العائلات الفقيرة تلجأ إلى الفِطر بدل اللحوم في جبل شحشبو بريف حماة

العائلات الفقيرة تلجأ إلى الفِطر بدل اللحوم في جبل شحشبو بريف حماة

هاني خليفة – حماة

تلجأ العائلات الفقيرة في منطقة #جبل_شحشبو (الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف #حماة الشمالي الغربي)، إلى البحث عن #الفِطر في المنطقة التي يقطنوها، وذلك من أجل إعداده كوجبة طعام شهيّة وبدلاً عن #اللحوم غالية الثمن.

وتشهد الأيام الحالية من كل عام وخلال فصل #الشتاء، انتشار الفطر بشكلٍ كبير في الأراضي الزراعية بريف حماة، خاصةً في منطقة جبل شحشبو، حيث تساعد الظروف المناخية من أمطار ورطوبة وضباب على نموه وانتشاره بسرعة.

ما هي أنواع الفطر ومن يجنيه؟

يقول وليد الصافي (مهندس زراعي من ريف حماة)، لموقع الحل، “من المتعارف عليه أن ما ينمو فقط الفطر الزراعي الذي يعرفه جميع الناس، وإنما في الحقيقة تنمو أنواع أخرى منه بعضها لا يؤكل بالمطلق وبعضها يؤكل جزئياً كالنوع المسمى محلياً في بعض المناطق (بوز العجل) وهو فطر ساقه بيضاء ولكن جزئه العلوي رمادي اللون وغير مرغوب، وبعض أنواع الفطر سام يتسبب بمشاكل هضمية وأعراض جانبية كبيرة (يسمى محلياً في بعض المناطق قاق) وينمو كثيراً تحت الأشجار وعلى جنبات الطرقات والجدران”.

وبيّن الصافي، أنها انتشرت مؤخراً عملية زراعة الفطر في المنازل وهو من نوع “المحاري” ولكنه يبقى مكلفاً ويحتاج لعناية شديدة وظروف مناخية خاصة لكي تنجح زراعته وينتج. مشيراً إلى أن من يجني الفطر هم الأطفال، وذلك أثناء ذهابهم وإيابهم إلى ومن المدرسة.

وشدّد الصافي على ضرورة تحذير #الأطفال من قبل أهاليهم كون رحلة البحث عن الفطر غالباً ما تتم في الضباب وتؤدي أحياناً للضياع والتيه عن الأماكن، ما قد يسببه ذلك من خطورة عليهم، خاصةً في حال اقترابهم من الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام. فضلاً عن تنبيههم حول الفطر السام الذي ينمو قرب المنازل والذي قد يجده الأطفال أثناء لعبهم أو ذهابهم للمدارس.

الفطر بدل اللحوم للعائلات الفقيرة في جبل شحشبو

أسامة العلي (من سكان قرية #ميدان_غزال بمنطقة جبل شحشبو)، يوضح لموقع الحل، أنه لا يشتري اللحوم لعائلته طوال العام، بسبب تردي وضعه الاقتصادي بشكلٍ كبير. لافتاً إلى أنه في كل عام وفي هذه الأيام يجمع أبنائه الفطر من المنطقة، وتعدّه لهم أمهم كوجبة طعامٍ شهيّة وغير مكلفة.

ويشير العلي إلى أن العائلات الفقيرة في المنطقة، جميعها تعمل على تخزين الفطر وأكله بدلاً من اللحوم التي أصبحت غالية الثمن، إذ بلغ سعر كيلو اللحم الغنم 2800 ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو لحم الدجاج 625 ليرة. معتبراً تلك الأسعار ليست بمقدور العائلات الفقيرة التي تعاني من أوضاعٍ اقتصادية صعبة في ظل انتشار #البطالة وعدم توفر فرص للعمل، خاصةً في فصل الشتاء.

من جانبه، لفت خلدون السعيد إلى أنه يخرج للبحث عن الفطر كل يوم ثلاث ساعات في الصباح الباكر، من أجل أن يجمع أكبر قدر ممكن منه، فلديه عائلة مكونة من خمسة أطفال وزوجته، وليس بقدرته شراء #اللحم لهم. عازا ذلك إلى عدم قدرته على الذهاب إلى عمله في لبنان بالإنشاءات والإعمار، بسبب الحواجز العسكرية وكثرة الاعتقالات، إذ كان يعمل به قبل اندلاع الاحتجاجات في #سوريا في آذار 2011.

يشار إلى أن الكثير من العائلات الفقيرة حتى في مناطق سيطرة قوات النظام باتت غير قادرة على إدخال اللحوم إلى منازلها، لغلاء أسعارها، لتتوجه إلى بدائل أخرى، كالـ #مرتديلا مثلاً والتي أصبحت تضعها ضمن أي طبخة تحتاج إلى اللحم، لا سيما المحاشي، الأمر الذي يشير إلى مدى صعوبة العيش لدى العائلات الفقيرة في مختلف المناطق السورية.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.