المراكز الصحية في الغوطة الغربية.. بين الإهمال الحكومي وتسيب العاملين

المراكز الصحية في الغوطة الغربية.. بين الإهمال الحكومي وتسيب العاملين

سلمان مطر – ريف دمشق

تتباين أوضاع المراكز الصحية في #الغوطة_الغربية بريف #دمشق، حيث تتميز بعضها بخدمات جيدة وتحوي معدات حديثة. بينما تعاني غالبيتها من تردِ الخدمات والافتقاد للمعدات الأساسية، إضافةً للنقص في الكوادر الطبية العاملة، الأمر الذي ينعكس سلباً على سكان المنطقة، والذين يحتاجون للحصول على عناية طبية بأقل كلفة، خصوصاً مع الظروف المعيشية الصعبة التي تواجههم.

ريان الجناوي (من سكان #بيت_جن في #جبل_الشيخ) ذكر لموقع الحل أنّ الوضع الحالي للمركز الصحي في بيت جن لا يصل للحد الأدنى لتلبية حاجات المدنيين الذين عادوا من مناطق النزوح واللجوء إلى بلدتهم، حيث تقتصر خدماته على تقديم بعض اللقاحات والمعاينات دون تقديم الدواء للمرضى

وأضاف المصدر أنّ وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام قطعت وعوداً بتجهيز المراكز الصحية في المنطقة بأحدث المعدات منذ أشهر، ولم تلتزم بوعودها، حيث لا تزال المراكز على حالها منذ الفترة التي كانت فيها المنطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة، والتي كانت تقدم خدمات طبية أفضل نسبياً من الموجودة حالياً.

في حين قالت عبير الأحمد ( ممرضة في أحد مراكز المنطقة الصحية) نعاني بشدة من نقص في الأدوية، ولا يوجد تلبية لمتطلباتنا التي نقدمها مرة أو مرتين في كل شهر، إضافةً لذلك فإنّ المراكز بحاجة لصيانة كاملة، وتم إبلاغنا بالاتفاق على مناقصات لإعادة ترميمها وإصلاحها منذ أكثر من أربعة أشهر، ولا زلنا ننتظر دون جدوى، حسب قولها.

وتابعت الأحمد أنّ الأهالي باتوا لا يعولون نهائياً على هذه المراكز على الرغم من سوء حالتهم المادية، حيث سمعوا الوعود من كثير من المسؤولين في لجان المصالحة وضباط النظام، ولم يتحقق أي شيء منها، وأصبحت المراكز فقط مركزاً لإعطاء جرعات اللقاح، التي تكون خلال فترات زمنية متقطعة، مشيرةً إلى عدم قيام الموظفين بأية أعمال في الأيام العادية، كما أكدّت أنّ معظم المراكز الصحية التي تتواصل مع العاملين فيها، لا يوجد فيها أطباء مختصين أو ممرضين متفرغين، وكل مركز فيه عدد من العاملين والموظفين بوظائف خدمية وتكميلية للجانب الطبي.

الناشط أحمد المعضماني ذكر لموقع الحل أنّ مركز #معضمية_الشام الصحي استفاد من عدة تعاملات مع بعض المؤسسات الدولية عبر مجلس المدينة، وحصل على تجهيزات حديثة استفاد منها الأهالي بشكلٍ مباشر، وتبقى بعض المشاكل التي لا تؤثر بشكلٍ مباشر على عمل الكوادر الطبية أو المرضى.

وأضاف المصدر أنّه وعلى الرغم من تحسن الوضع الحالي في مركز المدينة، إلّا أنّه بحاجة لتوسعة جديدة، حيث يستفيد منه آلاف المدنيين من سكان معضمية الشام، و #داريا، ويشهد ازدحاماً شديداً خلال حملات اللقاح الدورية، الأمر الذي يحد من تقديم الخدمة الطبية بشكل جيد.

الطبيب مازن الريفي ذكر لموقع الحل أنّ مشكلة المراكز الصحية قديمة وليست وليدة الأحداث الأخيرة، حيث كانت ولا تزال تعاني من الإهمال الحكومي، وعلى الرغم من تحسن الأوضاع الأمنية في كثير من المناطق إلّا أنّ المراكز الصحية تأتي في آخر سلم أولويات حكومة النظام الحالية.

وتابع الريفي القول بأنّ المؤسسات المعنية بالصحة والعمل الطبي تصر على العمل في المدن على الرغم من وجود خدمات طبية فيها، وتتجاهل الأرياف التي تحتاج لدعم كبير بما يخص العمل الطبي والصحي، لا سيما مع وجود مئات الآلاف من المدنيين الذين يحتاجون كل ما من شأنه تخفيف الضغوط المعيشية عنهم وتسهيل حصولهم على الرعاية الصحية التي يحتاجونها ويقطعون عشرات الكيلومترات من مناطقهم إلى العاصمة، حسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.