آلاف الشبان بدرعا أمام “مصيدة” الخدمة: محاولات للفرار تصعّبها الدروب المغلقة

آلاف الشبان بدرعا أمام “مصيدة” الخدمة: محاولات للفرار تصعّبها الدروب المغلقة

 محمد الأحمد – درعا


تجري الأحداث في #درعا على عكس ما كان يتوقعه سكانها، وعلى خلاف ما تم الاتفاق عليه بين روسيا وفصائل المعارضة، وذلك على خلاف توقعات من فضل الوثوق بقوات النظام التي سيطرت على المنطقة.


ففي الوقت الذي كان فيه أهالي درعا يرمّمون منازلهم المدمرة، كان النظام السوري يضيف لمساته الأخيرة على قوائم السحب للخدمة العسكرية والاحتياط والتي شملت الآلاف من شبان درعا، وذلك قبل انتهاء مدة بطاقات التسوية المتفق عليها.


تفاصيل إبلاغ النظام السوري لآلاف الشبان في درعا، بوجوب الالتحاق بالخدمة الالزامية والاحتياط، يرويها جمال أبو نبوت (أحد سكان مدينة درعا)، لموقع الحل، بالقول: “بدأت شعبة التجنيد بإرسال البلاغات لأعداد محدودة من سكان بعض البلدات بريف درعا، لامتصاص الصدمة الأولى ومعرفة ردود فعل الأهالي، لتتوالى بعدها آلاف البلاغات بعد إتمام القبضة الأمنية على المحافظة”.


وأوضح أبو نبوت، أن ما جرى خلال الفترة الأخيرة بدرعا، كان على عكس ما تم الاتفاق عليه، بل فاجأ اللجان المفاوضة عن درعا، ما دفعهم إلى التواصل مع بعض ضباط النظام السوري للاستفسار حول البلاغات للخدمة العسكرية، وكان ردهم بأن التسويات لا تعني الإعفاء من الخدمة العسكرية، وأن سحب الاحتياط من عدمه تقرره القيادة السورية فقط وليست أي جهة أخرى.


وكان النظام السوري قد أعلن قبل نحو شهر، عن وقف السحب لخدمة الاحتياط والبدء بتسريح دورات الاحتياط، بعد سبع سنوات من الاحتفاظ بجميع الدورات العسكرية.


ويمتنع الآلاف من شبان درعا، عن الرضوخ لبلاغات الخدمة العسكرية، رافضين القتال إلى جانب النظام، عازين ذلك الذي إلى ارتكابه مجازر بحق سكان مدنهم وبلداتهم على مدار السنوات السبع الماضية.


وعن الخيارات المتاحة أمام الرافضين للخدمة العسكرية، قال الشاب عقلة السلامات (مقاتل معارض سابق)، لموقع الحل، إن “معظم الشبان في درعا الآن محاصرون بسبب القبضة الأمنية وجميع الخيارات المتاحة الآن للإفلات من الخدمة العسكرية قد تعرض حياتهم للخطر، وأبرزها الخروج بالتهريب إلى مناطق الشمال السوري”.


وأشار السلامات، إلى أن طرق التهريب سواء كانت لإدلب او إلى لبنان، تتم عبر طرق عسكرية، مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى 2000 دولار أمريكي، لكنها غير مضمونة، ومن الممكن أن يتعرض الشخص للاعتقال إذا تم التدقيق أو الاستجواب على أحد الحواجز العسكرية، كما أن العبور إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال درعا، قد يعرّض الشخص للاعتقال من قبل الفصيل المسيطر للاستجواب.


وأضاف السلامات: “جميع المحاولات التي أقدم عليها بعض الأشخاص للإفلات من الخدمة العسكرية، مثل التأجيل الدراسي أو السفر النظامي، باءت بالفشل، في حين يحاول البعض الحصول على استثناء للإعفاء من الخدمة بوثيقة معيل لذويه أو وحيد، إلا أن ذلك أيضاً يصعب الحصول عليه، ويحتاج لدفع مبالغ مالية كبيرة”.


وقالت مصادر محلية، لموقع الحل، إن قوات النظام قتلت مدنياً كان يحاول الخروج بالتهريب إلى الشمال السوري قبل أيام عدة، وأبلغوا عائلته لاستلام جثته، كما تم اعتقال أربعة أشخاص في المحاولة ذاتها.


وقال فهد العابد الذي تم إبلاغه بالالتحاق بالخدمة العسكرية، لموقع الحل، إن الملاذ الآمن الوحيد الآن لشباب درعا، هو “التحصن في المناطق التي لم تدخلها قوات النظام حتى الآن ولا يوجد تواجد لها فيها، مثل مناطق درعا البلد ونوى وطفس، والتنسيق مع لجان التفاوض للتوصل لاتفاق حول ذلك، لأن النظام السوري ليس بمقدوره اعتقال الآلاف من الشباب وزجهم في جيشه”. 


وانتقد العابد، دور بعض الأفراد المفاوضين عن درعا، الذين أقنعوا السكان وخاصة الشبان بعدم الخروج إلى الشمال السوري في قوافل التهجير، ليتبين بعد ذلك بأن جميع الوعود التي قطعها لهم الروس والنظام السوري هي خدعة، وبذلك وقع الشباب في مصيدة الخدمة العسكرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.