تربية النحل تتراجع في ريف حماة.. والمربون أمام خيارات صعبة

تربية النحل تتراجع في ريف حماة.. والمربون أمام خيارات صعبة

هاني خليفة – حماة

تراجعت #تربية_النحل في مناطق سيطرة المعارضة بريف #حماة بشكلٍ كبير خلال السنوات الماضية، لعدة أسباب، منها غلاء أسعار الأدوية والمستهلكات اللازمة لخلايا النحل وصعوبة التصريف في الأسواق، ما دفع الكثير من مربي النحل للعزوف عن المهنة والتي عملوا بها لسنواتٍ عديدة، إذ تعتبر تربية النحل مصدر رزق لكثير من العائلات.

القصف وصعوبة التنقل من أهم الصعوبات

يقول المربي محمد العليوي (من منطقة #جبل_شحشبو بريف حماة)، لموقع الحل، “كنت أملك 20 خلية نحل وأتنقل بها بين المحافظات قبل اندلاع الاحتجاجات في #سوريا، أما بعد تعرض المنطقة لقصف جوي ومدفعي خلال السنوات الماضية وسقوط إحدى القذائف بين الخلايا، فلم يبقَ لدي سوى خمسة.

وأضاف العليوي “أصبحت محروم من التنقل بين المحافظات وتأمين المرعى الملائم للنحل، وذلك بسبب ضيق المنطقة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على النحل إما بالمرض أو هروبه بسبب أصوات القصف والعمليات العسكرية، كما يؤدي ذلك أحياناً إلى نفوقه”.

غلاء المستلزمات يجبر المربين على العزوف

حسان السالم (مهندس زراعي من إحدى مناطق ريف حماة)، أشار إلى أن #الأدوية والمستلزمات اللوجستية لخلايا النحل باتت جميعها مستوردة وغالية الثمن، وهو لا يتناسب مع مربي النحل كون الإنتاج لم يعد كما هو قبل اندلاع الاحتجاجات، الأمر الذي دفع العشرات من المربين للعزوف عن متابعة عملهم في هذا المجال.

وأكد السالم أن #الأدوية اللازمة لعلاج النحل أصبحت غالية بنسبة 400%، خاصةً القادمة من مناطق سيطرة قوات النظام والمناسبة لأمراض النحل المحلي، قائلاً إن “المربين ليس بمقدورهم شراء هذه الأدوية، كونهم سيضطرون إلى رفع سعر #العسل، وهو بالأساس تصريفه شبه معدوم.

بدائل مكلفة ليست بمقدور المربين

من جانبه، يبين وليد الصافي (مربي نحل سابق في إحدى مناطق ريف حماة)، لموقع الحل، أنه يوجد بدائل من أجل استمرار تربية النحل إلا أنها مكلفة جداً، كالسيارة المتنقلة والتي تتضمن تفصيل صناديق في الخلف لوضع الخلايا بشكل ثابت وتتنقل بين الحقول والبساتين في الشمال من أجل الإنتاج، مشيراً إلى أنه يتوجب على المربي شراء سيارة خاصة للنحل، “الأمر الذي هو ليس بمقدور المربين في المنطقة”، بحسب تعبيره.

وأضاف الصافي أن التنقّل كان قبل الاحتجاجات إلى مناطق الشمال الشرقي من سوريا كمحافظات #الحسكة و #دير_الزور إضافةً إلى مناطق الساحل، إلا أن ضيق المنطقة وصعوبة التنقل والقصف والأعمال العسكرية، أدت إلى نفوق عشرات الخلايا وعزوف الكثير من المربين عن العمل.

وأوضح الصافي أن سعر الكيلو الواحد من العسل يباع اليوم بـ 5000 ليرة سورية (نحو 10 دولار)، وهو “غالي الثمن على معظم الأهالي في المنطقة، نظراً لظروفهم المعيشية الصعبة”.

ويعلم الأهالي مدى فائدة العسل وأنه غذاء جيد، إلا أن غلاء سعره يجعل اقتنائه في منازلهم أمراً صعباً، نظراً لظروفهم الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل، إذ يعتبرونه في الوقت الراهن من الكماليات والرفاهيات.

وحذر عدد كبير من مربي المواشي والنحل خلال السنوات الماضية، من انقراض هذه المهن بسبب الأعمال العسكرية وعدم وجود جهات مهتمة بها، رغم أهميتها بالنسبة للثروة الحيوانية، إذ أدى القصف خلال السنوات الماضية إلى نفوق آلاف رؤوس #المواشي في مناطق عدّة بريف حماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.