ما هو مستقبل جيش الإسلام في ظل التغيرات الجغرافية والعسكريّة التي عصفت بصفوفه

ما هو مستقبل جيش الإسلام في ظل التغيرات الجغرافية والعسكريّة التي عصفت بصفوفه

فتحي سليمان – موقع الحل

لا شك أن المراحل التي مر بها جيش الإسلام وهو “أحد أبرز فصائل المعارضة في سوريا” خلال السنوات الأخيرة بدءا من الاقتتال الداخلي في غوطة دمشق وانتهاءً بتهجير الجيش إلى الشمال السوري وخسارته لمعقله في دمشق، والذي يعتبر أيضاً أحد أبرز معاقل المعارضة المسلّحة في الجنوب السوري، أضعفت من قوته وشتت صفوفه.

العديد من فصائل المعارضة وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى الشمال السوري ليس آخرها فصيل جيش الإسلام، وصلت مجموعات الفصائل بعتادها العسكري (الخفيف)، ذلك بعد الخسارات العسكريّة لتلك الفصائل على امتداد الأراضي السوريّة ما يطرح التساؤلات حول مستقبل هذه الفصائل على الصعيدين العسكري والسياسي خلال المرحلة المقبلة.

ومع وصول مجموعات جيش الإسلام إلى الشمال السوري في مناطق النفوذ التركي بريف حلب الشمالي الشرقي، وجد جيش الإسلام بداية صعوبة في إنشاء نفوذ له تزامن مع تضييق فصائل الجيش الحر التي تعمل تحت الجناح التركي.

يقول الناشط السياسي سامي العيسى في حديث لموقع الحل إن خيارات جيش الإسلام مع وصوله للشمال السوري باتت محدودة لا سيما وأن ممولي الجيش وجهات ارتباطه السابقة، على علاقة غير وديّة مع الجهات الراعية لقوّات النفوذ في منطقة درع الفرات “نقصد هنا الصراع السعودي التركي على مناطق النفوذ في مختلف الأراضي السورية”.

ويري العيسى أن على جيش الإسلام أن يختار بين علاقاته الخارجيّة السابقة وبين توطيد العلاقة مع القوى الفاعلة في المنطقة التي وصل إليها، لا سيما وأن مجموعاته بدأت فعلاً بشراء أراضي واتخاذ مقرات لها في مدن جرابلس والباب وعفرين، وهو الأمر الذي لن تسمح تركيا باستمراره إذا ما كانت راضية عن سياسة ونهج الجيش في المنطقة.

ويضيف العيسى بأن تركيا ربما لن تسمح لجيش الإسلام بالحفاظ على هيكليته التنظيمية وهو أمر سهل بالنسبة لديها مع سيطرتها وتحكمها بمنطقة درع الفرات وبالتالي لا تستطيع أي قوة عسكريّة الحصول على تمويل من الخارج إلا عن طريقها أو برضاها على أقل تقدير، أو ربما تفكر أنقرة في خرطه بأحد الفصائل الكبرى في الجيش الحر أو الجيش الوطني التي أنهت بلورته خلال الأشهر القليلة الماضية، وضمت ابرز فصائل درع الفرات.

بيد أن قيادات جيش الإسلام لا تزال تراوغ في الشمال للحفاظ على اسم الجيش وهيكليته التنظيمية لتبداً بشراء بعض الأراضي وبناء المعسكرات لعناصرها، تزامن ذلك مع اجتماعات مستمرة مع قادة فصائل الجيش الحر في درع الفرات حيث تكررت صور قادة جيش الإسلام، خلال الفترة الماضية، في اجتماعات مع قادة فصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي، وضمن زيارات إلى مراكز الشرطة العسكرية التي تمسك بالأمور الأمنية في الريف الشمالي لحلب.

وبرأي قيادي سابق في جيش الإسلام (فضّل عدم الكشف عن هويّته) فإنه لا يتوقع من جيش الإسلام أن يكون ملفه العسكري حاضراً في الوقت الراهن أو المرحلة الجديدة، إلا على نطاق محدود وضيّق وذلك بالنظر إلى الوضع العسكري أصلاً في المنطقة التي وصل إليها.

ويضيف القيادي في حديث لموقع الحل إن ما يهم قيادة الجيش حالياً هو إيجاد مساحة أو هامش لها في المنطقة للحفاظ على ثقل الجيش واسمه على الصعيدين العسكري والسياسي كما الحفاظ على كتلته الاجتماعية بالرغم من فقدان الجيش لجزء كبير من شعبيته، ذلك بصرف النظر عن قدراته وقوّته العسكري بالرغم من أنه ما يزال يمتلك الخبرات العسكريّة لذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.