يبيعون الدخان والحلوى: أطفال من الغوطة بعيدون عن مقاعد الدراسة.. المستقبل تحطّمه الفاقة

يبيعون الدخان والحلوى: أطفال من الغوطة بعيدون عن مقاعد الدراسة.. المستقبل تحطّمه الفاقة

ورد مارديني – موقع الحل

عمالة الأطفال، ظاهرة انتشرت بكثرة في #الغوطة_الشرقية بريف دمشق، بعد سيطرة النظام على المنطقة، وتتعدد أسبابها في ظل غياب المعيل، والاستقرار الحياتي، والمادي.

أم أحمد (أم لطفلين اثنين تركا مدارسهم، ودخلا لسوق العمل في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية)، قالت لموقع الحل: “النظام اعتقل زوجي قبل خمسة أعوام، مما اضطرني للعمل في تنظيف المنازل، وكنت أحصل على مساعدات مالية لأطفالي من مؤسسة خيرية، فلم يضطروا للعمل”.

وأردفت: “بعد سيطرة النظام على الغوطة، انقطع الدعم وتعرضت لإصابة في قدمي خلال الحملة العسكرية الأخيرة على مدينتي، أثرت على حركتي، فلم يعد أمامي حل سوى أن يترك أطفالي تعليمهم، كي يعملوا ويأمنوا مصروفهم”.

ابنها الأكبر أحمد، ١٦ عاماً، قال لموقع الحل، إن “الظروف أجبرتني على العمل كبائع حلويات متجول، أحمل حلوياتي التي تصنعها أمي، وأتنقل بها بين أحياء الغوطة، وأخي الأصغر يعمل في مغسل سيارات عند عمي”، مضيفاً: “أشعر بالحزن كلما رأيت الطلاب يذهبون لمدارسهم، لكن ما أجنيه من مال خلال القيام بعملي، لن أجنيه في المدرسة.. أتمنى خروج والدي من المعتقل لأعود مع أخي إلى مقاعد الدراسة”.

وكحال أحمد، يتجول الطفل خالد (١٤ عاماً) على كرسيه المتحرك، حاملاً معه كراتين الدخان، بعد تعرضه لإصابة بالغة جراء قصف النظام لمنزله، أدت لبتر قدمه، وتشوه في وجهه، حيث شرح لموقع الحل، الأسباب التي دفعته للعمل قائلاً: “بعد إصابتي لم يتقبلني الطلاب بينهم بسبب التشوه الكبير في وجهي، وأصبح الطلاب الصغار يخافون مني، خاصة أنني بلا قدم أيضاً، ولم أستطع تحمل الضغط السلبي الذي أتلقاه في المدرسة، فقررت تركها وباشرت بالعمل”. مضيفاً: “أشتري الدخان من تاجر معروف في مدينتي وأبيعه بمربح بسيط”. مشيراً إلى أنه يبتعد عن حواجز النظام لأنهم يستغلون إصابته ويجبروه على إعطائهم الدخان دون أن يدفعوا ثمنه.

أما الطفل سامر (12 عاماً)، من مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، قال لموقع الحل: “غياب الاستقرار يمنعني من إكمال دراستي، ويضطرني للعمل، فبيتي تدمّر جراء قصف النظام لمدينتنا، وبقينا عدة أشهر في مراكز الإيواء، ثم بدأنا نتنقل بين منازل أقاربنا”. مضيفاً: “أعمل حالياً بتصليح الدراجات، والعمل ضروري بالنسبة لي ولعائلتي، حتى لانكون عبئاً على أقاربي”.

من جهته أكد الأخصائي التربوي أحمد عيسى من الغوطة الشرقية أن “عدداً كبيراً من الأطفال يتعرضون يومياً في الغوطة إلى مخاطر تعيق نموهم وتقف عائقًا أمام تنمية قدراتهم، ومن بين هذه المعوقات تشغيل الأطفال في أعمال شاقة لا تناسب قدراتهم الجسدية، تحت ظروف صعبة، ما يؤثر سلبًا على مستقبلهم”.

ونوه عيسى إلى أن “عمل الأطفال يؤدي إلى حرمان الطفل من الحصول على قدر مناسب من التعليم، وحرمانه من التمتع بطفولته، كما يعرضه لظروف عمل صعبة، قد لا تناسب حالته الجسمية والعقلية، فضلاً عن تفشى بعض العادات والظواهر السيئة بين الأطفال مثل التدخين وتعاطي المخدرات”. مشدداً على أن “الطفل عندما يعمل ينقلب ميزان القيم عنده، إذ يصبح المال أغلى من بعض ما يتعارف عليه المجتمع من القيم النبيلة”، وفق قوله.

وكانت منظمة العمل الدولية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، أبرمت مذكرة تفاهم، في شهر أيار الفائت من العام الحالي، ترسي أسس مشروع جديد يهدف إلى الحد من أسوأ أشكال عمل الأطفال في صفوف الأطفال المتضررين من الأزمة.

وبحسب تقرير صدر عن اليونيسيف مطلع عام 2018 فإن 2.7 مليون طفل سوري لم يلتحقوا بالتعليم داخل سورية، وقد أدى ذلك لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال وأطفال الشوارع بشكل كبير.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.