فراس العلي – موقع الحل

أزمة معيشية حادة يعيشها اللاجئون في #تركيا بالتزامن مع عدم استقرار #الليرة التركية على مر السنوات الثلاث الماضية، بعد أن فقدوا جزءاً من قيمة أجورهم مقابل ارتفاع أسعار السلع والخدمات والرسوم في تركيا.

ويقضي #السوريون احتياجاتهم بشكل يومي محاولين الاعتياد على الأسعار الجديدة عن طريق زيادة أعمالهم أو البحث عن أعمال توفر لهم أجوراً مناسبة بينما باتت ظروف الحياة عليهم أصعب من ذي قبل.

في عام 2014 كان سعر صرف الليرة التركية مستقر عند حدود 2،15 ليرة تركية مقابل كل 1 دولار وسطياً، ولكن مع تعرض الليرة التركية للتضخم بدأت تخسر من قيمتها إلى أن وصلت قيمتها إلى 5،35 ليرة تركية مقابل كل 1 #دولار بشكل وسطي.

ومثلما تأثر الأتراك بذلك طالت الخسارات جيوب السوريين، علي الحسين شاب في الثلاثينات من عمره، يقول لموقع “الحل”، “أعمل في مجال بيع الغاز والمياه في مرسين، وكلما استلم راتبي الشهري أرسل 200 ليرة تركية إلى أهلي بسوريا، كان المبلغ يعادل نحو 100 دولار ذاك الوقت، أما الآن فأصبحت أرسل نفس المبلغ لكن كل شهرين فكل راتبي بالكاد يصل إلى 400 دولار أمريكي”.

ويضيف “تأثرنا بشكل عام من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، على مستوى وجبة طعام زادت ضعف سعرها، حتى أسطوانات الغاز ومياه الصحة زادت أسعارها”.

عمل إضافي

اضطر السوريون في تركيا إلى البحث عن مصادر دخل تناسب الظروف المعيشية الحالية، فالبعض لجأ إلى التوفير من مصاريفه الشهرية بينما آخرون اعتمدوا على مصدر دخل إضافي يدر عليهم المزيد من المال.

وفي استطلاع رأي أجريناه على إحدى الصفحات الخدمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حول المبلغ الوسطي المطلوب للمعيشة في تركيا، أجاب معظم المتابعين بأن 3000 ليرة تركية كمبلغ شهري لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص مناسبة للمعيشة بتركيا بالوقت الراهن.

وتعادل هذه القيمة من المصاريف في الوقت الحالي 1000 ليرة تركية تقريباً قبل أربع سنوات عندما كانت الليرة التركية محافظة على قيمتها أمام العملات الأجنبية.

خلود إحدى الفتيات السوريات العاملات في ورشة خياطة بمدينة غازي عينتاب، تقول لموقع “الحل”، إن “المصاريف والالتزامات ازدادت مع الوقت، هذا ما جعلني ابحث عن عمل آخر بالإضافة لعملي الحالي، أتقاضى شهرياً 1400 ليرة تركية وهذا المبلغ لا يكفي لولا عمل أختي الثانية”.

وتعيش خلود مع عائلتها المكونة من ستة أفراد، وتضيف “هناك بالعائلة من يدرس بالجامعة وهناك من لا يمكنه العمل مثل والدتي وإخوتي الآخرين، والاعتماد الأكبر يقع على عاتقي أنا وأختي، فلذا اضطررت إلى البحث عن عمل آخر وحالياً أعمل كمسوقة لمنتجات تجميل بعمولة عن كل عملية بيع”.

التوفير هو الحل!

اختار البعض من السوريين طريقة أخرى لملائمة ما يجنوه من أجور أوضاعهم المعيشية الحالية، ومن هؤلاء أبو عقيل صاحب الـ43 سنة ومقيم في عنتاب مع عائلته، حيث يقول، “منذ أربعة أشهر انتقلت لمنزل جديد وإيجاره 500 ليرة تركية بينما منزلي القديم كنت ادفع 930 ليرة تركية بالشهر عدا الفواتير، اضطررت للانتقال بسبب ازدياد المصاريف خاصة أن أطفالي صغار ولا يوجد غيري معيل بالعائلة”.

ويتابع أبو عقيل “نعيش الشهر بشهره ولا نوفر شيء وحالنا حال الآلاف من العائلات التي تعاني من ازدياد المصاريف، وما زاد العبء هو فواتير التدفئة المركزية، حيث تصل الفاتورة شهرياً إلى 300 ليرة تركية وسطياً هذا عدا ازدياد فواتير الكهرباء والمياه في الشتاء”.

وجاءت محاولات توفير السوريين لبعض المصاريف بعد موجة الغلاء الفاحشة التي لاحقت حتى الخبز السوري ومنتجات المحال الغذائية والمواصلات الداخلية في الولايات التركية.

يقول حسان، (عامل بمعمل غذائيات)، “مضى على وجودي في تركيا أكثر من خمس سنوات، كل شيء تغير فالأسعار ارتفعت ولكن بشكل تدريجي لكن #الرواتب والأجور هي ذاتها التي نتقاضاها، أما حول السوريين الذين لم يتأثروا بذلك فأعتقد أن العمال المستقرين بأعمالهم ونالوا زيادة على أجورهم مرتاحين مادياً أكثر منا”.

وعلى عكس عشرات آلاف السوريين الذين تأثروا بانخفاض الليرة التركية مثلما تأثر الأتراك وأكثر، لم يكن عدم استقرار سعر صرف الليرة مصدر قلق للأتراك والسوريين الذين يتقاضون أجورهم أو يجنون أرباحهم بعملة أخرى غير الليرة التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.