بينهم “وزراء”.. من هم أبرز قادة داعش المحتجزون لدى تركيا؟

بينهم “وزراء”.. من هم أبرز قادة داعش المحتجزون لدى تركيا؟

حسام صالح

في السابع من شهر آب عام 2014، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما”، عن بدء الضربات الجوية العسكرية ضد تنظيم الدولة “داعش” في كل من سوريا والعراق بمشاركة 59 دولة، في عملية أُطلق عليها اسم “العزم الصلب”، لكن التنظيم استمر بالتمدد داخل الأراضي السورية، وبات يسيطر في منتصف العام 2015 على مايقارب 95 ألف كم من سوريا (نصف مساحة البلاد) بينها معظم منابع النفط والغاز، إلى أن بدأ وضع التنظيم بالتدهور منذ بداية العام 2017، وخسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها، قابلة فرار الآلاف من عناصره بينهم عشرات القياديين.

كانت تركيا بحكم العامل الجغرافي بمثابة بوابة العبور لهروب عناصر التنظيم وقادته من داخل سوريا، فلم يكن أمامهم سوى خيارين، إما البقاء داخل تركيا، وتأسيس مشاريعهم الخاصة بعد اصطحابهم لكميات كبيرة من الأموال، أوعودة المقاتلين الأجانب منهم إلى دولهم الأصلية، وهو أمر لاتحبذه دولهم لتهديهم أمنها القومي، ليكون خيار تصفيتهم هو الأفضل بالنسبة إلى تلك الدول، ومن هنا بدأت أجهزة الأمن التركية بحملات مكثفة تستهدف عناصر التنظيم وقادته منذ مطلع العام 2017 داخل الأراضي التركية وتوقيف الآلاف، إضافة إلى ترحيل المئات منهم بحسب ما صرحت به وسائل الإعلام في تركيا.

تهريب إلى تركيا
وفقاً للعديد من التقارير الاستخباراتية، فإن عملية التهريب تتم عبر الأراضي السورية عن طريق المهربين المحليين، فإما أن يكونوا قادمين من العراق إلى سوريا ومن ثم تركيا، أو متواجدين أصلاً في سوريا، ويتراوح المبلغ الذي يدفعونه بين 5 و 10 آلاف دولار أمريكي للشخص الواحد، وفي حال زيادة عدد الأشخاص الراغبين بالهرب يتم تخفيض المبلغ إلى 3 آلاف دولار.
لكن هذا المبلغ، ينخفض في حال كان المسؤول عن عملية التهريب هو أحد عناصر التنظيم، حيث تشير صحيفة “التايمز” البريطانية بعد أن التقت “صدام حمادي” الذي ألقي القبض عليه آواخر العام الماضي بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية في بلدة الراعي بريف حلب، حيث قال “التنظيم كان يستخدم بلدة الراعي كمحطة لتجنيد المقاتلين الأجانب، ومع انهيار الخلافة المزعومة، أصبحت محطة العودة لعناصر التنظيم مقابل دفع مبلغ 300 دولار، لقاء تهريبهم إلى تركيا”.

القبض على الآلاف
في تتبعنا للتصريحات من قبل وسائل الإعلام التركية حول أهم الشخصيات التي تم إلقاء القبض عليها في الحملات التي تشنها القوات الأمنية التركية، وجدنا العديد من الشخصيات المحلية (سورية) والأجنبية، إضافة إلى الآلاف من العناصر، حيث تشير الأرقام الصادرة عن قيام أجهزة الأمن التركية بتنفيذ أكثر من 20 ألف عملية مداهمة في أنحاء البلاد، منذ بداية العام 2017، أسفرت عن إلقاء القبض على 5 آلاف أجنبي، حيث أمرت المحاكم بتوقيف 3 آلاف منهم، في حين تم ترحيل المئات إلى خارج البلاد.
وكانت السلطات التركية أوقفت في شهر نيسان 2017 البريطاني “ستيفان صموئيل أريستيدو”، والأميركي “كاري بول كليمان”، على الشريط الحدودي مع سوريا للاشتباه بانتمائهما إلى تنظيم داعش، حيث تم ضبط العديد من الوثائق والأقراص الضغوطة في حوزتهما، وتم التحفظ عليهما، وما زالا قيد الاحتجاز لغاية الآن، بناء على قرار محكمة ولاية كيلس التركية.
كما اعتقلت تركيا في كانون الثاني الماضي “كفاح بشير حسين”، المسؤول عن “ديوان الصحة” في تنظيم داعش، و13 آخرين، خلال عملية أمنية في ولاية شانلي أورفة، جنوبي البلاد، وذلك بعد عبورهم من سوريا إلى تركيا، بواسطة مهرّبين.

وفي شهر شباط الماضي، أعلنت قوات الامن التركية القبض على من يسمى “وزير إعلام داعش” عمر ياتاك في العاصمة التركية أنقرة، الذي كان يشرف على إدارة المنابر الإعلامية للتنظيم، وتبين وقوفه وراء الكثير من العمليات الإرهابية في تركيا، بحسب وكالة “الأناضول” الرسمية.
كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية في نيسان الماضي القبض على “رائد حاج عثمان”، الملقب بـ “جلاد داعش” في الرقة، ضمن عملية أمنية ألقي خلالها القبض على 8 عناصر من التنظيم، بينهم امرأة.
في شهر نيسان أيضاً، قالت قوات الأمن التركية إنها تمكنت من إلقاء القبض على 4 قياديين بارزين في تنظيم داعش غربي البلاد، بينهم أمير التنظيم لمحافظة دير الزور ومحيطها “قصير الهداوي”، في مدينة إزمير التركية، كانوا ينوون التوجه إلى خارج تركيا، حيث تشير المصادر إلى أن أمير داعش المعتقل متورط بقتل 700 مدني في سوريا، وهو أحد المقربين من زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”.

كما كشفت مصادر أمنية عن توقيف أحد العناصر الخطيرة في تنظيم داعش في مدينة أضنة التركية في شهر أيار الماضي، تبين أنه كان مسؤولاًعن إنتاج رؤوس صواريخ لصالح التنظيم على مدى عام ونصف العام في مدينة الباب بريف حلب، حيث هرب إلى تركيا وأصبح يعمل في جمع النفايات الورقية، واعترف أنه أجبر على العمل مع التنظيم وأنتج 60 رأساً لصواريخ استخدمها داعش في كل من سوريا والعراق.

ولعل أبرز النساء اللواتي تم إلقاء القبض عليهن كانت “صدا دودوركايفا” زوجة المدعو “أبو عمر الشيشاني” وزير حرب التنظيم الذي قتل في العراق، وهي ابنة “أسو دودور كاييف” الوزير السابق في الشيشان، وذلك أثناء سفرها من مطار اسطنبول بجواز سفر مزور في شهر حزيران الماضي.
وفي أيلول الماضي، ألقت قوات الأمن التركية القبض على “أمير أضنة” ويدعى “أيوب ب”، حيث تم التوصل إليه عقب اعترافات أدلى بها منتسبون للتنظيم، جرى القبض عليهم في وقت سابق، كما ألقت في الشهر ذاته بولاية قيصري وسط البلاد القبض على “عبد الخالق كوردي” القائد العسكري السابق للتنظيم في قضاء سنجار بالعراق.
ويشكل عناصر داعش الفارين من سوريا والعراق تهديداً لأمن تركيا، بعد أن نفّذ التنظيم في الفترة من 2015 إلى مطلع عام 2017 سلسلة عمليات إرهابية في تركيا أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات، كان أبرزها الهجوم على “ملهى ليلي” في إسطنبول في الأول من كانون الثاني 2017 قُتل فيه 39 شخصاً، وأصيب 69 آخرون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.