الحرب بلقمة العيش: موظفون مفصولون بدرعا يتحدثون عن معاناتهم.. التسويات “لم تُرجع أحداً لعمله”

الحرب بلقمة العيش: موظفون مفصولون بدرعا يتحدثون عن معاناتهم.. التسويات “لم تُرجع أحداً لعمله”

محمد الأحمد – درعا

“لا يوجد أصعب على الإنسان أن يفقد ابنه ومنزله ووظيفته في آنٍ واحد، إنها الحقيقة التي كلما استذكرتها ارتجف قلبي وأدمعت عيناي”، بهذه الكلمات استطلع محمد م حديثه لموقع الحل، واصفاً حالته التي وصلها خلال السنوات الأخيرة.

محمد فُصل من مهنة التدريس (لغة عربية)، في إحدى المدارس الحكومية بمدينة #درعا، بسبب نشاط ابنه الذي كان يقاتل في صفوف المعارضة، قبل أن يُقتل في إحدى المعارك ضد قوات النظام بريف درعا، قبل نحو سنة ونصف.

يروي المدرس، كيف كانت صدمة فصله من وظيفته قائلاً إن “الوظيفة ومن ثم تعويض التقاعد، هي أبرز ما يحلم به السوري، لعلها تنقذه من الفقر ومعاناة الحصول على لقمة العيش، وبعد تجاوزك لهذه المرحلة يأتي الخبر المفاجئ المختصر بأنه تم فصلك من الوظيفة”.

يضيف محمد : “تلقيت عدة صدمات خلال السنوات القليلة الماضية، كان أثقلها خبر وفاة ابني ومن قبله تدمير الطائرات السورية منزلي في مدينة درعا، ومن بعده فصلي من وظيفتي وحرماني من الراتب التعويض التقاعدي، لكن أحمد الله على كل شيء”.

وعلى الرغم من تعهد النظام السوري خلال اتفاق التسوية المبرم مؤخراً مع فصائل المعارضة في درعا، بإعادة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم بعد تسوية أوضاعهم الأمنية، إلا أن ذلك لم يحدث ولا زال مئات المفصولين ينتظرون تنفيذ ما ضمنوه الروس خلال اتفاق التسوية.

ولفت محمد إلى أن النظام السوري “لن يعيد الموظفين المسؤولين إلى وظائفهم بهذه السهولة، علماً أن الشواغر يتم تعبئتها فوراً من خلال توظيف عاملين جدد، وخاصة في مجال التعليم، وبذلك يكون من الصعب توفير مئات الشواغر، فضلاً عن تعويض الرواتب السابقة وتأمين تعويض التقاعد للذين تجاوزوا سن الـ 60”.

وقال أبو جمال (موظف مفصول)، إن قرارات الفصل الجائرة “طالت أكثر من 300 موظف في عموم محافظة درعا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، معظمهم لأسباب تتعلق بمواقفهم المعارضة للنظام السوري أو بسبب نشاط أقاربهم في المعارضة المسلحة أو النشاط السياسي في الخارج”.

وأوضح المصدر، أنه “فُصل من وظيفته بسبب تقرير رفعه أحد زملائه في المديرية، بحجة أنه كان معارضاً لرئيس النظام السوري بشار الأسد وحديثه عن ذلك في العمل، ليتبين بعد ذلك زميله كان مرتبطاً بفرع المخابرات العسكرية في درعا”.

ونفى أبو جمال، أن يكون أي موظف مفصول قد عاد إلى وظيفته منذ تنفيذ اتفاق التسوية في درعا، على الرغم من الوعود التي أطلقتها سلطات النظام، كما هو الحال في ملف المعتقلين من أبناء درعا.

وقال عمر المحمد (الناشط المعارض في درعا)، لموقع الحل، إن “مماطلة إعادة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم، يتحمل مسؤوليتها سلطات النظام، ولجان المفاوضات أيضاً، حيث أنها هي من تجتمع مع وفد النظام السوري والروس، ويجب متابعة ملف المفصولين لا أن يتم تناسيه”.

وأضاف المحمد، أن النظام السوري “يستمر في إطلاق وعوده الكاذبة، في محاولة لتهدئة السكان وكسب مناطق جديدة، وإظهار أنه قادر على تحسين الأوضاع الأمنية والمعيشية في سوريا”، بحسب وصفه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.