منازل مهدمة و “معفشة”.. الشتاء زائر ثقيل على العائدين للغوطة الغربية ولا أبواب تردّه

منازل مهدمة و “معفشة”.. الشتاء زائر ثقيل على العائدين للغوطة الغربية ولا أبواب تردّه

سليمان مطر – ريف دمشق

حل فصل الشتاء مصطحباً هموماً جديدة للمدنيين في #ريف_دمشق لا سيما أولئك الذين عادوا من رحلة لجوء طويلة، حيث وجدوا أنفسهم محاصرين بمتطلبات كثيرة لتسيير أمورهم في فصلٍ قاسٍ للغاية، تبدأ به المعاناة على الصعيد المعيشي وصولاً إلى الوضع الأمني.

ولم يتمكن معظم سكان المنطقة من ترتيب أمورهم بالشكل اللازم لاستقبال الشتاء، لا سيما وأنّ نسبةً كبيرةً من المنازل مدمرة أو بحاجة لصيانة كبيرة، وأثاث لتصبح قابلة للسكن، حيث تعرضت للقصف ومن ثم “للتعفيش”.

عبد الكريم وردة (أحد العائدين من #لبنان إلى قرية #بيت_جن) قال لموقع الحل “انتقلنا من مُعاناة اللجوء في لبنان، إلى معيشة قاسية في قرى في #جبل_الشيخ في #الغوطة_الغربية، منازلنا قسمٌ مُدمر وآخر مسروق”، مشيراً إلى عمليات القصف التي كانت تتعرض له المنطقة خلال فترة سيطرة المعارضة عليها، وعمليات السرقة والتعفيش التي طالتها بعد سيطرة النظام عليها.

وأضاف وردة أنّ الوضع الحالي قاسي للغاية، لا سيما مع قدوم فصل الشتاء وهم في منطقة جبلية باردة، مع النقص الكبير في مواد التدفئة وعدم توفر السيولة اللازمة لشرائها، كونهم كانوا في رحلة لجوء لم يتمكنوا خلالها من جمع أية مبالغ مالية، بل على العكس استدانوا الكثير حتى حافظوا على أنفسهم من الإهانات، حسب قوله.

وأشار المصدر إلى أنّ حكومة النظام بدأت بتوزيع مازوت التدفئة لكن كثير من السكان لا يملكون ثمنه، ويضطرون لبيع مخصصاتهم دون الاستفادة منها في التدفئة، ويضطرون لإحراق القمامة وما يتوفر من الحطب للحصول على بعض الدفء.

في حين قالت يسار العلي (من سكان المنطقة) لموقع الحل إنّ معظم المنازل تتسرب إليها مياه الأمطار، ولا يستطيع أصحابها ترميمها، وقد طلبوا من لجان المصالحة ومجالس البلدات في المنطقة إيجاد حلول لمشكلتهم إلّا أنّ أحداً لم يستجب لهم، الأمر الذي يفاقم من هذه المشكلة ويهددهم بشكل أكبر مع اشتداد الشتاء.

وتابعت العلي “بالنسبة للحكومة والعاملين فيها نحن لاشيء، طالبنا بتحسين التيار الكهربائي فتمت زيادة ساعات التقنين، كما طالبنا بتحسين شبكة المياه فتمت مطالبتنا بتسديد مستحقات لم نستفد منها أي شيء خلال سنوات، كل ذلك مع مصاريف الشتاء الكبيرة لا نستطيع تحمله، ولا يمكننا إعلان رفضنا لهذا الواقع، خوفاً من الملاحقة الأمنية المترتبة على الكلمة”، حسب قولها.

بدورها نشرت حكومة النظام أخباراً وتقارير حول دعمها للمدنيين في فصل الشتاء، وما يحصل من مصاعب خارج نطاق سيطرتهم، ويفوق طاقتهم في الوقت الحالي، وأكدّت أنّ الحلول قادمة لمشاكلهم “قريباً”، إلّا أنّه لا يوجد من يعرف ما هي المدة الزمنية الحقيقية لهذه الـ “قريباً”، حسب ناشطين.

أما أحمد السعسعاني (من سكان منطقة حسنو) قال للحل إنّ حكومة النظام لا تزال تعاملهم معاملة مناطق سيطرة المعارضة، ويتم تجاهل مصالحتهم بسبب أنّ المنطقة خرجت في وقتٍ سابق ضد النظام، ولا يتم تقديم الخدمات لهم بشكل جيد، حيث لم يتم صيانة الطرقات، وهو أمر يعيق الحياة اليومية في منطقة زراعية يحتاج سكانها لسهولة التنقل في قضاء حوائجهم، كما أنّ سكان القرية يضطرون لسحب الكهرباء من قرى مجاورة للاستفادة منها، حيث تزيد ساعات التقنين لديهم عن 14 ساعة يومياً.

وأضاف السعسعاني أنّه لا يمكن لأحد تصور الحالة التي يعيش فيها كثير من المدنيين في #الغوطة_الغربية بشكل عام، من معاملة أمنية صعبة وتردٍ في الأوضاع المعيشية، وسوء الخدمات العامة والضرورية، إضافةً لظروف اقتصادية صعبة للغاية، حسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.