خالد أمين – الرقة

بعد تعرض والدته لأزمة قلبية سارع أحمد (من سكان الرقة) لإيصالها إلى المشفى علّه يسعف أمه الستينية التي تتألم أمامه يقول أحمد قائلا : “لقد حملت والدتي مستعجلا إلى مركز أطباء بلا حدود والذي يقع في (حي المشلب) في الجهة الشرقية للمدينة، وفور وصولي أرشدوني إلى غرفة من المفترض أن تكون غرفة للإسعاف، وسرعان ما ترى في ملامحهم الاستياء من قدوم المرضى، ثم أجروا لها تخطيطاً للقلب، وطلب أحد الممرضين من زميله الأكثر خبرة أن يقرأ التخطيط. صدمت عندما قال (ذو الخبرة) أبعده من أمامي فمزاجي قد تعكر بسبب فلان، أي زميل له في المركز”.

ليس هناك طبيب مناوب وفق أحمد، ولا يوجد سوى عدة ممرضين أغلبهم لا يرقى إلى مستوى الجيد، “قررت عدم البقاء في هذا المكان وأخذت أمي مسرعاً إلى مشفى الطب الحديث”.

من المعلوم أن مشفى الطب الحديث قد نال نصيبه من الحرب فقد تهدم جزء منه وكذلك سُرق مابداخله، إلا أنّ جهود الأطباء والمستثمرين من أبناء المحافظة أعادوه للخدمة مجدداً .

يتحدث إسماعيل والذي أودع والده المسن في غرفة العناية المركزة في المشفى نفسه “تعرض والدي لأزمة قلبية وهو يعاني من إرتفاع الضغط والسكر أيضاً، وغرف العناية المركزة في المشفى مجهزة تجهيزاً جيداً بالنسبة لما عانته المحافظة، كذلك هناك العديد من الأطباء الذين عادوا إلى المدينة لكي يقدموا ما لديهم لأبناء المحافظة”.

تعاني الرقة بقطاعها الصحي من نقص كبير في المستلزمات الطبية والأدوية التي أصبحت أسعارها تزداد يوماً بعد يوم، كل هذا في ظل الفقر الذي يجتاح المحافظة ويزداد يوماً بعد يوم .

توجد في الرقة حالياً عدّة مستشفيات تعتبر قطّاعاً خاصاً (الطب الحديث – الفرات – المشهداني – دار الشفاء) وذلك بعد خروجها عن العمل ثمّ إعادة تأهيلها لتستقبل المرضى، بالإضافة إلى مركز أطباء بلا حدود والذي غادره الأطباء الأجانب ويتواجد فيه عدد محدود من الأطباء المحليين وباختصاصات محدودة، وهو مشروع بدعم هولندي، يستمر حالياً بعد إغلاق مراكز منظمة أطباء بلا حدود في عين عيسى وعين العرب والطبقة، اعتباراً من نهاية الشهر الحالي.

مراكز طبية أخرى توجد في المنطقة مثل مركز تركيب الأطراف الصناعية لمن سلبتهم الحرب أطرافاً من أجسامهم، وهو مركز مدعوم فرنسياً،  إضافة إلى مركز المعالجة الفيزيائية حي المشلب.

ويوجد في الرقة حالياً مركز سيف الدولة الصحي في شارع سيف الدولة والذي جرت بالقرب منه عدة عمليات من قبل مجهولين استهدفت عناصر الحاجز المجاور إمّا رمياً بالرصاص أو إلقاء قنابل، وهو عبارة عن مركز للقاحات والإشراف على توزيعها  .

المركز الذي من المفترض أنه الأكثر أهمية بالنسبة لسكان المدينة هو المشفى الوطني والذي كان يعدّ الأضخم من حيث البناء والمعدّات سابقاً، مازال خارج العمل بعد استخدامه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية حتّى إلى آخر فترة من حصار الرقة، فقد تلقّى العديد من الضربات من قبل الطيران الحربي، فإلى جانب كونه مشفى كان مخصصاً لعلاج عناصر التنظيم، فهو يحوي شبكة أنفاق كبيرة داخله تمتد إلى جهات مختلفة من المدينة، وحتى الآن لا توجد جهة تستثمر هذا المشروع (إعادة تأهيل المشفى الوطني).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.