مخيمات الشمال “أقسى من الحصار”: ظروف “مأساوية” وحياة ملطخة بالطين.. والبرد لا يرحم الأطفال

مخيمات الشمال “أقسى من الحصار”: ظروف “مأساوية” وحياة ملطخة بالطين.. والبرد لا يرحم الأطفال

ورد مارديني – موقع الحل

ظروف قاهرة، يعانيها المهجرون من الغوطة الشرقية في مخيمات الشمال السوري، في ظل محدودية الدعم المادي الذي تقدمه المنظمات الخيرية والإنسانية، وقدوم فصل الشتاء، الذي يعتبر ضيفاً ثقيلاً على المخيمات.

أم عمر حامد، مهجرة مع زوجها وأطفالها من الغوطة الشرقية، ومقيمة في مخيم جنديرس في عفرين، أوضحت لموقع الحل، أن “الحياة في المخيم أقسى من حياة الحصار التي كنا نعيشها في الغوطة، على الأقل كنا نقطن في منازلنا، وليس في خيام لا تكاد تقينا برد الشتاء، وأمطاره الغزيرة”. مشيرةَ إلى أن “الجو في الغوطة كان معتدلاً بارداً، وأمطارها أخف غزارة من أمطار الشمال المعروف ببرودته كونه منطقة جبلية”.

وأضافت أن “الأطفال يعانون من الزكام والرشح بشكل مستمر، حتى الدواء لم يعد يؤثر فيهم، لأنهم بحاجة للدفء، وهو غير موجود، لأنني لا أستطيع تركيب مدفأة في الخيمة خوفاً من اندلاع حريق، خاصة أن عدة أشخاص توفوا جراء احتراق خيام بعد تركيب المدافئ فيها، وإشعال مواد بلاستيكية أو أكياس نايلون بدلاً من الحطب”.

من جهته أوضح أبو سعيد قلاع (مهجر من الغوطة ومقيم في مخيم أطمة شمال حلب)، أن “الأوضاع مأساوية، فالخيم طافت بالمياه أكثر من مرة، كما أن بعضها طار من شدة الرياح، والطين على أرض المخيم، يعرقل سيرنا، وذهابنا إلى العمل، كما يعرقل ذهاب الطلاب إلى مدارسهم”. لافتاً إلى أن “العديد من الطلاب تركوا مدارسهم نتيجة الظروف الصعبة التي يعانيها أهلهم في المخيمات، واضطروا للعمل كي يكونوا عوناً لعائلاتهم بتأمين لقمة العيش”.

من جانبه أوضح عمر الشامي (متطوع في جمعية إنسانية)، لموقع الحل، أن “معظم العائلات النازحة لا تملك المال لشراء ثياب شتويّة، أو تأمين أدنى وسائل التدفئة مع قدوم فصل الشتاء الذي حول مخيماتهم إلى مستنقعات لا تصلح للوقوف فيها، فكيف ستصلح للنوم، ورعاية الأطفال، وكبار السن”. مضيفاً أن “المساعدات المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية أصبحت محدودة جداً، بحيث لا تتجاوز بعض الأغطية والملابس الشتوية”.

ولفت عمر إلى أن “إحدى العائلات المهجرة قسرياً، والمقيمة في مخيم أطمة، تعرض رب الأسرة فيها لإصابة أدت لإعاقته وسببت له شلل نصفي، ثم تعرضت الأم بعده لحادث سير نتج عنه عدة كسور وإصابات منعتها من الحركة، ولدى هذه العائلة عشرة أطفال، لا يوجد بينهم أي طفل قادر على العمل، مما اضطرهم لتناول بقايا الأطعمة التي ترمى في الطرقات”، حسب قوله.

وعن الدور التعليمي والنفسي للمنظمات في مخيمات الشمال السوري، قال المسؤول الإعلامي لمنظمة “نبع الحياة” في الشمال السوري، (رافي الشامي)، لموقع الحل، إن “نبع الحياة ساهمت في معالجة الأطفال المتضررين نفسياً، أو جسدياً خلال الحروب، كما ساهمت بنشر مراكز التعليم في المخيمات، ودعم الكوادر التدريسية فيه، فضلاً عن تأمين المواد اللوجستية، ووسائل التدفئة لتصبح مكان ملائم للأطفال، وتحفزهم للعودة إلى مقاعد الدراسة، بعد انقطاع العديد منهم عنها، وانشغالهم في العمل”.

وبما يخص تقصير المنظمات الإنسانية، أوضح الشامي أن “دور المنظمات يكاد يقتصر على ما يسد رمق فرد من أفراد العائلة، فضلاً عن أن عدم التنسيق يعتبر مشكلة بين المنظمات، بالإضافة لعدم وجود الكفاءات في مكانهم الصحيح، كل هذه العوامل تؤدي لتقصير دور المنظمات بدعم النازحين في المخيمات”.

ويبلغ عدد مهجري الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، 46959 شخصاً، بينهم حوالي 24923 امرأة، متوزعين على عدة مخيمات بريفي إدلب وحلب، بحسب وحدة تنسيق الدعم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.