راديو وتلفزيون بلجيكا: رسام سوري “يجرّد زعماء العالم من سلطتهم”

راديو وتلفزيون بلجيكا: رسام سوري “يجرّد زعماء العالم من سلطتهم”

نشرت شبكة راديو وتلفزيون بلجيكا تقريراً عن الرسام السوري عبد الله العمري الذي هُجّر من منزله وبلده ففر ليصل إلى بلجيكا عام 2012 ويستقر فيها بعد حصوله على حق اللجوء. وقد أجرت الشبكة لقاءاً مع هذا الرسام البالغ من العمر 38 عاماً والذي استطاع من خلال رسوماته “تجريد العديد من رؤساء الدول في العالم من سلطتهم”.

فقد استقبل الرسام العمري زواره من الصحفيين في منزله المتواضع في ساحة سان كاترين بابتسامة عريضة وهو في وسط أعماله الفنية التي تعرض مسيرته بلمسات قوية. حيث يؤكد العمري وهو يشير إلى لوحات العديد من زعماء العالم بأنه لا يتورّع عن رسم أي شيء وعلى وجه الخصوص كشف حقيقة وتعرية زعماء العالم كـ دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وبشار الأسد وباراك أوباما وحتى أنجيلا ميركل. فهو لا يفرق بعضهم عن الآخر ويضعهم في نفس المركب، فتراه يرسمهم بلونٍ رمادي ووجوههم ممزوجة بالوردي. حيث يقول العمري وهو ينظر بفخر إلى لوحاته: “لقد أردت أن أرى هؤلاء الناس الذين لديهم سلطة كبيرة في دورٍ آخر. أردت أن أجرّدهم من سلطانهم. كل ما أردته هو أن أرى ما سيبدون عليه إذا ما فقدوا سلطتهم فجأة. فأنا أعتقد أن وضعهم في قاربٍ واحد إلى جانب سياسيين آخرين لهم آراء مختلفة، هو محاولة لإظهار أننا جميعاً مسؤولين عن هذه المشكلة أو هذه القضية. فالهجرة أو ما يسمونها بأزمة اللاجئين هي إحدى القضايا الأساسية التي يجب على السياسيين حلّها. لكن هناك خلل ما في الطريقة التي يتعاملون بها مع الوضع”.

وبحسب التقرير فإن رسم السياسيين كلاجئين من قبل هذا الفنان ما هو إلا طريقة لعكس المفهوم السائد عن القوة والضعف وكذلك لتغيير الأدوار بهدف لفت الانتباه إلى ضرورة تقاسم المسؤوليات. فالهدف بكل وضوح هو ليس جعل الزعماء فقط يفكرون وإنما كذلك المواطنين بغاية إيجاد الحل المناسب.

كما تبين الشبكة بأن العمري الذي يعيش كلاجئ اليوم في بلجيكا قد يحصل على الجنسية البلجيكية في العام القادم، وذلك بعد مرور خمس سنوات من الإقامة هناك. أما العمري فيقول بدوره: “لا أشعر بأنني لاجئ، فأنا أشعر بنفسي فنان وحسب. فكلمة لاجئ هذه هي مصطلح السياسيين. وأنا لا أرى بأن تكون لاجئاً هوية لشخصٍ ما، إنه وصف سياسي وليس هوية”. كما أن العمري لا يعتزم العودة إلى سوريا في الوقت الحالي، فقد اختفت الذكريات من رأسه، على حدّ وصفه. حيث يقول والألم يعتصره: “لقد تدمرت ذكرياتي بفعل القنابل والعنف الإنساني. وبعد ذلك من يستطيع العودة إلى الوراء؟ إنه من الصعب أن تأخذ حياتك وتضعها في علبة، ثم تغلق تلك العلبة وتنساها! لقد عشت في سوريا لمدة ستة وعشرين عاماً قبل أن أغادرها مكرهاً، لذا فهي ستة وعشرين عاماً من الذكريات والحياة وكل شيء.. “.

وتختم شبكة راديو وتلفزيون بلجيكا تقريرها بأنه ربما في يومٍ من الأيام قد يرسم هذا الفنان أشياء أخرى غير المهاجرين والمدنيين المتورطين في الصراعات والأطفال المحاصرين في مناطق تبادل إطلاق النار, وإن كان ذلك مستحيلاً في الوقت الحالي. فالعمري وإن كان راغباً في رسم أِشياء أخرى ثابتة لا تحمل أي رسالة اجتماعية أو سياسية, فإن ضميره لن يسمح له بذلك وهو لا يستطيع تجاهل كل المشاكل “بالعيش في عالم الفراشات”, على حدّ تعبيره. هذا وسوف يتم بث اللقاء التلفزيوني مع عبد الله العمري يوم الأحد في الثاني من شهر كانون الأول المقبل في برنامج Le Maxi Bar de l’Europe , وكذلك في اليوم التالي على قناة TV5 العالم في الساعة الخامسة مساءً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.