن كشف عن جسده، وظهرت عليه آثار التعذيب التي تشبه تعذيب النظام للمعتقلين في سجونه”، مشيراً إلى أن “العديد من الناشطين داخل وخارج سوريا تفاعلوا مع صور بلال بعد نشرها، فهي انتهاك من فصيل معارض بحقه وبحق عمله الإعلامي، وإذا صمتنا ستنسى قضيته، ونتعرض كإعلاميين لانتهاكات جديدة من قبل الفصائل المعارضة”، مؤكداً أنها “ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ناشط إعلامي للاعتقال والتعذيب من قبل فصيل معارض، بعد تهجيرنا قسرياً إلى الشمال السوري”.

انتهاك آخر تعرض له الناشط الإعلامي ليث العبد لله في الثالث عشر من شهر تموز الفائت، بعد تهجيره من الغوطة، ووصوله إلى الشمال السوري، من الفصيل نفسه (السلطان مراد)، وفي نفس المنطقة (مدينة عفرين)، وأوضح العبد الله تفاصيل اعتقاله لموقع الحل “تعرضت للخطف من قبل فرقة السلطان مراد، وخلال حضوري لاجتماع كي أحصل على موافقه تصوير في المدينة، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من البناء الذي كنت فيه مباشرة، وكوني صحفي قمت بتوثيق الحدث، ثم نقلته على الهواء مباشرةً عبر الفيسبوك”، مضيفاً “بعد عدة أسابيع تم نصب كمين لي، وخطفي ليلاً عند الساعة ١٠ مساءً، وتم تغيبي في السجون لمدة ٢٢ يوم، تلقيتُ فيها أشد أنواع التعذيب”.
وأكد العبد لله “بقيت 9 أيام متتالية، مقيد اليدين إلى الخلف، ومربوط القدمين، ومغطى العينين، وبعد الإفراج عني، أوصاني أحدهم بعدم التحدث للإعلام عما تعرضت له عندهم، وإن سألوني فأجاوبهم بأني كنت عند المخابرات التركية”.

من جانبه قال مدير رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية، أبو اليسر براء، إن “أكثر الانتهاكات التي يتعرض لها إعلاميو الغوطة الشرقية، تقيد حرية العمل الإعلامي في مناطق الشمال عموماً، ودرع الفرات على وجه الخصوص، والرابطة ضد أي انتهاك سواء كان تقييد حرية العمل، أو الاعتداء على الإعلاميين، وهذا ضمن مبادئ عملنا”.

ولفت براء إلى أن “أعضاء رابطة الإعلاميين بعد تهجيرهم، حاولوا فوراً معرفة الوضع الجديد في الشمال، وتم التواصل مع أغلب المؤسسات العاملة في المنطقة، سواء كانت عسكرية أو مدنية حتى نستطيع أن نغطي العمل الإعلامي بشكل قانوني، وبحسب قانون كل منطقة بحد ذاتها، وكان هناك تجاوب كبير من قبل المؤسسات والفصائل”.

وأردف براء “نحن كرابطة إعلاميين لسنا بصدد العداء مع أحد على الإطلاق، وعند اعتقال الناشط بلال تواصنا فوراً مع الفصيل التي تأكدنا من وجوده عنده، وتحديداً مع أبو الليث الذي نفى وجود بلال عنده، وفيما بعد ادعى أبو الليث أن الناشط بلال موجود عند الأتراك، وفي تسجيل أخر أكد أن بلال سوف يخرج في أسرع وقت”، مشيراً إلى أنه “بعد هذا التلاعب بالوضع وخلال ثلاثة أيام، وبعد إصدار بيان رابطة الإعلاميين، وتدخل قيادة السلطان مراد بالتنسيق مع شقيق بلال تم اخرج بلال من المعتقل”، محملاً مسؤولية محاسبة الفاعلين لأعلى رأس في هذا الفصيل ولبعض المؤسسات منها الشرطة العسكرية.

ووثقت رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية حادثتي اعتقال وانتهاك بحق إعلاميين اثنين فقط من الغوطة الشرقية بعد وصولهم إلى الشمال السوري، وهما بلال سريول وليث العبدلله.

وخلال شهر تشرين الأول 2018، تم توثيق 6 انتهاكات ضد صحفيين في سوريا، وبذلك يكون شهر تشرين الأول قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الانتهاكات الموثقة مقارنة بشهر أيلول الماضي والذي وثق فيه انتهاكان فقط، بحسب المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.