فتحي سليمان – موقع الحل

مع احتدام الصراع العسكري في سوريا، وكثرة الفصائل، وشح موارد دعم الأسلحة لكثير منها، لجأت عدة فصائل لتصنيع الأسلحة والذخائر محليّاً، بهدف “تعزيز قدرتها العسكرية، وتقليل اعتمادها على داعمين خارجيين”.

وفي هذا الإطار، صنعت حركة نور الدين الزنكي (إحدى تشكيلات الجبهة الوطنيّة للتحرير) عربة مصفّحة مصنعة محلياً، في خطوة تعتبر نقلة في مجال الصناعات العسكرية في المنطقة.

مواصفات المدرّعة

يقول النقيب عبد السلام عبد الرزاق (المتحدث باسم حركة نور الدين الزنكي)، إن المدرعة Z405 تم تصنيعها “بمواصفات عالمية تحضيراً لاستخدامها في معارك الجبهة الوطنية”. لافتاً إلى أن المدرعة الجديدة أو ناقلة الجند “تم تزويدها بطبقتين من الحديد بينهما مادة تتحمّل الصدمة الأولى للرصاص، وذلك للتصفيح الخارجي كما تم تجهيزها لنقل عناصر المشاة، ولها قدرة على السرعة والمناورة وتعمل في كافة الظروف المناخية والمناطق الطبيعية”.

واستوحى برنامج تطوير الصناعات العسكري في الجبهة الوطنيّة فكرة ناقلة الجند من المدرعة التركيّة كوبرا. وعن ذلك أشار القيادي في الجبهة قائلاً: “من خلال المعارك الأخيرة، لاحظنا مدى قوّة ناقلة كوبرا التركية، ومن خلال تقييم حاجات الجبهة قررنا البدء بتصنيع آلية شبيهة بها”.

تصنيع العربات المدرّعة ليس وليد اليوم بالنسبة للفصائل حيث أجرت العديد من المجموعات العسكريّة تجارب عديدة في مجال تصنيع العربات المصفحة، وتم استخدام بعضها في معارك الجيش الحر ضد قوّات النظام، غير أن الجبهة الوطنيّة أكدت أن “العربة الجديدة ورغم أنها امتداد للتجارب السابقة لكنها تختلف كليّا عن سابقاتها من حيث الفعالية”.

وقال المصدر إن المدرعة z405 “مزودة بنظام إلكتروني للمراقبة بزاوية رؤية ٣٦٠ درجة، إضافة لرشاش كهربائي مزدوج قادرة على المناورة وبدقة إصابة تصل لـ ٢٠٠٠ متر وذلك لاستخدام العربة في عمليّات النقل والإخلاء والإسناد خلال المعارك الميدانيّة”.

وصنّعت الجبهة الوطنيّة للتحرير عدّة عربات من النسخة الجديدة، وقال خبراء التصنيع في حركة الزنكي إنهم “يعاينون الأخطاء والعيوب مع كل نموذج جديد من العربة z405 وذلك لتلافيها خلال خط الإنتاج”.

الشمال.. ميدان السلاح العشوائي

ويرى كثيرون أن إنتاج الفصائل لأسلحة ذاتية، قد تكون مؤشراً لتقدم قدراتها في التصنيع والاعتماد على الذات. إلا أن آخرين يرون أن الشمال يعاني أصلاً من فوضى في السلاح ومواجهات بين الفصائل، وقد تكون قدرة هذه الفصائل على إنتاج السلاح ذاتياً، وخصوصاً السلاح الثقيل، مبعث قلق للمدنيين، الذين يعانون على الدوام من حصول مواجهات دامية وحوادث سببها انتشار السلاح بكثرة في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.