ديرالزور: 700 دولار مقابل الخروج من مناطق داعش وإلا فكل فرد هو “درع بشري”

ديرالزور: 700 دولار مقابل الخروج من مناطق داعش وإلا فكل فرد هو “درع بشري”

حمزة فراتي

في ظل وطأة الحصار واشتداده على من تبقى من مدنيين محاصرين في الجيوب الأخيرة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش) في ريف #ديرالزور، سمح الأخير لهم بالخروج من مناطق سيطرته، مقابل دفعهم مبالغ مالية، وفي مدة حددها بثلاثة أيام، في خطوة اعتبرت جديدة.


وأفادت شبكة فرات بوست المعنية بأخبار محافظة ديرالزور، أن “التنظيم أبلغ المدنيين بأنه سيفتح معبر لهم يمكنهم الخروج من مناطقه مؤخراً، على أن يتم ذلك عن طريق أشخاص (سماسرة) يدفع لهم كل شخص راغب بالخروج مبلغ 700 دولار، ومن يخرج ومعه آلية فعليه دفع 1500 دولار، وذلك ضمن أيام محددة”.

ويروي محمد العميري أيضاً (أحد الناجين من مدينة #هجين)، لموقع الحل، والذي تمكن من الخروج مع أفراد عائلته من المدينة قبل مدة قليلة بعد دفعه المبلغ المطلوب منه،أنه “كان يسكن وعائلته في وسط المدينة، عندما سمع أصوات أشخاص قام التنظيم بتكليفهم يتحدثون عبر مكبرات الصوت، عن سماح التنظيم بخروج الأهالي من مناطقه مقابل دفعهم للمال، وبمدة محددة أقصاها ثلاثة أيام”.


ويضيف “توجهت فوراً إلى المركز الذي حدده أولئك لتسهيل الحصول على ورقة تيسر لي المغادرة على الفور مقابل دفع مبلغ قدره 700 دولار أمريكي عن كل فرد من أفرادعائلتي، حيث وجدت عشرات الأشخاص وعائلاتهم أيضاً، أمام المركز يريدون المغادرة الفورية، فالموت أصبح محيطاً بالمنطقة من كافة الاتجاهات مع اشتداد وتيرة المعارك والقصف الجوي الذي طال كل شيء” وفق تعبيره.

وفيما يخص الشائعات التي انتشرت ومفادها سماح التنظيم بخروج جميع المدنيين من مناطق سيطرته لتجنبيهم الاقتتال والقصف، نفى العميري ذلك بشدة، مؤكداً أن التنظيم لم يطلب من أحد المغادرة بالمجان مطلقاً، فهو “لا يكترث لأمر المدنيين، وسماحة لنا بالمغادرة قبل أيام كان بمقابل مادي كبير، وليس كرماً منه”.

ولفت العمري إلى أن “دفعه المال مقابل خروجه من مناطق سيطرة داعش، لم ينته بعد، فحواجز تابعة لقوات سورية الديمقراطية (#قسد) المحاذية لمناطق سيطرة التنظيم، تنتظر هي الأخرى نصيباً، فمبلغ 400 دولار أو 300 دولار هي الورقة الأخرى التي يجبأن تدفعها لتلك الحواجز لإكمال طريقك باتجاه مناطق سيطرتها في قرى وبلدات#خط_الجزيرة”.


مشيراً إلى أن “العوائل التي لا يمكنها دفع ذلك المبلغ لا يسمح لها بإكمال طريقها إلى القرى والبلدات السابقة، بل يتم يتم تحويلهم إلى مخيم هجين للنازحين” وفق قوله.


وأكد العميري وجود أعداد كبيرة من المدنيين في مناطق سيطرة داعش، منهم من يريد الخروج ولكن ليس لديه القدرة على دفع المال بسبب الظروف السيئة التي يعيشونها،ومنهم مَن يرفض الفكرة بشكل قطعي، ويفضل البقاء بمنزله خوفاً من مصير مجهول.


ولفت المصدر إلى “أن المدنيين في القرى والبلدات التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم، يعيشون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، جراء الحصار المفروض عليهم منقبل قوات النظام والمليشيات المولية له من جنب، وقسد من جنب آخر، إلى جانب الحصارالداخلي المفروض عليها من قبل التنظيم ذاته” مشيراً إلى” فقدان غالبية المواد الغذائية والأساسية والمستلزمات الطبية فيها أيضاً”.


ممارسات التنظيم فيما تبقى من مناطق تحت سيطرته

قامالتنظيم أيضاً بتفجير عشرات المنازل في مدينة #هجين (أهم معاقل التنظيم في جيوبه الأخيرة) خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع اشتداد المعارك مع قوات سورية الديمقراطية (#قسد) التي باتت تسيطر على مواقع هامة في داخل المدينة، وذلك بهدف عدم تمترس قناصي الأخيرة على أسطح تلك المنازل، وفق ما نقلته شبكات إعلامية من ديرالزور.


يقول خليفة الجويسم 69 عاماً (ناج من بلدة الباغوز) لموقع الحل إن “التنظيم يقوم باستخدام المدنيين كدروع بشرية، ويمنع من لا يستطيع دفع المال له من الخروج باتجاه مناطق قسد، حيث يجبرهم على البقاء، كي لا تتمكن الطائرات من كشف أماكن تواجدهم”.

كما يشدد التنظيم الرقابة على مقهى الإنترنت الوحيد في البلدة، حيث يقوم أمنيوه بتفتيش أجهزة المتواجدين بشكل دوري، وأي مشتبه به يتم اعتقاله على الفور” وفق المصدر ذاته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.