روسيا بالغوطة: سيطرة “كاملة” ومشاريع عمران ومساعدات.. كيف تحاول استمالة الأهالي وطيّ الماضي؟

روسيا بالغوطة: سيطرة “كاملة” ومشاريع عمران ومساعدات.. كيف تحاول استمالة الأهالي وطيّ الماضي؟

ورد مارديني – موقع الحل 

تستمر روسيا بدعمها لنظام الأسد في #الغوطة_الشرقية، منذ أيام القصف والحصار، ثم إلى الحملة العسكرية الأخيرة التي انتهت بالتهجير القسري لعدد كبير من سكان الغوطة، وصولاً إلى توغلها بشكل كبير، بعد سيطرة النظام على المنطقة في شهر نيسان الفائت. 

وأوضح المهندس راتب أيوب، من الغوطة الشرقية، لموقع الحل، أن “النظام هدم العديد من المساجد والمباني في الفترة الأخيرة، بحجة وضع مخطط عمراني جديد للمنطقة، بالتزامن مع تواجد قوات روسية معه للإشراف على عمليات الهدم”.

وأضاف أيوب أن “النظام منع السكان والمدنيين من إعادة إعمار منازلهم، بينما يسمح للعديد من الشركات الروسية بهدم واستثمار ما تريد”. مشيراً إلى أن “النظام لا يقوم بأي خطوة، دون الرجوع للروس، وغالبا ما يرافقه مهندسون مدنيون ومعماريون روسيون، خلال عمليات الهدم، مما يؤكد شراءهم للعديد من الأراضي، والعقارات في الغوطة، مستغلين القانون رقم 10 الذي أصدره النظام”.

وأقر مجلس الشعب التابع للنظام، نهاية شهر تشرين الأول الماضي مشروع القانون الذي يتضمن تعديلات على بعض مواد “القانون 10″، والذي أثار جدلاً واسعاً خلال الأشهر الماضية، حيث امتد من شهر لسنة، بحسب مصادر موالية للنظام.

ويلزم القانون مالكي المنازل بتقديم ما يثبت ملكيتهم للعقارات، وإلا فإنهم سيخسرون ملكية هذه العقارات ويصادرها النظام، ويحق لها تمليكها لمن تراه مناسباً، ما أسفر عن خسارة العديد من المهجرين قسراً إلى الشمال السوري لمنازلهم.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في شهر تشرين الثاني الفائت، تقريراً طالبت فيه بفرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية ومنعها من المشاركة في إعادة إعمار البلاد، محملةً موسكو وطهران المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في سوريا.

ونشطت روسيا في المجال الإنساني بالغوطة، عبر جمعيات خيرية روسية، قدمت للسكان مساعدات غذائية، وملابس، وذكر خالد محمد، من الغوطة الشرقية لموقع الحل، أن “روسيا تلعب على الوتر العاطفي للمدنيين، خاصة أنهم خسروا الكثير خلال الحملة العسكرية الأخيرة بسبب دعمها للنظام، وتحاول تعويضهم، لتثبت إنسانيتها معهم”. لافتاً إلى أنهم “مضطرون للتماشي مع الواقع المفروض عليهم، والاعتياد عليه”.

وأردف محمد، أن “كل عائلة في الغوطة حصلت من الجمعية الخيرية الروسية، على كر تونة مواد غذائية بحدود 40 كيلو، بالإضافة لكرتونة ملابس شتوية، مع قدوم فصل الشتاء”.

واستمراراً بسياستها مع سكان الغوطة، تقوم روسيا بزيارات متقطعة لمدارس الغوطة الشرقية، وتقدم الهدايا للطلاب، وتتصور معهم، بحسبما أكد عمار حمزة من الغوطة الشرقية لموقع الحل.

أما عسكرياً فتتحكم روسيا بعناصر النظام، ويبدو ذلك واضحاً بالنسبة للمدنيين، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن دوريات تابعة للشرطة العسكرية الروسية، نفذت حملة كبيرة نتج عنها إزالة خمسة حواجز للأمن العسكري بالقرب من بلدة حمورية في القطّاع الأوسط للغوطة الشرقية، وذلك بعد شكاوى تقدم بها سُكان المنطقة للشرطة الروسية خلال دورياتهم في الغوطة الشرقية.

وبحسب تقرير صدر عن “مركز ناشونال انترست”، في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني، فإن الجيش الروسي حول الحرب في سوريا، لفرصة تدريبة هائلة لتعويض القصور العسكري الذي كان يعاني منه.

وأكد التقرير الصادر تحت عنوان “التدخل الروسي في سوريا”، أن روسيا لن تتمكن من إرساء نظام سياسي مستقر في سوريا بدون مساعدة مالية كبيرة لإعادة الإعمار، والتي من غير المرجح أن تقدمها الحكومات الغربية، التي تمتنع عن المشاركة في أي مساعدات مالية بدون حدوث تغيير سياسي في سوريا.

يذكر أن قوات النظام سيطرت على الغوطة الشرقية في الثاني عشر من شهر نيسان الماضي، عقب اشتباكات مع الفصائل المعارضة، انتهت باتفاق فرضته روسيا على الطرفين، وأشرفت على تنفيذه، ونصَّ الاتفاق على تهجير من لا يرغب بتسوية وضعه مع النظام، إلى الشمال السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.