بعد سوتشي: من الجبهات للدراسة والعمل.. مقاتلون تركوا السلاح لشح الرواتب وهدوء الجبهات

بعد سوتشي: من الجبهات للدراسة والعمل.. مقاتلون تركوا السلاح لشح الرواتب وهدوء الجبهات

هاني خليفة – حماة

يلجأ عشرات الشبّان في مناطق سيطرة المعارضة بريف #حماة، وهم عناصر في صفوف فصائل المعارضة، إلى ترك السلاح والعمل في مهن أخرى لعدة أسباب كلٌ حسب ظروفه، وذلك بعد اتفاق #سوتشي الذي تم عقده منذ حوالي شهرين بين #تركيا و #روسيا، من أجل إنشاء #منطقة_منزوعة_السلاح بين مناطق سيطرة النظام والأخرى الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وتشير هذه الظاهرة إلى انتشار فكرة أن حمل السلاح ليس الحل الوحيد لتحقيق ما يريده السوريون، خاصةً بعد أن اتخذت #القضية_السورية منحى المفاوضات السياسية وعقد الاتفاقات بين الدول التي تلعب دوراً فاعلاً في #سورية كروسيا وتركيا، من أجل التوصّل إلى حلول ربّما تنهي تلك المأساة التي ما تزال مستمرة منذ آذار 2011 وحتى اليوم.

شح الرواتب والبحث عن العيش من أبرز أسباب ترك السلاح

الشاب أسعد العبد الله (من منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة) يقول لموقع الحل: “لجأت إلى ترك السلاح واعتزال العمل العسكري مع الفصيل الذي كنت أعمل ضمن صفوفه بعد اتفاق سوتشي بحوالي 20 يوماً، بعد أن أدركت أنه لن يكون هناك معارك ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، خاصةً وأنني انضممت إلى العمل المسلح ظنّاً مني بأن فصائل المعارضة ستسيطر على أجزاء واسعة من مناطق سيطرة قوات النظام في المنطقة، إلا أنه بعد الاتفاق ودخول #الضامن_التركي توقف العمل العسكري بشكل كامل، وأصبحنا عبارة عن حرّاس مقرات للفصيل، فتركت السلاح وحالياً أعمل في مغسلة للسيارات”.

بدوره، يوضح محمد الخالد (من منطقة جبل شحشبو) أن من أبرز أسباب تركه للسلاح في صفوف الفصيل الذي كان يعمل ضمن صفوفه، هو “شح الراتب الشهري، إذ بات يتقاضى خلال الأشهر الأخيرة 15 ألف ليرة سورية فقط (ما يعادل حوالي 30 دولاراً أميركياً)، ولا يكفيه كونه متزوج ولديه ولدان، فما كان منه إلًا أن يترك السلاح ويستدين مبلغ 1500 دولار من أقاربه، وأن يدخل إلى #تركيا للبحث عن مصدر للرزق في ظل الظروف المعيشية الصعبة وهو الآن يعمل هناك”.

من جانبه؛ يبين عبد الله الحسن (من إحدى قرى ريف حماة الشمالي)، أنه بعد اتفاق سوتشي “لم يعد هناك أية معارك تذكر ضد قوات النظام ولوحظ هدوء تام للجبهات ومحاور القتال، فما كان منه إلا أن اعتزل العمل المسلّح ليعود إلى دراسته التي تركها منذ عام 2012، بسبب انضمامه إلى إحدى فصائل المعارضة، وهو الآن يدرس من أجل التقديم على شهادة التعليم الثانوي”.

ما هي آراء الناس حول ترك بعض الشبّان للسلاح؟

تباينت آراء الناس في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة حول عملية ترك الشبّان للسلاح، فمنهم من اعتبرها خطوة جيدة وبداية نشر الوعي لترك السلاح وعودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة، ومنهم من تخوّف من ترك السلاح وأن تنتشر هذه الظاهرة في عموم المناطق وأن تباغت قوات النظام مناطق سيطرة المعارضة فجأةً.

ويرى أحمد الخليف (من سكان مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة)، أن “ترك عشرات الشبّان للسلاح دليل وعي منهم أن القضية السورية باتت عبارة عن مصالح دولية وأن السلاح وفصائل المعارضة لم يعد الفاعل الرئيسي في حل القضية”. مشيراً إلى أن “السلاح سيزول وسيبقى الشعب آملاً بسلام بعيداً عن الأعمال العسكرية التي رافقته لأكثر من سبع سنوات”.

أما لمخلص الحسين رأي آخر فيقول: “أتخوف من أن ينشر ترك الشبّان للسلاح أكثر من ذلك ويزداد عدد التاركين للسلاح، كون النظام ليس له عهد، فربما بين يوم وآخر يهاجم مناطق سيطرة المعارضة، وبالتالي فإنه سيسيطر عليها، الأمر الذي سيهدد حياة الآلاف من المدنيين”، بحسب وصفه.

هل من شأن ترك السلاح تحقيق الاستقرار؟

طلال السعيد (مدرس #علم_اجتماع من إحدى مناطق ريف حماة)، أوضح أن انتشار السلاح على مدى سبع سنوات “أثّر بشكل سلبي على حياة السكان، فانتشرت حالات الاغتيالات و #الخطف وأصبحت المناطق التي يتواجد فيها السلاح عبارة عن مناطق أشباح فلا يأمن المدني على نفسه بمجرّد خروجه من باب منزله، فالخارج مفقود والعائد مولود”، بحسب تعبيره.

وبيّن السعيد أن ترك الشبّان للسلاح “ظاهرة جيد”: ومن شأنها عودة الأمان وتحقيق الاستقرار في مناطق سيطرة المعارضة، خاصةً وأنه يوجد نسبة جيدة من حملة السلاح هم “أطفال لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً”، وفي حال ترك هؤلاء السلاح فإنهم سيعودون إلى مقاعد دراستهم التي حُرموا منها لسنوات، كما سيلتفت من لديه عائلة إلى انشغاله بتأمين معيشتها والعودة إلى حياته الطبيعية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.