“صراع بقاء”.. واقع المدنيين المحاصرين في جيوب داعش الأخيرة

“صراع بقاء”.. واقع المدنيين المحاصرين في جيوب داعش الأخيرة

حمزة فراتي – ديرالزور

تشهد الجيوب الأخيرة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف #ديررالزور، حالة من الفوضى الأمنية وانتشار واسع لعمليات السلب والنهب، نتيجة اشتداد المعارك وانحسار التنظيم في رقع صغيرة، انعكست آثاره سلباً على المدنيين المحاصرين في المنطقة.

ففقدان التنظيم السيطرة على مدينة #هجين خلال الأيام الأخيرة الماضية والتي تعد من أهم وأكبر معاقله الأخيرة في المنطقة، جعل المدنيين محاصرين في نواحي وقرى محدودة متمثلة بقسم كبير من #الباغوز_تحتاني وقرية #السوسة و#قرية الشعفة ونواحي أبو الحسن والبوبدران، فالاكتضاض السكاني في هذه المناطق وإغلاق جميع الطرق أمام خروج الأهالي منها، جعل من الوضع الإنساني في داخلها غاية في السوء مع فقدان معظم المواد الغذائية والأساسية، حيث باتت عمليات السرقة منتشرة بشكل واسع بل ووصلت عواقب بعضها للقتل.

معتصم السلامة (من سكان الباغوز) تحدث لموقع الحل عن الفوضى الأمنية في المنطقة، قائلاً إن “ما يدفع بعض المدنيين للقيام بأعمال سرقة ونهب، هو الحاجة الماسة لتأمين ثمن وجبة طعام صغيرة، في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية المتوفرة في المنطقة وفقدان معظمها، حيث تستهدف عمليات السرقة منازل ومحال تجارية قد تمكن أصحابها من الفرار” وفق قوله. لافتاً إلى أن بعض الأشخاص اغتنموا فرصة غياب الرقابة الأمنية للتنظيم مؤخراً، للقيام بأعمال تشليح وخطف لبعض المدنيين أيضاً، بهدف الحصول على أموالهم، منوهاً إلى أن بعضهم تربطه علاقة وثيقة ببعض عناصر التنظيم، حيث يتقاسمون ما يجنوه من سرقات، وأشهر هؤلاء المدعو (شرارة) والذي تربطه صلة قرابة بأحد أمراء التنظيم في المنطقة”.

ووفق مصادر لموقع الحل في ريف ديرالزور الشرقي، “لايزال التنظيم يمنع خروج المدنيين من مناطقه، تحت طائلة العقاب والمسؤولية والتي تصل إلى حد الإعدام”.

ويقول خليف الحسون (من قرية السوسة) لموقع الحل، إن “بعض حالات السلب أدت إلى حصول قتل متعمد، وذكر مثال على ذلك مقتل رجل مسن وحفيده في ناحية البوبدران مطلع الشهر الجاري، عندما قامت مجموعة أشخاص باقتحام منزلهم ومحاوله سرقته، وسبق ذلك قيام شخص بقتل مراهقين اثنين في ناحية أبو الحسن وسرقة هواتفهما المحمولة أيضاً”.

إلى ذلك يقوم بعض من عناصر التنظيم بعمليات ابتزاز لمدنيين ميسوري الحال في المنطقة بهدف الحصول على أموال بشكل دوري، من خلال اتهامهم بالتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) أو مع النظام، ومنهم من تم اختطافه لأيام قبل أن يرضخ ذووه لدفع مبالغ مالية ضخمة مقابل خروجه، وهذا ما حصل مع صبحي الفروان من نواحي مدينة هجين حيث تم اختطافه في منتصف الشهر الفائت على يد مجهولين، حيث دفعت عائلته مبلغ 15 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه” وفق الحسون.

ويقول عمران السالم (من مدينة هجين ) لموقع الحل، إن “عمليات الانتقام تضاعفت بشكل كبير في المنطقة في ظل الفوضى الأمنية السارية والتراجع المستمر للتنظيم وخساراته المتواصلة، وذلك عبر الاختطاف والغياب القسري لبعض المدنيين، ولعل من أبرز نتائجه، انتشار ظاهرة الجثث المجهولة التي يعثر عليها بشكل مستمر في مناطق متفرقة لاتزال تحت سيطرة التنظيم، حيث تم العثور على أكثر من سبع جثث خلال الشهر الجاري فقط، تعود لمدنيين من المنطقة تم قتلهم على يد مجهولين” يختتم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.