محاولة جديدة لـ “تبديل جلده”.. الجولاني يصطدم باليقظاني

محاولة جديدة لـ “تبديل جلده”.. الجولاني يصطدم باليقظاني

جلال بكور

خلاف قديم جديد وشقاق داخل تنظيم “هيئة تحرير الشام” تظهر علاماته على الرغم من رفض الأخير لما يتم تداوله من أنباء عن هذا شقاق في صفوفه والذي قد ينتهي أخيرا بانفصال بقية “المهاجرين” عن التنظيم، كما انفصل عنه سابقا العديد من المهاجرين من “شرعيين” كان أم “قياديين عسكريين”.

وبحسب مصادر فإن الشقاق الأكبر يدور حاليا داخل جسم التنظيم بين تيار “أبو محمد الجولاني” وهو التيار المحلي الذي يريد التماشي مع الاتفاقات الدولية وآخرها “سوتشي” بين أنقرة وموسكو والذي جنب إدلب إلى اليوم كارثة هجوم من النظام وروسيا، وبين التيار الأجنبي عن سوريا والذي يقوده “أبو اليقظان” “الشرعي والعسكري” المصري.

وقالت المصادر لموقع “الحل السوري” إن الصراع الأخير بين الطرفين احتدم حول اتفاق إدلب وهو ما جعل التنظيم يصدر بيانا متضربا حيث لم يعلن موافقته على الاتفاق صراحة ولم يرفضه صراحة، في ظل الضغوطات التي يتعرض لها من قبل الشارع المحلي والحلفاء الداعمين للمعارضة السورية.

وأشارت المصادر إلى أن التيار “اليقظاني” – نسبة لـ”أبي يقظان المصري” يتماشى مع رؤية تنظيم “حراس الدين” الذي أعلن بدوره صراحة عن رفض اتفاق “سوتشي”، وذلك التنظيم يضم في صفوفه التيار المتشدد الذي انشق عن “هيئة تحرير الشام”- يحاول جر الهيئة إلى الدخول في غرفة عمليات واحدة مع “حراس الدين” تحت مسمى “وحرض المؤمنين” لفتح معارك ضد النظام.

وقام “حراس الدين” خلال الأسبوع الماضي بشن هجوم على موقع للنظام أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، فيما شنت كتيبة من “هيئة تحرير الشام” يطلق عليها اسم “العصائب الحمراء” هجوما على موقع آخر في منطقة الترابيع شمال حماة، وقال “هيئة تحرير الشام” لاحقا في بيان له إنه كرم أفراد هذه المجموعة بالتعاون مع “حكومة الإنقاذ” وهي التي تعتبر اليوم الجناح الإداري للتنظيم.

ويقول تنظيم “هيئة تحرير الشام” إن ذلك الهجوم جاء ردا على القصف الذي يقوم به النظام على المدنيين في محيط إدلب.

محاولة تملص
وفي محاولة للتملص من أنباء الخلاف أطلق القيادي العسكري والشرعي المصري المحسوب على “أبي اليقظان” في “هيئة تحرير الشام” “يحيى الفرغلي” تصريحا على وسائل التواصل نفى عبره ما يتم الحديث عنه من انشقاق وخلاف داخل جسم التنظيم، مردفا أن موقف “هيئة تحرير الشام” واضح من اتفاق سوتشي قائلا إنه لا مساومة على “الجهاد” في الشام على حد تعبيره.
وفي حادثة تظهر الترنح داخل “هيئة تحرير الشام” قالت مصادر لموقع “الحل السوري” إن إدارة جامعة إدلب التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” عينت “يحيى الفرغلي” وهو من القادة البارزين في صفوف “جبهة النصرة” قبل تحولها إلى “هيئة تحرير الشام”، كمحاضر في كلية الشريعة الإسلامية التابعة للجامعة في مدينة إدلب، وذلك أثار الطلاب كون هذا الشخص عليه نقاط استفهام كبيرة وهو تابع لفصيل عسكري مسلح.
وقامت الإدارة مباشرة بعد تعيينه كمحاضر لمادة “أصول الفقه” بإصدار قرار فصله، مرجعة السبب وفق المصادر إلى أن الطلاب اعترضوا عليه، لكن المصادر نوهت على أن الهيئة لا تنفذ أي شيء يعترض عليه الطلاب وقد قامت مؤخرا بإغلاق قسم كامل تابع للمعهد التقني الإعلامي في الجامعة، ولم تلتفت لاعتراض الطلاب.

اغتيالات
وفيما لم يشهد تنظيم “هيئة تحرير الشام” انشقاقات في الأونة الأخيرة وخاصة بعدما شهد موجة من الانشقاقات من قبل فصائل محلية أو “مهاجرين”، وعدد من القيادات والشرعيين، إلا أن حوادث الاغتيال ما تزال مستمرة حيث طالت عددا من عناصر وقياديين في الهيئة كان آخرها اغتيال “أبو الليث المصري” وهو قائد عسكري مصري الجنسية، فيما تعرض قياديان آخران أحدهما مصري والآخر سعودي لمحاولة اغتيال.
وتؤكد مصادر أن معظم القياديين الذين تم اغتيالهم مؤخرا هم من الرافضين لاتفاق “سوتشي” الذي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض 20 كلم في محيط محافظة إدلب على امتداد أرياف حلب وحماة واللاذقية، وتلك العمليات دفعت المحرض الأبرز ضد اتفاق “سوتشي” “أبو اليقظان المصري” إلى التواري عن الأنظار.

رفع علم جديد
وبينما يحاول التيار المصري إخفاء الانقسام داخل هيئة تحرير الشام أصدرت “الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري” التابعة لـ” حكومة الإنقاذ” في محافظة إدلب قرارا باستبدال النجوم في علم “الثورة السورية” بعبارة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وكتابة العبارة باللون الأحمر مكان النجوم الثلاث.
ويبدو أن تلك الهيئة تحاول التماشي مع مطالب رفع علم الثورة من قبل السوريين كما تحاول تلافي الصدام مع التيار المتشدد من خلال إضافة عبارة التوحيد بدلا من النجوم الثلاثة.
ومحاولة التغيير أو التمويه لدى الهيئة ليست جديدة حيث قامت في وقت سابق بتغيير اسمها من “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” وأعلنت انفصالها عن القاعدة وذلك أدى إلى انشقاق عدة فصائل عنها على رأسها تنظيم “حراس الدين”، كما قامت لاحقا بتبديل الراية السوداء إلى أخرى بيضاء وخضراء تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”.
وجاءت عمليات التحول تلك تحت الضغوطات المحلية والدولية بعدما باتت “جبهة النصرة” ذريعة للنظام وروسيا في اقتحام وحصار وتدمير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وكانت ذريعة لتهجير النظام لمئات الآلاف من السوريين.

ويبدو أن “هيئة تحرير الشام” اليوم تحاول التبدل والظهور في لباس جديد بالتزامن مع محاولات السيطرة على حياة المدنيين والخدمات في إدلب، إلا أنها تصطدم مع نفسها من خلال التيار المتشدد داخلها، وذلك قد يؤدي أخيرا إلى وقوع صدام مسلح داخل جسم التنظيم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.