في الرقة.. أطفال في الورشات وآخرون يأتون إلى المدارس حاملين هموم أهاليهم

في الرقة.. أطفال في الورشات وآخرون يأتون إلى المدارس حاملين هموم أهاليهم

خالد أمين – الرقة

خسر عبدالله الفرحان ٤٨ عاماً (من سكان #الرقة) أطرافه بلغم مزروع في أحد الأبنية، ما اضطر طفله البالغ من العمر ١١ عاماً عاملاً في ورشة لتصليح السيارات من أجل إعالة الأسرة. “فقدّت أطرافي بلغم زرع بأحد المباني بينما كنت أقوم بالتنظيف طلباً للقمة العيش، وها أنا الآن أعرف بأنّني أسرق طفولة ابني وأحلامه، ولكن هذا هو واقع الحال” يقول الفرحان.

أصبح الطفل أحمد الفرحان مسؤولاً عن عائلة، وهو مصدر رزقهم الوحيد إلى جانب ما يحصلون عليه من مساعدات من أهالي الحي. يقول الطفل “لقد نسيت الدراسة ولا أعرف من القراءة والكتابة إلاّ الشيء القليل، وعملي متعبٌ وشاق ، وصاحب العمل كثيراً ما يقسو علي لكي أتعلم الصنعة، أنا مستعد لتحمل كل شيء من أجل أن أساعد أهلي، مع أنني كنت أحب أن أعود إلى المدرسة لأتابع تعليمي كباقي رفاقي”.

تمثل حالة أحمد والكثيرين من أبناء جيله الذين ينتشرون بين الورشات والشوارع والأبنية بحثاً عن عمل، شاهداً على مدى الضرر الذي لحق بالأطفال جراء الحرب التي خاضتها مدينتهم، وذلك على الرغم من محاولات إنعاش هذه الطفولة المسروقة من حياة أصحابها، والتي تظلّ هشّة وعرضةً للانهيار أمام الواقع الصعب الذي يعيشه الأطفال في المدينة.

عادت المدارس والعديد من المنظمات إلى الرقة محاولةً تكثيف الجهود لانتشال هؤلاء الأطفال من واقعهم القاسي والمرير، ولكن يظل الواقع هو سيد الموقف، وهذا ما تتحدث عنه رقيّة وهي معلّمة في أحد مراكز رعاية الطفولة والتي تعمل على التأهيل النفسي للأطفال قائلة “إنّ الأطفال يأتون إلى المدرسة حاملين معهم هموم أهاليهم ومشاكلهم مع حقائبهم، فالطفل مهما حاولت أن تخرجه من أوجاع الحرب التي عاشها يظلّ رهناً بما نتج عنها وما خلّفته وراءها”.

تتابع رقيّة : “ما الذي يُنسي الطفل أفراد أسرته الذين ماتوا أمام عينيه ؟ كيف له أن ينسى الحرب؟ وهو يرى الدمار على طول الشارع في طريق المرسة، بل أنّ المدرسة نفسها يرى فيها الكثير من آثار الدّمار.. فأنا إلى جانب كوني معلّمة أيضاً أمّ لطفلين فمهما حاولنا أن نخفي ما أصابنا في هذه الحرب وانتشال الأطفال من هذا الواقع تظل محاولاتنا غير مجدية في الوقت الراهن”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.