رحلات عائلات مقاتلي داعش باتجاه مناطقها الأصلية.. وعبر مخيمات الاحتجاز

رحلات عائلات مقاتلي داعش باتجاه مناطقها الأصلية.. وعبر مخيمات الاحتجاز


خالد أمين 

بدأت رحلة منال (32عاماً – زوجة مقاتل في تنظيم داعش) من دير الزور باتجاه ريف #حلب (مسقط رأسها)، بعد اشتداد المعارك ضد التنظيم في دير الزور، وفقدانه غالبية مناطق سيطرته، وترافق منال في هذه الرحلة مجموعة من النساء والأطفال من عائلات مقاتلين في التنظيم.

لمنال قصة طويلة حيث قتل زوجها في إحدى ضربات طيران التحالف على مدينة الرقة، ثم تزوجت مرة أخرى من أحد عناصر التنظيم، لتنتقل معه إلى دير الزور حيث المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، ثم ظلت ترافق زوجها من مكان إلى آخر.

قررت منال مغادرة من دير الزور مع مجموعة من النسوة، لتبدأ رحلة العودة بالهروب من أنظار عناصر التنظيم الذين يمنعون المغادرة، ثم سلوك طرقات برية وعرة ما ساعدهن على اجتياز العديد من المناطق إلا أن “الحظ العاثر” كما وصفته منال، أوقعهن في أيدي مقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية عند حاجز في مدخل مدينة #الرقة.

تقول منال لموقع الحل “بعد وصولي أنا وأطفالي مع من كان معنا من النساء اللاتي قررن الهروب من المعارك الدائرة في دير الزور، ألقي القبض علينا من قبل عناصر الحاجز وتم منعنا من متابعة مسيرنا نحو وجهتنا”.


وتضيف “لقد تمّ اعتقالنا، ثم أخذونا نحو مخيم عين عيسى والذي فيه سجن قد خصص للأخوات، أي النساء اللواتي كن زوجات لعناصر في الدولة الإسلامية، هن وأطفالهن، فالسجن عبارة عن خيم ضمن حراسة مشددة تحيط بنا من كل جانب، بالقرب من مخيم للنازحين المدنيين من الرقة”.

تتابع منال “تقاسمت الخيمة مع إحدى الأخوات، وكلانا لدينا أطفال فأنا لدي طفلان لا تتجاوز أعمارهما 5 أعوام، وأما شريكتي فلديها ثلاثة أطفال أكبرهم بعمر 10 سنوات. المخيم كان يعجّ بالأطفال والأخوات، والغالبية هنّ من المهاجرات واللاتي ترفض دولهن استقبالهن وأولادهن، كما أنه خلال هذا العام فقط قد ولد داخل المخيم المئات من الأطفال الجدد.

وهم يعيشون ظروف معيشية صعبة جداً، فأذا مرض أحد الأطفال يتطلب ذلك التسجيل عبر قائمة طويلة تنتظر دورك من خلالها والتي يطول معها الانتظار”.

اشتكت منال من سوء الأوضاع في المخيم حيث “لا لباس مناسب ولاغذاء مفيد، فمنذ شهرين وزعوا لكل عائلة ألبسة للأطفال كمعونات، لكنها غير متناسبةمع أعمارهم. كما قاموا بإعطائنا كرات من الصوف كي نقوم بخياطتها نحن وبامكاناتناالبسيطة لأطفالنا”.

بعد تراجع قوات تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في دير الزور، وفقدانه غالبية مناطق سيطرته، واشتداد الحصار على آخر مواقعه، بدأت رحلات عكسية لعائلات التنظيم، وخاصة النساء والأطفال للعودة إلى مناطقهم في باقي المناطق السورية، أو محاولة الهروب خارج البلاد بالنسبة للعائلات “المهاجرة”، أي الأسر الأجنبية في التنظيم.

في المخيم الذي تشرف عليه قوات سوريا الديموقراطية، يتم وضع العائلات من سورية و”مهاجرة” إلى حين البت بأمرها، خاصة وأن غالبية الدول الأجنبية ما زالت ترفض أخذ رعاياها من عائلات مقاتلي التنظيم، أو حتى من المقاتلين المعتقلين من قبل قسد في سوريا حالياً، ومع تقدم القوات وتراجع قسد، يزداد عدد العائلات والمقاتلين المعتقلين، دون إجراءات جدية تتعلق بترحيلهم إلى دولهم، فيما تتم في غالبية الأحيان إعادة العائلات السورية إلى مناطقها، فمنال مع 100 امرأة أخرى تم إخراجهن من الحجز في المخيم وذلك بموجب “كفالة مجموعة من أعيان ووجهاء المنطقة وهم بدورهم سوف يسلموننا إلى أهلنا” وفق قولها.

في المخيم الذي عاشت فيه منال مشكلات عديدة اشتكت منها خاصة فيما يتعلق بالغذاء والكساء “نعاني ضروفاً صعبة جداً فعند هطول الأمطار تطوف الخيم بالمياه التي نعجز عن. وبالنسبة للطعام في الماضي كانوا يقدمون لنا وجبتين واحدة من الحمص وواحدة من الأرز إلا أنهم ومن فترة قريبة قاموا بإلغاء هذه الوجبات فبدأنا بشراء الطعام من دكان أوجدوه حديثاً وسط المخيم لبيع السلع الغذائية”.

وعند السؤال عن مصدر المال لديهن للشراء أجابت منال “إن المسؤولين عن السجن كانوا يسمحون لنا بإجراء المكالمات مع ذوينا أو أصدقائنا من خلال أجهزة تتبع لهم كي تكون الاتصالات مراقبة بالكامل من قبلهم، ولا يمانعون إرسال المال لمن داخل الخيم ولكنه يصل بعد التحويل إلى نصف المبلغ في بعض الأحيان”

تقول منال: “كنا على تماسٍ مباشر مع عناصر قوات سوريا الديمقرطية، ولكن القيادة في المخيم هي للأمريكان، والذين يقومون بإدارة السجن بالكامل، وكذلك التحقيق مع البعض من الأخوات وخصوصاً المهاجرات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.