معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط: العلاقة بين حركة حماس وتنظيم داعش في سيناء

معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط: العلاقة بين حركة حماس وتنظيم داعش في سيناء

هل سبق وأن وجدت ارتباطات بين حماس، التي تسيطر حالياً على غزّة، وتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة سيناء؟ لقد أثار هذا الموضوع جدلاً كبيراً لأن وجود مثل تلك الارتباطات من شأنه تعزيز روايات كل من الحكومتين المصرية والإسرائيلية. كما أن داعمي إسرائيل سوف يستفيدون من مثل هذه النقطة. يجب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الوثائق التي ظهرت مؤخراً والتي تتضمن تعليقاً على المراسلات بين الدولة الإسلامية فرع سيناء وحماس. وقد قام معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط ((MEMRI بنشر هذه الوثائق، وقد تم التحفظ على نشر قسم منها من قبل المعهد. كما تم الإعلان عن تلك الوثائق من قبل إحدى القنوات المتطرفة التي تحمل اسم “Al-Nadhir Al-Oryan” , حيث يؤكد أيمن جواد التميمي في إحدى مقالته المنشورة على مدونته على الإنترنت أن كل ما تنشره تلك القناة هو حقيقي، فقد سبق وأن سرّب له مقاتل تونسي في تنظيم داعش هذه المعلومات. وقد ورد اسم هذا التونسي في التعليقات.

ويشير التميمي إلى أن تلك الوثائق ليست إلا تعليقات على المراسلات حيث أنها لا تحتوي على نصوص المراسلات. وقد حاول التميمي الوصول إلى المراسلات من خلال التواصل مع القناة التي سرّبت التعليقات، لكن مع الأسف لم يكن لديها سوى التعليقات، ولا وجود للمراسلات. تلك التعليقات كتبت من قبل شخص يدعى أبو مرام الجزائري، وقد أوردت القناة سيرته الذاتية بشكل موجز: إنه جزائري، درس الشريعة في الجزائر وفي الحجاز في المملكة العربية السعودية. وقد تلقى ثقافة واسعة في أمور الدين وفق مذهب محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الاتجاه الوهابي. وهاجر إلى سوريا وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية حيث عمل لفترة وجيزة كعضو في “مكتبة البحوث والدراسات”. ثم تنقل بين مناصب شرعية مختلفة ليستقر كعضو في اللجنة المنهجية في الدولة الإسلامية. وبسبب الخلافات الإيديولوجية ضمن التنظيم والتي ازدادت حدتها بعد البيان الذي صدر في أيار عام 2017 “ليهلك من هلك عن بينة”. وبعد أن تم إلغاء البيان، سُجن أعضاء اللجنة المنهجية لعدة أشهر وقد فرّ أبو مرام من الدولة الإسلامية بعد إطلاق سراح أعضاء اللجنة إثر تعرضه لضغوطٍ من اللجنة الجديدة.

وقد ألف أبو مرام العديد من الأعمال وانتقد تنظيم الدولة الإسلامية فرع سيناء بسبب طبيعة مراسلاته مع حماس التي يعتبرها التنظيم بشكلٍ رسمي حركة مرتدّة. وبحسب أبو مرام، فإن من ائتمن بالاتصال بحركة حماس باسم التنظيم في سيناء قد خاطب الحركة كما لو كانت حركة إسلامية، وتحدث معهم بعبارات ودّية، في حين كان ينبغي عليه أن يؤكد لحماس أنها بالنسبة للتنظيم حركة مرتدة ويجب التعامل معها على هذا الأساس.

ووفق أبو مرام، تثير حالة سيناء وغزّة الاهتمام، ففي سيناء تحارب الدولة الإسلامية في المقام الأول القوات المسلحة المصرية معتبرة إياهم “مرتدّين”. وتزوّد إسرائيل القوات المسلحة المصرية ببعض السلاح في حملتهم ضد الدولة الإسلامية في سيناء. وتسيطر حماس في هذه الأثناء، والتي تعتبر حركة مرتدّة، على قسم معزول من سيناء بسبب الحصار المفروض عليها من قبل مصر. ويمكن من الناحية النظرية تبرير طلب الدولة الإسلامية فرع سيناء للمساعدة من حماس بالرغم من اعتبارها حركة مرتدة. فتعتبر القوات المسلحة المصرية العدو الأول، في حين أن حماس غير متواجدة في سيناء، لكنها تحكم قسماً معزولاً عن المنطقة الرئيسية لعمليات سيناء. وليس من الممكن للدولة الإسلامية فرع سيناء أن تتواجه مع حماس في الوقت الحاضر بسبب انشغالها بمعركتها ضد القوات المسلحة المصرية. ويمكن للمرء أن يجادل بأن كلا المجموعتين تشتركان في الأعداء في ضوء حصار مصر ضد غزّة وتعاونها مع إسرائيل التي تحاصر غزّة أيضاً. حيث يجوز في مثل هذه الظروف, على سبيل المثال, طلب دعم الأسلحة من حماس نظراً للضرورة والفوائد ويمكن بهذا النحو التوصل إلى تسوية محدودة.

ومع ذلك، يرى أبو مرام أن الدولة الإسلامية فرع سيناء لم تأخذ بالحسبان هذا النوع من التفكير في علاقتها مع حماس، بل تعاملت معها على أنها حركة مسلمة. كما يرى أن حماس بحاجة إلى فرع سيناء أكثر من احتياج فرع سيناء إليها.
ويختم التميمي مقالته بأنه ربما لم يأخذ أبو مرام بعين الاعتبار أن فرع سيناء قد يكون خاطب حماس بعبارات ودية وأخوية ليخدع حماس ببساطة ويشجعها على التعاون وتقديم المساعدة. حيث من غير المرجّح أن يصدّق أبو مرام مثل هذه الخدع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.