كيف تقاسم قياديو داعش الأموال الضخمة التي حصلوا عليها إثر هزائم التنظيم المتوالية؟

كيف تقاسم قياديو داعش الأموال الضخمة التي حصلوا عليها إثر هزائم التنظيم المتوالية؟

منار حداد – الحل

بقيت ميزانية تنظيم “داعش” تشهد غموضاً شديداً وتعتيماً إعلامياً مُطبقاً خلال سنوات ظهور التنظيم وتمدّده وانتعاشه، ولا سيما مع الدخل الكبير الذي يحقّقه من الموارد التي سيطر عليها سواء في سوريا أو العراق.

ووضع التنظيم يده على بُنى تحتية استراتيجية، ولكن مع بدء هزائمه انحسرت مساحات سيطرته، وبدأت تظهر حقائق ومعلومات عن ميزانية التنظيم، والأموال والذهب التي يملكها القياديين في “داعش”

ميزانية ضخمة

وبدأت التقارير الدولية تكشف بعض #الوثائق التي تم العثور عليها في مناطق هرب منها عناصر تنظيم “داعش”.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “يو إس توداي” الأمريكية، فإن المقاتلين الفارين في عدّة مناطق تركوا خلفهم سجلات توضح كافة تفاصيل الشؤون المالية للتنظيم.

وقال الجنرال (جيمس جيرارد)، الذي يتولى قيادة فرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة بالعراق وسوريا ضمن التحالف الدولي، إن “حفظ سجلات التنظيم أمر رائع، لأنّه عرفنا الكثير عن هيكلهم التنظيمي، وكيفية التواصل معهم، وكيف يديروا عملية التمويل”.

وأضاف جيرارد، أن بيانات التقارير التي تم العثور عليها يقدر حجمها بمئات “التيرابايت”، موضحا أن واحدة التيرابايت تحتوي على 80 مليون صفحة “Word” مليئة بالبيانات.

وأظهرت الوثائق أن التنظيم يحصل على نحو 50 مليون #دولار شهريا من تجارة النفط، بالإضافة إلى نحو 500 مليون دولار من البنوك التي كانت في المناطق التي يسيطر عليها.

ونقلت صحيفة “الأندبندنت” البريطانية عن مصادر غربية، أن إجمالي ميزانية التنظيم تُقدّر بنحو ١.٥ مليار دولار أمريكي، حيث “يُعتقد أنه  أغنى تنظيم إرهابي في العالم لأنّه نجح في جمع هذه الثروة في مدة قياسية لا تتعدى الثلاث سنوات”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وأشار تقرير أمني ألماني إلى أن “داعش” جمع نحو ١ مليار دولار أمريكي جراء عملياته في سوريا والعراق، ولا سيما من حقول النفط والبنى التحتية الحيوية التي سيطر عليها، إضافةً إلى عمليات الخطف وطلب الفدية وتهريب التحف الأثرية النادرة.

بأيدي الأمراء

وقال صحفي (رفض الكشف عن اسمه) عاش في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” بمدينة الرقّة لمدّة عامين ونصف، إن “بيت المال هو المرجعية الرئيسية للتدفّقات المالية التي تصل إلى جسم التنظيم والمسؤول عن هذا المنصب يجب أن يكون موضع ثقة”.

وأضاف الصحفي لموقع “الحل” أن “رؤوس هرم التنظيم يعتبرون المؤسسة المالية من أهم المؤسسات، حتى العسكرية التي ترتهن باستقرار التنظيم من الناحية المالية، ما يجعل عمليات #السرقة داخل جسم التنظيم صعبة.

وأشار الصحفي إلى أنه عند بدء التوتر الأمني في منطقة يسيطر عليها التنظيم وتعرضها لعملية عسكرية، “يقوم أمراء الصف الأول بتقاسم الكميات الكبيرة من الأموال الموجودة في المؤسسة #المالية، ثم يختفون من المنطقة”، لافتاً إلى أن عدة أمراء وقياديين بارزين اختفوا بشكل غريب من مدينة الرقّة بعد أن قاموا بسرقة أموال طائلة، ولم يُعرف عنهم أي معلومات حتى الآن.

الهروب إلى الخارج

وأوضح الصحفي، أن معظم أمراء التنظيم يحاولون #الهرب خارج سوريا، بعد نهب الأموال، “كون الإبقاء عليها داخل سوريا أمر غير آمن، لا سيما مع محاربة فلول وخلايا التنظيم.

وأعلنت وسائل إعلام #تركية قبل عدة أشهر ضبط  كمية ضخمة من #الأموال بحوزة قياديين في تنظيم داعش عقب اعتقالهم في عملية أمنية بمدينة إسطنبول.

ووفقاً لصحيفة “ديلي صباح” التركية، فإنه “في عملية أمنية محددة ضد عناصر مسؤولين عن تأمين الأسلحة والأموال لتنظيم داعش، اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب التركية عنصرين من التنظيم عثرت بحوزة أحدهم على كمية ضخمة من الأموال إلى جانب عدد من الأسلحة، وذلك في عدد من العناوين التي جرى تفتيشها خلال العملية”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الأموال التي تم ضبطها كانت 1.794 مليون ليرة تركية، و118 ألف يورو، و1.300 مليون #دولار، و1.921 مليون ليرة سورية، و4500 ريال قطري، و22 ألف جنية مصري، و350 دينار كويتي، و109 آلاف ريال سعودي، و47 ألف درهم إماراتي، و5000 دينار أردني، و1600 جنيه إسترليني، و100 دولار كندي، بالإضافة إلى 8.5 كيلوغرام من #الذهب، و18 كيلوغرام من الفضة الخام، و7 كيلوغرام من سبائك الفضة.

غير أن هذه الخلايا التي تم ضبطها، هي مجموعة قليلة من مئات الخلايا التي سحبت معها كميات كبيرة من الأموال إلى دول مجاورة أو دول أوروبية، ففي عام ٢٠١٧، هرب مسؤول أمني في التنظيم من مدينة الرقة السورية وبحوزته نحو مليون دولار أمريكي، كما هرب مسؤول آخر وبحوزته مبلغاً مشابهاً ولكن الهروب كان من منطقة القائم في العراق.

ويرى محلّلون أن قياديي التنظيم الذين سرقوا الأموال، غالباً ما يتراجعون ببساطة عن أفكار “داعش” ويبدؤوا حياة جديدة مع الثراء الكبير الذي حقّقوه في مناطق بعيدة عن سوريا أو العراق، وغالباً ما يلجؤون إلى طرق ملتوية من أجل غسيل هذه الأموال وإعطائها طابعاً شرعياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.