صالونات التجميل في سوريا.. أسعار “جنونية” وحلول بديلة

صالونات التجميل في سوريا.. أسعار “جنونية” وحلول بديلة

رهام غازي

في مساحة الحزن الكبيرة لا يزال الفرح يمر خجلاً إلى نفوس النساء في سوريا، بعد أن قسمت الظروف الحالية المجتمع إلى عدة طبقات متفاوتة من الناحية الاقتصادية، وأخفت الطبقة المتوسطة إلى حد كبير، ما اضطر النساء اللواتي لا يملكن القدرة المالية الكافية إلى التخلي عن الكثير من مظاهر الجمال والتزيّن في صالونات التجميل.

ومع ارتفاع أسعار معظم الخدمات في سوريا جراء تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدولار، شهدت الخدمات التجميلية الخاصة بالنساء ارتفاعاً غير مسبوق بالأسعار، لعدة عوامل أبرزها: صعوبة تأمين الكهرباء اللازمة لتشغيل الصالونات في كافة الأوقات، وغلاء المواد المستوردة من الخارج.

وتعتبر دمشق المحافظة الوحيدة التي نشط فيها عمل صالونات التجميل، حيث أنها لم تتأثر إلى حد كبير بالظروف المحيطة، على عكس باقي المحافظات، وتنقسم الصالونات هناك إلى ثلاث درجات بحسب المنطقة، فالأحياء الراقية الواقعة في قلب العاصمة تختلف عن نظيرتها في المناطق الشعبية والضواحي، علماً أن متوسط دخل الفرد في سوريا يبلغ 47 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 95 دولار في الشهر.

ويبلغ سعر تصفيف الشعر في بعض الصالونات “الفخمة” نحو 6000 ليرة سورية أي مايعادل 12 دولار، فيما قد تصل قيمة صبغة الشعر إلى 40 ألف ليرة سورية (81 دولار)، أما في الصالونات المتوسطة فيبلغ سعر تصفيف الشعر نحو 2000 ليرة سورية، وكل ما يتعلق بصبغ الشعر وتلوينه يتراوح سعره بين الـ 35 – 40 ألف ليرة سورية (71 دولار تقريباً).

ومع وصول الأسعار إلى مستوى جنوني، لجأت ليال صاحبة “صالون منزلي” في ريف دمشق إلى استقبال الزبونات في بيتها، لتوفير نفقات الإيجار والضرائب، وقالت في حديثها لموقع الحل السوري: “عمل الصالونات زاد بشكل كبير في دمشق على الرغم من ارتفاع الأسعار، وكثيرات بيفضلن أسعار تصفيف الشعر بالمنزل لأنها أرخص”.

أما بالنسبة لنساء الأرياف والمهجرات فأمر التجميل لم يعد في الحسبان مطلقاً، كما هو الحال بالنسبة لهدى صاحبة إحدى الصالونات سابقاً في دمشق، والتي ترى في تلك الأمور حالياً “كماليات” يُمكن الاستغناء عنها، لتأمين طعام ومصاريف دراسة الأطفال، قائلة: “حتى النفسية ما عاد تسمح وتفرح بهي الأمور”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.