رغم وجود اتفاق سوتشي: ما الذي يمنع سكان المناطق “منزوعة السلاح” بحماة من العودة إليها؟

رغم وجود اتفاق سوتشي: ما الذي يمنع سكان المناطق “منزوعة السلاح” بحماة من العودة إليها؟

هاني خليفة – حماة

بعد اتفاق #سوتشي الذي جرى بين الرئيسين التركي والروسي حول مناطق الشمال، قبل أكثر من شهر، وكان من أهم بنوده إنشاء #منطقة_منزوعة_السلاح بين مناطق سيطرة المعارضة والأخرى الخاضعة لسيطرة النظام، عاد الكثير من الأهالي الذين تعتبر مناطقهم ضمن المنطقة منزوعة السلاح أو بالقرب منها في مناطق المعارضة، إلا أن بعض المناطق لم يعد إليها سكانها على الرغم من الاتفاق.

وتعد عدة قرى تابعة لناحية #الزيارة، (الخاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة #سهل_الغاب ريف #حماة الغربي)، من أبرز المناطق التي لم يعد سكانها إليها بعد اتفاق سوتشي، نظراً لوجود الكثير من العوائق والأمور الخدمية والعسكرية التي تمنعهم من العودة، الأمر الذي يزيد من معاناتهم سواءً من يتواجد في #المخيمات أو في مناطق بريف #إدلب.

القصف والدمار أهم أسباب عدم العودة

الناشط الإعلامي أحمد الحسين، أوضح لموقع الحل، أن بلدة الزيارة وقرى #القاهرة و #المنصورة و #خربة_الناقوس و #القرقور والمشيك ودوير الأكراد و #السرمانية والصفصافة، والتي تعد الخط الغربي في ناحية الزيارة، لم يعد إليها السكان على الإطلاق، بسبب القصف الصاروخي والمدفعي المتكرر حتى اليوم من قبل قوات النظام، إضافةً إلى الدمار الذي طال تلك المناطق والذي يقدّر بحوالي 95 في المئة.

الحسين يشير إلى أن الحياة في المناطق المذكورة “مستحيلة، كونه لا يوجد منزل للسكن ولا حتى البنى التحتية التي دمرها قصف النظام على مدار السنوات الماضية والتي ما تزال تتعرض للقصف”. مؤكداً أنها تعد قريبة على مناطق سيطرة قوات النظام، فضلاً عن أن “الفصائل الجهادية تهاجم حواجز قوات النظام في المنطقة من خلالها، ما يجعل المنطقة غير آمنة للسكن أيضاً” وفق المصدر.

ما هو دور المجالس المحلية في المنطقة؟

يبين مصعب الأشقر (عضو #مجلس_محافظة_حماة الحرة ومن أبناء المنطقة)، لموقع الحل، أن المجالس المحلية في قرى الخط الشرقي من ناحية الزيارة، والذي يضم قرى #زيزون و #قسطون والحميدية والدقماق وقليدين والزقوم والعنكاوي والعمقية والمنارة، والتي عاد إليها حوالي 30 ألف نسمة بينهم نازحون من عدة مناطق، تعمل بقدر المستطاع والمتوفّر لديها، إلا أنه لا يوجد دعم حقيقي ومؤسساتي أو مشاريع تعيد للمدنيين الحياة من جديد.

وشدّد الأشقر على أن حوالي 50 ألف نسمة ما يزالون نازحون من قرى الخط الغربي لناحية الزيارة والتي تعتبر المركز الرئيسي لمنطقة الغاب الشمالي وتشغل مساحة زراعية كبيرة من منطقة سهل الغاب الذي يعد السلة الغذائية الثانية في #سوريا ، وذلك بسبب الدمار وانعدام الخدمات، فضلاً عن القصف المتكرر عليها من قبل النظام والمليشيات المساندة له، الأمر الذي يحرم عشرات الآلاف من السكان العودة إلى مناطقهم “حتى وإن كانت ركاماً”، بحسب تعبيره.

إعادة الإعمار والترميم أبرز طلبات أهالي المنطقة

جاسم العبد من بلدة الزيارة، يقول لموقع الحل، إن “على منظمات المجتمع المدني وضع خطة إعادة إعمار وترميم للمناطق التي لم يعد السكان إليها بسبب نسبة الدمار الكبيرة فيها، إضافةً إلى إنشاء مشاريع زراعية وإنتاجية وتنموية تمكّن السكان، الذين عادوا إلى قرى الخط الشرقي من ناحية الزيارة، من التأقلم مجدداً على الحياة والذين نزحوا لأكثر من خمس سنوات عن بلداتهم وقراهم ذاقوا فيها مرارة النزوح وتكاليفه الباهظة”.

وأردف العبد: “من عاد إلى قرى الخط الشرقي في ناحية الزيارة مستواهم الاقتصادي مترد جداً ولا يوجد من يدفع لهم عجلة الحياة من جديد في مناطقهم، خاصةً البنية التحتية التي دمرها قصف النظام على مدار سنوات”. مشيراً إلى ضرورة توجيه جهود منظمات الدفاع المدني إلى تلك المنطقة الجغرافية المهمة في سهل الغاب.

يشار إلى أن المنطقة منزوعة السلاح تشهد أعمالاً عسكرية سواءً من قبل قوات النظام أو من التنظيمات الجهادية، الأمر الذي رآه مراقبون في وقتٍ سابق، من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة وفشل اتفاق سوتشي وعودة القصف والنزوح من جديد بعد أن اعتاد الأهالي على الهدوء وعدم القصف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة