صحيفة فرنسية تصف الفرقة الأولى المدرّعة في جيش النظام السوري بـ “لواء الموت”

صحيفة فرنسية تصف الفرقة الأولى المدرّعة في جيش النظام السوري بـ “لواء الموت”

نشرت صحيفة فرانس سوار بالأمس تقريراً عن الفرقة الأولى المدرّعة في جيش النظام السوري والتي تسمّى مجازاً “لواء الموت”. حيث تُعتبر هذه الفرقة، التي يتحكم فيها الضباط الروس بشكل مباشر، واحدة من وحدات النخبة في الجيش السوري. وقد لعبت دوراً محورياً في قمع “الثورة السورية”.
فقد تم إنشاء هذه الفرقة قبل حرب تشرين 1973، لذلك فهي واحدة من أوائل الفرق في الجيش السوري. وقد لعبت دوراً رئيسياً خلال حرب تشرين في مرتفعات الجولان بقيادة توفيق الجهني حيث برز لواءه المدرّع 91 في المرحلة الأولى قبل “الكارثة النهائية وسقوط الجولان”. وبالرغم من أنها كانت تتواجد في وادي البقاع في لبنان، إلا أنها منيت بهزيمة خلال العدوان الإسرائيلي عام 1982. فقد كانت مهمّة هذه الفرقة التي تنتمي إلى الفيلق الثاني السيطرة على لبنان. ومع ذلك فقد لعبت هذه الفرقة دوراً سياسياً كبيراً لأنها ساعدت في منع رفعت الأسد من الاستيلاء على السلطة في عام 1984. وبعد هذا الانقلاب الفاشل أعاد حافظ الأسد تنظيم الجيش وخصص كل قسم لقطاع إقليمي محدد وذلك للحد من صلاحيات قادته. وبذلك أصبح إبراهيم صافي رئيساً للفرقة الأولى المدرّعة في التسعينيات.

ويبين التقرير أنه وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام، 2005 أسند للفرقة الأولى المدرّعة مهمة حماية المناطق المحيطة بدمشق اعتباراً من مقرّها في الكسوة. وتضم هذه الفرقة ثلاثة ألوية مدرّعة (76، 91، 153) ولواء آلي (58)، بالإضافة إلى فوج المدفعية (141). وقد كانت دائماً هذه الفرقة ومنذ ولادتها تحت قيادة أحد العلويين. واليوم هي بقيادة زهير الأسد، ابن توفيق الأسد وهو الأخ غير الشقيق لحافظ الأسد. ويعتبر زهير الأسد اليوم أحد أكبر المتورطين بجرائم الحرب في جنوب سوريا وفي محيط دمشق منذ اندلاع “الثورة السورية” عام 2011. كما يعتبر زهير أحد المتورطين بالإضافة إلى سهيل الحسن قائد قوات النمر في شراء النفط من تنظيم داعش! ذلك النفط الذي عاد إلى محطات الوقود التي يمتلكها في اللاذقية والقرداحة في الساحل.
وعند اندلاع “الثورة السورية”، كانت لا تزال ألوية هذه الفرقة في الكسوة. لكن في شهر شباط 2012 وصل اللواء 76، الذي تم تعزيزه من قبل عناصر موالين من التشكيلات الأخرى والمخابرات، إلى محافظة إدلب. حيث مارس هذا اللواء سياسة “الأرض المحروقة” وذلك بارتكاب العديد من الفظائع وإعدام المدنيين تاركاً وراءه على الجدران عبارة “لواء الموت”.

وقد أدت الأعمال الوحشية التي مارسها اللواء 76 في سرمين وسراقب وتفتناز وحزّانو والقرى الأخرى ما بين شهري آذار ونيسان إلى مقتل 95 مدنياً منهم 35 تم إعدامهم على الفور. بينما بقيت الألوية الأخرى بالقرب من دمشق، وهي متورطة في مقتل العديد من المدنيين في دوما في شهر آب 2012, إضافةً إلى تواجدها في حرستا والميدان. وفي عام 2015 كلّفت الفرقة الأولى المدرّعة بقمع “الثورة” في الزبداني بالإضافة إلى الفرقة 13. وفي العاشر من شهر تشرين الأول قام الفوج 45 من هذه الفرقة بشن هجوم على جبل النبي يونس في اللاذقية. كما يوضّح التقرير بأن جزءاً مهماً من الفرقة الأولى المدرّعة قد قاتلت في معركة حلب (حول مدرسة المدفعية) في عام 2016. وفي الوقت الذي بقي قسم من هذه الفرقة في الغوطة الشرقية، تم إرسال جزء منها إلى دير الزور. حيث شاركت هذه الفرقة في عام 2017 في هجوم البادية من خلال لوائها 91.

ويكشف التقرير أن الضباط الروس هم من يديرون على الأرض الفرقة الأولى المدرعة! حيث تُظهر الكثير من الصور ومقاطع الفيديو الضباط الروس وهم يكرّمون ضباطا سوريين في هذه الفرقة ومنهم المقدّم نبهان نوفل مهنا الذي يرأس مركز التدريب في الفرقة. وفي الأول من شهر أيلول 2018 بدأت الفرقة الأولى المدرّعة معاركها على جبهة تلول الصفا تحت قيادة الضباط الروس وبالتعاون مع جيش التحرير الفلسطيني. ويمكن ملاحظة أن الفرقة الأولى المدرعة تعمل، كما هو الحال مع قوات النمر، في مجموعات يصعب تقدير حجمها. فعلى سبيل المثال هناك مجموعة “الشهيد العميد شرف مازن بركات” وكذلك مجموعة “الرائد فادي والرائد رامي” إضافة إلى مجموعة الاستطلاع الخاصة “للرائد أمجد حسن”. كما يوضح التقرير أن تقسيمات فرعية أخرى قد نشأت داخل هذه الفرقة بعد اندلاع “الثورة السورية” عام 2011.
وتنهي صحيفة فرانس سوار تقريرها بالقول بأن الحضور الملحوظ للضباط الروس سواءً في جبهة تلول الصفا وكذلك في مقر الفرقة الأولى المدرعة بالقرب من دمشق، يترك المزيد من الأسئلة دون إجابة حول حقيقة هذه الفرقة والمصير الذي ستؤول إليه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.